تتطلع الأممالمتحدة إلى ضخ بعض العزيمة السياسية التي تشتد الحاجة إليها في الجهود المبذولة للتوصل إلى معاهدة عالمية جديدة للمناخ، وذلك في الوقت الذي تستضيف فيه أكثر من مائة زعيم دولة يتقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل قمة تتعلق بمكافحة ظاهرة الانحباس الحراري العالمية. وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -الذي جعل مكافحة التغيرات المناخية إحدى أولوياته في فترة توليه مهام منصبه- هذا الحدث أمس الثلاثاء، حيث يأمل أن تعطي المفاوضات دفعة تشتد الحاجة إليها من أجل الانتهاء من اتفاق عالمي قبل قمة مهمة ستعقد في كوبنهاغن في ديسمبر المقبل. وقال بان كي مون أثناء إطلاق أسبوع المناخ يوم الاثنين في نيويورك: إن هدف القمة هو أن يحشد الزعماء الزخم السياسي الذي يمكن أن يسرّع من مسار المفاوضات. ومن المنتظر أن تطالب الدول النامية العالم الصناعي بتحمل مسؤولية التلوث الذي تراكم على مدى عشرات السنين، وعلى إساءة استغلال الثروات الطبيعية. كما ستطالب الدول النامية بتقديم مساعدات وتعويضات للأمم الفقيرة المتضررة من ممارسات الدول الغنية، بحيث تتمكن من التكيف مع تآكل مواردها الطبيعية وتفشي الفقر لديها إضافة إلى تمكينها من تحمّل العبء المادي المترتب على معالجة أوضاع البيئة، بالإضافة إلى مساعدتها في إدخال تقنيات حديثة في صناعتها لخفض انبعاث الغازات. وكان بان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أطلقا الاثنين أسبوع المناخ في نيويورك، آملين نجاح قمة كوبنهاغن. وأوضح ستيف هاورد رئيس مجموعة المناخ: أن نحو ستين اجتماعا ومؤتمرا ومناقشة علنية ستعقد في المدينة. وتنظم المجموعة هذه الأحداث بدعم لوجستي من بلدية نيويورك. وقال بان علينا أن نلتزم التوصل إلى اتفاق عادل في كوبنهاغن. فيما شدد بلير على أن الإرادة موجودة و القضية تكمن في إيجاد الوسائل لتحقيق هذه الإرادة. وتهدف قمة كوبنهاغن المقررة في ديسمبر المقبل إلى بلوغ اتفاق يبدأ تطبيقه مع انتهاء مفعول المرحلة الأولى من بروتوكول كيوتو في جانفي ,2013 بهدف القضاء على انبعاثات الكربون. وأكد بلير ضرورة اتخاذ تدابير قصيرة المدى مثل وقف التصحر وبعيدة المدى مثل الاستثمار في تكنولوجيات المستقبل، وأضاف نحتاج إلى تعبئة القطاع الخاص كما القطاع العام. وفي العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس افتتحت يوم الاثنين فعاليات المؤتمر التاسع للأمم المتحدة بشأن مكافحة التصحر وسط دعوات لاتخاذ تدابير ملموسة لمكافحة تدهور الأرض. وقال وزير البيئة الأرجنتيني هوميرو بيبيلوني في كلمته الافتتاحية: إن صحة كوكب الأرض ليست على الطريق الصحيح، مشيرا إلى أن كل عام يبدو أسوأ من سابقه مع ارتفاع مستوى التصحر والفقر، وتعرض الأمن الغذائي للخطروزيادة الفيضانات. وحلل الأمين العام التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر لوك جناكاديا التطورات في السنوات الأخيرة. وقال أولا كانت هناك أزمة في الطاقة تبعتها أزمة غذائية. وأصبحت هذه الأزمات في طي النسيان مع تصدي العالم لأزمة مالية واقتصادية. وشدد جناكاديا على أن الأزمات ليست مبررا لتجنب اتخاذ تدابير للتصدي لتدهور الأرض، مؤكدا على أهمية استغلال هذه الفرصة غير المسبوقة لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة آثار تغير المناخ. وسيشارك في فعاليات المؤتمر الذي سيعقد على مدى 12 يوما في بوينس أيرس أكثر من ألفي شخص، من بينهم وفود من 191 دولة، ومن هيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وغيرها. يذكر أن حوالي 40 ٪ من سطح الأرض قد تم تصنيفها على أنها أرض قاحلة، ويعيش على هذه المساحة ثلث سكان العالم، بحسب بيانات الأممالمتحدة.