تتطلع بلدية حمادي إلى القضاء على مختلف النقائص التي تؤرق الحياة العادية والكريمة للمواطن من خلال تسطير برامح تنموية تتماشى والامكانيات المالية لبلدية تشهد ارتفاعا قياسيا في عدد السكان بسبب الأسعار المعقولة نوعا ما للعقار الذي يشهد جدلا كبيرا في هذه البلدية التابعة إدارايا لولاية بومرداس، حيث وجدنا العديد من المواطنين قرب مقر البلدية وحدثونا عن رغبتهم في تسوية وضعيات أراضيهم التي اشتروها بعقود عرفية ويعانون حاليا من انعدام شبكات صرف المياه وتهيئة الإقليم، بالإضافة إلى مشاكل أخرى في عديد القطاعات التي اطلعنا عليها في الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى هذه البلدية الفتية التي تمت ترقيتها في منتصف الثمانينيات. وتعاني البلدية من ضعف الميزانية، حيث لا تتعدى ال 12 مليار سنتيم بعد أن كانت 2 مليار سنتيم في وقت سابق واشتكى المجلس الحالي من الصعوبات الكبيرة التي كانت عليها البلدية، حيث وصلت ديونها 6 ملايير سنتيم وقام المجلس الحالي بتسديدها بأقساط وتسعى حاليا لتحسين أوضاعها من خلال تسطير برامج تنموية تراعي خصوصية المنطقة وتستغل موقعها الاستراتيجي الذي يزداد أهمية من خلال إحاطتها بطريقين سريعين، كما أنها مجانبة لمطار ''هواري بومدين'' وتعتبر منطقة حدودية بين الجزائر العاصمة وولاية بومرداس . مواطنون يطالبون بتسوية وثائق مساكنهم طرح العديد من المواطنين الذين إلتقينا بهم، قرب مقر بلدية حمادي، مشكلة تسوية وثائق أراضيهم التي اشتروها بعقود عرفية، وكشف أحد الأعوان الذي يشتغل بالبلدية أن الكثير منهم اشترى أراض بعقود عرفية وقام بانجاز مسكنه غير أنهم اصطدموا فيما بعد بمشكل تهيئة الإقليم، حيث يمنع القانون القيام بانجاز شبكات الصرف الصحي والإنارة ما لم يتم تسوية الوثائق مع الهيئات المختصة. وأكد السيد رباحي حكيم، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حمادي، أن المواطنين مطالبين بالحذر وعليهم التوقف عن شراء أراض بعقود عرفية، لأن القوانين تغيرت والبلدية لن تستطيع فعل أي شيء، ومؤخرا قمنا بتهديم 15 بناية فوضوية تطبيقا للقوانين الجديدة التي تحثنا على التعامل بصرامة مع البناءات الفوضوية. وناشد المواطنون سلطات ولاية بومرداس لحل مشكلة الوثائق لتمكينهم من إنجاز السكنات وتهيئة الإقليم للتخلص من المشاكل التي يعانون منها يوميا. 700 بيت قصديري كشفت السلطات المحلية لبلدية حمادي عن وجود 700 بيت قصديري بإقليمها وتنتشر هذه البنايات التي يعود تاريخ بنائها الى سنين خلت على ضفاف وادي الحميز الذي يعبر حمادي، وتعيش تلك العائلات في ظروف صعبة جدا، أين تنعدم شبكات صرف المياه والمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن انتشار الأمراض بين الأطفال والكبار بسبب انتشار البعوض والناموس والحشرات الضارة. ويتخوف سكان حمادي من انتشار الآفات والسلوكات المنحرفة جراء انتشار تلك البنايات القصديرية التي تختلف أسباب بنائها من الفقر إلى أزمة السكن وهناك من هرب من البطالة وغيرها من المبررات التي تعكس الأوضاع الصعبة للمجتمع الجزائري. وتحدث البعض من العارفين بشؤون البلدية أن مرور العديد من المشاريع على حمادي جعل العديد من الانتهازيين يطمعون في الاستفادة من تعويضات من خلال إما شراء أراض بعقود عرفية أو بناء سكنات فوضوية. الفلاحة تعرقل تهيئة الإقليم يلاحظ الزائر لبلدية حمادي الصراع الكبير بين الريف والمدينة، فالاسمنت المسلح الزاحف على المدينة ذات الطابع الفلاحي يلقى مقاومة عنيفة من الأراضي الزراعية التي تتحول إلى أوحال يصعب التخلص منها، فكل مجهودات تهيئة الإقليم تذهب سدا ووسط مدينة حمادي يظهر وكأنه ريف، ووصف لنا السكان الأوضاع الصعبة التي