حدّد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة العالمية حول المناخ بكوبنهاغن الاثار السلبية للتغيرات المناخية في الجزائر كما عدد السياسات التي تبنتها الحكومة للتقليل من انبعاثات الغازات السامة والمسببة للاحتباس الحراري، ودعا الدول الصناعية إلى الوفاء بالتزاماتها خاصة من حيث تحويل التكنولوجيا إلى الدول النامية عامة والدول الإفريقية على وجه الخصوص والتي قال عنها إنها أقل المتسببين في التغيرات المناخية، مطالبا ياحترام المبادئ الأساسية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية خاصة المبدأ المتعلق بالمسؤولية المشتركة بالتباين، كما شدد على ضرورة مكافحة الاحتباس الحراري بالاستعمال التدريجي للطاقات الجديدة والمتجددة في برامجها التنموية مبعوثة »صوت الأحرار« إلى كوبنهاغن: سهام بلوصيف أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في تدخله في القمة العالمية حول المناخ التي تحتضنها العاصمة الدانماركية كوبنهاغن أمام 192 رئيس ورئيس حكومة وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، أول أمس، في قاعة "بلا سنتر" أن الجزائر كغيرها من الدول النامية تعاني من ظاهرة التصحر التي تفاقمت بسبب اثار التغيرات المناخية، وذكر بالجهود التي بذلتها الحكومة بهدف التقليل من انبعاثات الغازات السامة والمسببة للاحتباس الحراري، حيث أكد أنه من أجل بلوغ هذا الهدف تم الاعتماد على التنمية المستدامة في المخططات التنموية. إضافة إلى هذا، أوضح رئيس الجمهورية أن هناك سلسلة من الاجراءات اتخذتها الجزائر من أجل تحسين النجاعة الطاقوية، ناهيك عن اعتمادها على سياسة لترقية الطاقات المتجددة، معتبرا استعمال تكنولوجية حبس وجمع ثاني أوكسيد الكربون عتصرا محوريا في السياسة الوطنية في مجال التغير المناخي. ودعا بوتفليقة، الدول النامية وفي مقدمتها الدول الإفريقية إلى المساهمة بشكل فعال في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق الاستعمال التدريجي للطاقات الجديدة والمتجددة في برامجها التنموية مدعمة باجراءات طوعية للتقليل والتكييف، إلا أن رئيس الجمهورية ربط هذه السياسات بالتحويلات المالية والتكنولوجية المناسبة. وذكر الرئيس باضطربات المناخ التي تشهدها القارة الافريقية على غرار بعض الدول النامية، وقال إن »التغيرات المناخية أصبحت جزءا من الواقع اليومي لملايين البشر ضحايا الكوارث الطبيعية وفي مقدمتها الفيضانات والجفاف المتكرر والتصحر«، مشيرا إلى الاثار السلبية وخطر هذه الظواهر على الفلاحة والصحة والأمن الغذائي. واعتبر رئيس الجمهورية أن ما أسماها "الظواهر المناخية القصوى"، إضافة الى آثار الأزمة المالية والاقتصادية والغذائية بصدد كبح الجهود التي تبذلها البلدان الافريقية للقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الانمائية للألفية رغم التقدم اللافت الذي حققته خلال السنوات الأخيرة في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا النيباد على حد قوله، وعليه أضاف أن البلدان الافريقية حريصة على ادراج قضية التغيرات المناخية في صدارة أولوياتها،مذكرا باحتضان الجزائر شهر نوفمبر من العام الفارط لندوة وزراء البيئة الافارقة التي أتاحت حسبه صياغة موقف افريقي مشترك. وانتقد الرئيس بشدة الدول الصناعية وحملها المسؤولية الانعاكاسات الخطيرة للتغيرات المناخية، وشدد على ضرورة الوفاء بالعهود التي قطعتها على نفسها وفق ما أقرته الندوة والبرتوكول من حيث تحويل التكنولوجيا والتمويل وتعزيز القدرات لمساعدة البلدان الأضعف جانبا،مطالبا بتمكين جميع الدول النامية الذي أكد بشأنها أنها أقل المتسببين في التغيرات المناخية وتعاني منها أكثر من غيرها، من تحمل عبء التكيف مع التغيرات المناخية. واعتبر رئيس الجمهورية ذلك واجبا شرعيا وتضامنيا، قائلا إنه فرض يمليه الترابط بالتبعية باعتبار التغيرات المناخية تتخطى الحدود، مشددا على اضطلاع البلدان المصنعة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق بالريادة وتتقدم الركب بحكم مسؤولياتها التاريخية، ورأى أن مفتاح التوصل الى نتائج ايجابية بيدها، مؤكدا أنها الوحيدة القادرة على قيادة عملية واسعة النطاق لاعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وصولا الى بروز اقتصاد أخضر يفتح فرصا جديدة أمام الجميع. ودعا الرئيس الدول المتقدمة إلى عدم اقتسام الفضاء الجوي باجحاف، مطالبا اياها بترك النزر القليل منه للدول النامية والذي لايكفي لاتاحة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تصبو إليها بعدما اعتبر مبدأ المسؤولية المشتركة بالتباين هو المبدأ الجوهري. وأوضح رئيس الجمهورية أن التحدي الذي تفرضه التغيرات المناخية على البشرية جمعاء يستوجب التخلص من الأنانيات الوطنية والمصالح الضيقة، داعيا الجميع إلى التجند والعمل من أجل الحفاظ على المعمورة. وأشار بوتفليقة الى ضرورة التحرك بسرعة، وقال »إنه لم يعد أمامنا من الوقت ولقد بدأ العد التنازلي بالنسبة للمعمورة المحكوم عليها مع وقف التنفيذ"بعدما أكد ان الانسان هو الذي يتسبب في تدهور المناخ وانبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية. ووصف رئيس الجمهورية ندوة كوبنهاغن بالتاريخية، حين أوضح أن لم يسبق للانسان أن هدد بهذا القدر بنشاط منظوماته البيئية وموارده ومن ثمة بقاءه، مشيرا إلى أنه من الواجب أن نترك للاجيال القادمة كوكبا مستجمعا لمقومات البقاء"، ليشدد على ضرورة التطلع من الان الى مابعد استحقاق 2012.