أكد المشاركون في يوم تحسيسي حول «توسيع الثقافة والسلامة المرورية « امس بالعاصمة على أهمية التحسيس بخطورة حوادث المرور وما تحصده سنويا من أرواح وما ينتج عنها من مأسي إجتماعية وإعاقات جراء عدم إحترام قانون المرور والتجاوز الخطير والسياقة في حالة سكر وتناول المخدرات. أبرز المتدخلون خلال اللقاء الذي نظمته «جمعية ممرني السياقة المحترفة» للعاصمة بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى بقاعة سينما «الكازينو» الجهود الميدانية وحملات التحسيس التي تقوم بها مختلف الأسلاك الأمنية مع جمعيات المجتمع المدني للحد من الظاهرة ونبهوا إلى تصاعد مخاطر غياب ثقافة مرورية وتقاليد السياقة الصحيحة التي تؤدي إلى «مجازر مرورية» و»إرهاب الطرقات». وفي هذا السياق أبرز قائد سرية أمن الطرقات على مستوى الدرك الوطني للمجموعة الإقليمية بالعاصمة نشاط مجموعته في مجال الوقاية من حوادث المرور خلال سنة 2016 حيث تم تسجيل 274 حادث مادي و795 حادث جسماني وبلغ عدد الوفيات 68 وأشار في مجال نشاط شرطة الطرقات وتنسيق النقل إلى تسجيل 7453 جنحة و24382 مخالفة في مجال قانون المرور, وفي مجال تنسيق النقل تم تسجيل 5258 جنحة مقابل 2214 مخالفة. كما أكد ذات المتدخل بخصوص الإجراءات المتخذة في ميدان شرطة الطرقات أنه تم توقيف 1111 مركبة وتم وضع 324 منها في المحشر كما أجري تحليل 257 عينة دم من السائقين تبين أن 37 منها تحوي على نسبة الكحول فيما 12 عينة تحوي على نسبة من المخدرات. وفي مجال مخالفات عدم إحترام السرعة المحددة المرفوعة بواسطة جهاز «الرادار» فبلغت 21060,أما المخالفات المتعلقة بالسياقة في حالة سكر المرفوعة بواسطة جهاز الإيتيلوميتر وصلت 19 مخالفة. وبلغت حسب ذات المصدر تدخلات وحدات السلاح لمعاينة حوادث المرور عبر الرقم الأخضر 1055 خلال السنة الفارطة 1234 مكالمة أسفرت عن 1110 تدخل لمعاينة حوادث المرور. من جهتها أوضحت رئيسة جمعية ممرني السياقة المحترفة فرحات نبيلة أن الهدف من تنظيم اليوم التحسيسي هو نشر أساسيات الثقافة المرورية للحفاظ على الأرواح البشرية وتم تحسيس سائقي السيارات ومختلف المركبات بضرورة العمل على تقويم السلوكات غير الصحيحة خلال السياقة لاسيما وأن أسباب حوادث المرور تتعلق أساسا بالعامل البشري. وأضافت أن الفئة المستهدفة من الحملة التحسيسية هم الأطفال لأنهم سائقي المستقبل ومن الضروري أن نغرس فيهم ثقافة المرورية وقواعد السلامة المرورية وضرورة إحترام قانون المرور وخاصة منها الإبتعاد عن السرعة المفرطة والمناورات الخطيرة وعدم استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة واحترام مسافة الأمان وغيرها. ومن في ذات الصدد أكدت ممثلة خلية الإصغاء على مستوى مقاطعة أمن دائرة سيدي امحمد أن مصالح الأمن تخصص سنويا برنامجا ثريا من الحملات التحسيسية التوعوية عبر مختلف الفضاءات العمومية والمدارس لنشر الثقافة المرورية وقواعد السلامة المرورية والتحذير من مخاطر تجاوز قانون المرور. وقالت المتحدثة أن من بين الأسباب التي تؤدي إرتفاع عدد حوادث المرور عدم المراقبة التقنية الدورية للمركبات والإختلالات الميكانيكية وخاصة المكابح من طرف السائقين. وتطرق ممثل الحماية المدنية جوادي نبيل إلى ضرورة تخصيص دورات في الإسعاف لمختلف فئات المجتمع لتقديم أوليات الإسعاف لمجابهة فورية أي حادث بطريقة سليمة. وطالب في ذات الصدد مستعملي الطرقات عدم عرقلة عمليات الإنقاذ بعد الحادث حيث يصطف أصحاب المركبات ما يعيق عمل مصالح الحماية بسبب الفضول والذي قد يؤدي إلى الوفاة ومضاعفات خطيرة على الجرحى. من جهته تفائل زين الدين وعدية رئيس الفيدرالية الوطنية لمدارس تعليم السياقة بقانون المرور الجديد 01-14 الذي سيفعل قريبا بعد المصادقة عليه من نواب البرلمان وأكد أن الرخصة بالتنقيط ستساهم في ردع ممارسات السائقين وتجاوزاتهم الغير عقلانية التي تؤدي إلى إرتفاع مخيف لضحايا الحوادث وذلك بعد رفع قيمة الغرامة والمخالفة وهو ما سيغير بالتأكيد من سلوك السائقين. كما أشار المختص في الأرصاد الجوية الشيخ فرحات أن نسبة كبيرة من حوادث المرور بالجزائر مرتبطة بسوء الأحوال الجوية حيث ترتفع مباشرة بعد تساقط الأمطار وخلال فترة الصيف ودعا إلى ضرورة إتخاذ تدابير الحيطة والحذر خلال السياقة وتفادي السرعة والمراقبة التقنية للمركبات.