“ماديبا” احتفاء بزعيم ولد ثوريا بالجزائر استضاف برنامج “سجالات ومعنى” بالإذاعة الثقافية، المدير العام للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، نزيه بن رمضان، الذي تطرق إلى نشاطات الوكالة والأهداف التي تصبو إليها. وأكد بن رمضان أن مسألة دمج الوكالة مع ديوان رياض الفتح مرتبطة بمرسوم تنفيذي، وطالما لم يصدر هذا المرسوم، فإن الوكالة تواصل نشاطها بشكل اعتيادي. كما اعتبر بأن إطارات وعمال الوكالة اكتسبوا رأسمال خبرة يجب استثماره في الترويج للثقافة الجزائرية. نادي “عيسى مسعودي”: أسامة إفراح أشار نزيه بن رمضان أن مفهوم الإشعاع الثقافي يسير في الاتجاهين، فهو كل إشعاع للثقافة الجزائر في الخارج، كما أنه استقبال وتفتح الجزائر على الثقافات الأخرى. رغم إنشائها سنة 2005 وتفعيلها سنة 2008، إلا أن نشاط وكالة الإشعاع الثقافي بالشكل الحالي انطلق في 2013، فهي وكالة فتية تركز في مهامها على كل النشاطات الثقافية. مستعدون للتأقلم مع أي وضع جديد عن دمج الوكالة بديوان رياض الفتح، قال بن رمضان، إن وزارة الثقافة لم تكن الوزارة الوحيدة المعنية بحالات دمج مؤسساتها، فقطاع السكن أو الصحة مثلا شهدا الكثير من عمليات الإدماج، وإذا سُلط الضوء أكثر على الثقافة فهو بفضل الإعلام. أضاف بأن عملية الدمج تكون بمرسوم تنفيذي، تماما كما كان إنشاء الوكالة بمرسوم، وكذلك كان تعديل نشاطها بمرسوم أيضا. ولم ينكر بن رمضان حقيقة وجود هذا المقترح، خاصة وأن وزير الثقافة تحدث عن ذلك في أكثر من مناسبة، إلا أن قرابة الأربعين عاملا بالوكالة مستعدون للتأقلم مع أي وضع جديد، “وإذا كان هناك دمج فنتمنى أن نكون قوة دفع إضافية”. قال بن رمضان، إن المعلومة الآن وصلت جميع الموظفين بوجوب تجهيز المؤسسة لمرحلة جديدة، “نحن مستعدون نفسيا وعمليا، ونحن مؤسسة عمومية تابعة للدولة الجزائرية، والتغييرات قد تكون ناتجة عن رؤية مسؤولين وفقا لمعطيات لا نملكها نحن”، يقول مدير الوكالة، مضيفا بأنه حتى المؤسسة الجديدة سيكون دورها الرئيس هو الإشعاع الثقافي، “وهذا مهم لإطاراتنا التي لديها شبكتها في مختلف المؤسسات الدولية”. بخصوص شقّ السينما، عبّر بن رمضان عن مدى صعوبة أن تتكفل مؤسسة فتية مثل وكالة الإشعاع الثقافي بقرابة 80 عملا سينمائيا ومتابعة إنتاجه، إذن فالجانب السينمائي كان عبئا على الوكالة وليس العكس. لذلك قام وزير الثقافة بنقل المهام بشكل تدريجي إلى المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، ولم يبق في عهدة الوكالة سوى 25 عملا هي في مرحلتها الأخيرة. أكد أن الوكالة أوصلت، من خلال نشاط سينما مدينة وسينما الشاطئ، رسالة مفادها أن للسينما جمهور بالجزائر. فيما اعتبر بأنه لا يد للوكالة في اختيار الأعمال السينمائية، وأنها مسؤولة فقط عن المتابعة واحترام دفتر الشروط وتسليم المنتج النهائي. دار “عبد اللطيف” كنز نفاخر به تطرق بن رمضان إلى الإقامات الفنية بدار عبد اللطيف، قائلا إنها تهدف أولا إلى التعريف بهذا الكنز المعماري الجزائري والترويج له، والطرف المستفيد دائما هو الطرف الجزائري من فنانين مبدعين يلتقون بنظرائهم من دول أخرى. كما يتم استخلاص ثمار هذه الإقامات إما بعروض للجمهور أو في شكل منشورات وكتب. وقال بن رمضان إن دار عبد اللطيف مفتوحة طيلة أيام الأسبوع أمام جمهور الزائرين، وتطمح الوكالة الى أن تحتضن الدار ناديا للفنانين والإعلاميين الثقافيين، لتكون بذلك مكانا للقاء وبلورة الأفكار. عن سؤالنا حول نشاطات الوكالة في مجال الأدب، أشار بن رمضان إلى الفعاليات الشعرية على غرار استقدام الشاعر هشام الجخ، وعبّر عن استعداده لتكرار التجربة في حال الحصول على نفس النتائج. كما تحدث عن 200 مشاركا قادما من 32 ولاية شارك في “قصيدة كليب”، التي ستنتقل إلى تصوير البرايم على 4 حلقات تبث على اليوتوب. الإشعاع الثقافي مرادف للاستقرار أشاد بن رمضان بمستوى التنسيق مع وزارة الخارجية وممثلياتنا الدبلوماسية وملحقينا الثقافيين، الذين هم على دراية كبيرة بثقافة البلد المضيف وجاليتنا هناك، وهو ما يلعب دورا كبيرا في إنجاح تظاهرات الوكالة. وأشار إلى الطبعة الثانية من الأيام الثقافية في الدوحة، مؤكدا على دور القطاع الخاص التمويلي: “لا يمكن للدولة الجزائرية أن ترصد ميزانية لنحقق أهدافنا في الإشعاع الثقافي، الذي يتطلب إمكانيات كبيرة جدا... لذلك يجب أن تساهم المؤسسات الخاصة في الإشعاع الثقافي، لأنه إذا جاء الاستثمار الأجنبي والشراكات فالمستفيد هو المستثمر الجزائري نفسه، والإشعاع الثقافي دليل على استقرار البلد وجاذبيته وهو ما قلته في منتدى رؤساء المؤسسات.. لم يحدث تجاوب إلى حد الآن ولكن هناك أمور تأخذ وقتا”، يقول بن رمضان، الذي أكد على العلاقة الوثيقة بين الثقافة والاستقرار. مانديلا.. رمز الأخوة الجزائريةوالجنوب إفريقية عن الكوميديا الموسيقية “ماديبا” المنتظرة، سهرة السبت، بأوبرا الجزائر، قال بن رمضان إن علاقة الجزائريين بالزعيم الراحل نيلسون مانديلا ليس فقط علاقة إعجاب عن بعد، فمانديلا احتك بالجزائريين وثروتهم، وهو الذي كان يقول لعائلته إنه ولد سياسيا بجنوب إفريقيا وثوريا في الجزائر. وسيصادف عرض “ماديبا” ذكرى خروج مانديلا من السجن ذات 11 فيفري 1990. يتماشى هذا العرض المتكامل مع أوبرا الجزائر، هذا المكسب الكبير والراقي، الذي يوفر الشروط لاسترجاع جمهور العائلات الجزائرية، والدليل هو أن نصف تذاكر العرض قد بيعت رغم أن ثمنها 1000 دج، وهذا ما يعطي انطباعا جيدا عن ثقافة الجزائريين. كما تحدث عن فيلم “سلاح مانديلا” وهو إنتاج جزائري بريطاني جنوب إفريقي، وكان العرض الأول للفيلم في جنوب إفريقيا، في انتظار الترجمة إلى الفرنسية من أجل عرضه على الجمهور الجزائري.