الفن أرقى مهمّة إنسانية وليس لعبة أو وسيلة لأكل الخبز يعتقد الدكتور الجزائري أحسن تليلاني أن السبب وراء تراجع حركة الأدب العربي بما يعبر عنه من فنون في الوطن العربي يعود إلى الفقر الذي يعانيه من المثقفين الذين يستشرفون بمستقبل المجتمع، هذا الأخير الذي يبقى في حالة حركة دائمة وتطلع مستمر ومتجدد إلى الأمام. قال الأستاذ تليلاني كاتب وباحث وناقد من جامعة سكيكدة في تصريح ل «الشعب» أنّ الأدب الجزائري بعد الاستقلال سكت ولم يعد أحد يكتب، وأنّ الحركة الأدبية والفكرية توقفت، وكأنّ الجزائريين حققوا الهدف الكبير بنيل الاستقلال» مشيرا إلى أنّ أمير شعراء الجزائر «محمد العيد آل خليفة « لم يكتب ولا قصيدة إلى غاية السبعينات فيما لم يكتب شاعر الثورة الجزائرية، مفدي زكرياء إلا «الإلياذة» التي تجسّد الثورة وإحداثها بأسلوبه الراقي. ويرى أنّ المسرح العربي بصفة عامة «أقل التزاما» وهي مسألة تتعلّق، حسبه، بطبيعة المثقف العربي، قائلا أنّ «أغلبهم جبان انتهازي همهم الوحيد المادة والساحة مملوءة بأدعياء الثقافة والفن، لأنّ الملتزمين قلائل»، والقلة في نظره «برهان أكبر على أن الفن أسمى وأرقى مهمّة إنسانية وليس لعبة أو وسيلة لأكل خبز». ختم نفس المتحدّث «يوجد رجال التزموا وضحوا في سبيل الفن، وخير دليل على ذلك الراحل عز الدين مجبوبي الذي تحدى الإرهاب، حاربه على الركح فمات شهيدا، حال الراحل عبد القادر علولة، عراب المسرح الجزائري» مستدلا بمقولة الكاتب والشاعر الجزائري طاهر جاووت «إذا لم تكتب ستموت وإذا كتبت ستموت إذن اكتب ومت». المسرح العربي بديار الغربة أكثر تحرّرا وأشار في هذا الإطار إلى «المسرح المهاجر» حين قال إن «المسرح العربي في ديار الهجرة أكثر تحررا» على الرغم من أنه اعترف بوجود من أسماهم ب»الجبناء والخونة»، وهو ما عبّر عنه في كتابه المترجم «مختارات من المسرح الجزائري» الجديد من الفرنسية إلى اللغة العربية، يتحدث 10 في عشرة مسرحيات عن الإرهاب ومكافحته.