بعدما تمكن المنتخب الوطني الجزائري من الفوز بنتيجة (3 – 1) بشق الأنفس، عقب شوط أول كارثي، في المباراة الودية التي جمعته بالمنتخب الموريتاني، استعدادا لخوض غمار «كان» الغابون 2017، عقد المدرب الوطني «جورج ليكانس» ندوة صحفية للحديث عن الفوز الذي حققه أشباله، حيث أكد أن المنتخب أحسن اختيار الخصم وأنه يتوجب عليه رفقة الطاقم الفني إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللاعبون في المرحلة الأولى من اللقاءات الأخيرة للخضر. كما شدد على ضرورة ترسيخ عقلية العودة للدفاع من المهاجمين ومتوسطي الميدان ليكون الخط الخلفي أكثر قوة في المستقبل، في هذا الحوار... «الشعب»: فوز صعب وشوط أول كارثي ضد موريتانيا، أليس كذلك؟ جورج ليكانس: المباراة التي لعبناها اليوم كانت لقاء وديا لا أكثر ولا أقل. كما أننا أخضعنا اللاعبين منذ دخولهم تربص سيدي موسى لعمل بدني شاق جدا خلال الأسبوع، وهو ما أثر على المردود العام للاعبين في المرحلة الأولى. وفي غرف الملابس تحدثنا مع اللاعبين وقدمنا لهم بعض النصائح، كما قمنا ببعض التغييرات في المرحلة الثانية وهو ما حسّن مردودنا وأسلوب لعبنا أكثر ومكننا من العودة في النتيجة بتسجيل ثلاثية كاملة. ما يهمني هو العودة القوية للاعبين وقوتهم الذهنية الكبيرة. هدفي هو تطوير أداء المنتخب بشكل عام، أريد منتخبا كاملا يتنافس فيه 23 لاعبا على مناصبهم فوق الميدان. اليوم أنا سعيد لأني خلقت جو المنافسة بين اللاعبين وهو ما يرفع المستوى والأداء بشكل عام. كما قلتها لكم سابقا، لا أريد 11 لاعبا أساسيا، أريد 23 لاعبا جاهزين لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بقوة كبيرة. نريد خلق المنافسة بين اللاعبين وهي التي ستساعدنا على بلوغ ذلك. اليوم، فزنا بنتيجة 3-1 وعلينا أن نواصل العمل بنفس الوتيرة مع نفس المجموعة، لأننا نصبو لتكوين منتخب قوي يحسن اللعب الهجومي والدفاع بشكل جيد والضغط على حامل الكرة عند فقدانها وهو ما حاولنا تطبيقه خلال الشوط الثاني. على العموم أنا سعيد بما رأيته من انضباط والتزام لدى اللاعبين. أظهرنا أيضا شخصية قوية بعد تأخرنا بهدف تلقيناه في المرحلة الأولى. على المستوى العالي الفوز يتطلب منك تضحيات كبيرة، لأن المنتخبات المنافسة لن تمنحنا الهدايا، رغم الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى. لكن هناك بعض الإيجابيات ويلزمنا عمل كبير مع اللاعبين. كما أنني متأكد أيضا أنهم جاهزون لتقديم كل ما لديهم وسنذهب إلى الغابون بنية الفوز. المحور عانى الأمرين في المرحلة الأولى؟ ليس المحور فقط. يجب أن نرسخ لدى كل لاعبي المنتخب الوطني بأنه علينا أن ندافع جميعا عند تضيع الكرة، والمهاجم هو أول مدافع حتى يصبح دفاعنا متينا وقويا. فهناك من لا يعود لمساعدة زملائه وهذا ما لا أريد مشاهدته من جديد. على العموم أنا سعيد جدا، لأن كل ما كنت أطلبه من اللاعبين خلال المباراة كان يطبق ويصحح مباشرة، مازالت أمامنا مباراة ودية أخرى أمام نفس المنتخب، سنعمل فيها على تدارك الأخطاء التي قمنا بها في هذا اللقاء وتصحيحها، وهذا أعتقد دور المباريات الودية، حتى نكون جاهزين للقاء الأول أمام منتخب زيمبابوي يوم الخامس عشر من هذا الشهر. بعد هذا اللقاء، هل تعتقد أن موريتانيا كان اختيارا صائبا للتحضير لأمم إفريقيا؟ بطبيعة الحال، بدليل أن المنتخب الموريتاني خلق لنا العديد من المتاعب في المرحلتين الأولى والثانية وتمكن من بلوغ شباكنا. الفرصة كانت متاحة بالنسبة لي ولجهازي الفني من أجل معاينة عدد كبير من اللاعبين وسنكمل ذلك في المباراة الثانية، التي من المتأكد أن تكون أفضل، كوننا سنسترجع المصابين والذين يعانون من الإرهاق يوم الثلاثاء وسنلعب مباراة جديدة بنفس الأهداف هي تحسين الأداء وتفادي الإصابات قبل مباراة زيمبابوي الهامة التي يجب أن نفوز بها. أقول لك إن الخيار كان ناجحا بترتيب مقابلة ودية أمام موريتانيا، نظرا للتشابه الكبير بين أسلوب لعبها وأسلوب لعب منتخب زيمبابوي الذي سيكون المنافس الأول لنا في «كان الغابون»، ولو انهزمنا لكان الضغط شديدا علينا من الصحافة والجماهير. لأول مرة شاهدنا «ماندي» يحمل شارة القيادة، هل سيكون قائد الخضر في «الكان»؟ قلت لكم أني أريد أن يكون لدي قائد في كل خط، وليس لأن «ماندي» حمل شارة القيادة اليوم سيكون قائدا في «الكان». قمت بذلك لتحسيسه ولوضعه أمام مسؤولياته، كونه حاليا أقدم مدافع محوري في المنتخب. وصراحة لم أقرر في هذا الأمر بعد.