عايشوها خلال الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على المدينة وتسببت في تشكيل أوحال صعبت الأمر على حركة النقل وحتى التلاميذ وجدوا صعوبات كبيرة للالتحاق بالمدارس. وتحدث المسؤول الأول عن البلدية عن صعوبة إنجاح عمليات تهيئة الأحياء التي تلتهم الكثير من الميزانية دون أن تظهر نتائج ملموسة، لأن طبيعة المنطقة الفلاحية تفرض مقاومة شرسة للإسمنت المسلح. وفي سياق متصل، رد رباحي حكيم، رئيس المجلس الشعبي البلدي، عن سؤال يدور حول مشاكل المواطنين المتعلقة بشبكة الصرف الصحي خاصة بحي بن حمزة 2 ، حيث أخبرنا بأن السلطات المحلية اتفقت مع مقاولة لاستكمال الشبكة التي ستصل عن قريب مائة بالمائة من البلدية، وعاد نفس المتحدث للإشارة إلى مشكلة الأراضي التي توجد بدون عقود والتي تعرقل -حسبه- استكمال المشاريع. ويظهر على المدينة قلة التغطية في الإنارة العمومية وضيق الطرقات داخل المدينة وكثرة الممهلات والأتربة وهو ما يجعل الغبار يتطاير بقوة، ويتسبب بالتالي في انتشار أمراض الحساسية لدى الأطفال. كما أن غياب مخطط عمراني واضح في المدينة جعل السكنات تظهر وكأنها أطلال، حيث يتسبب غياب برنامج ومخطط واضح في إعطاء طابع جمالي للمدينة وهذا لا يثنينا عن التنويه بالتعاونية التي أنجزت سكنات تساهمية بوسط المدينة بنمط معماري ممتاز يعكس إمكانية تدارك هذا المشكل مستقبلا. واشتكى البعض من حي 120 مسكن من اهتراء السكنات بالعمارات التي سلمت لهم في ,2003 حيث أثر عليها زلزال 2003 وباتت اليوم تقطر بالمياه نظرا لانعدام معايير الجودة في البناء. الصحة مريضة والتربية تنتظر تقاطع المواطن مع السلطات المحلية في مشكلة الصحة فالمركز الصحي الوحيد الموجود بحمادي يفتقد لاختصاصيين ويكتفي المركز بطبيب عام وعدة ممرضين يفتقدون، وبالتالي يطالب الجميع بضرورة توفير الموارد البشرية الصحية قبل الهياكل. ويعاني المواطنين من ضمان أماكن بمختلف مستشفيات المناطق المجاورة لهم خاصة عند الولادة، فبعد المنطقة نوعا ما وضيق الطرقات للخروج من المدينة يهدد النساء الحاملات بالولادة في الطرقات وهي الأوضاع الصعبة للغاية التي جعلت حياة المواطنين في خطر ويأملون في أن تأخذ السلطات بعين الاعتبار تطور مدينتهم، خاصة من حيث عدد السكان وتزويدهم بعيادة في مستوى الحاجيات وبالموارد البشرية اللازمة. وتعرف المدينة ازدياد المصابين بالحساسية نتيجة المفرغة الموجودة بأرض البلدية، حيث تخلف الروائح التي تطلقها مخلفات سلبية على صحة المواطن وينادي المواطنين هناك بغلق المفرغة التي تهدد صحتهم وصحة أبنائهم. وفي ظل نقص الهياكل الصحية يجد المواطن نفسه مجبر على الذهاب للخواص وهو ما يكلفه مصاريف إضافية أثقلت كاهله. وفي الجانب التربوي، تنتظر البلدية إنشاء اكماليتين وتوسيع ثانوية وبناء ابتدائيات لتغطية العجز واستيعاب العدد المتزايد من التلاميذ . زبانية النقل دمروا حياة المواطن من القطاعات التي تعاني من اختلالات كبيرة في حمادي نجد النقل، حيث يسيطر عليه زبانية غلاظ، شداد، يفرضون منطقهم على المواطن ويتلاعبون بمشاعره وكبريائه خاصة في الخطوط التي تربط المدينة بخميس الخشنة، حيث تظهر الحافلات مهترئة وقديمةبحاجة إلى توقيفها، حفاظا على أمن وسلامة المواطن. أما خط الجزائر العاصمة حمادي، فيعتبر جحيما حقيقيا فبالإضافة إلى ضيق الطرقات قبل الدخول في الطريق السريع تتسبب شاحنات الوزن الثقيل في تسويد حركة المرور ما يجعل الحافلة تقطع 35 كيلومترا -وهي المسافة التي تفصلها عن العاصمة- في ظرف ساعتين، وهي المدة التي قد توصل الفرد إلى برج بوعريريج، إذا استقل الطريق السريع. واحتج المواطنون على إطالة سائقي الحافلات مدة الانتظار في الأرصفة وهو ما يفوت عليهم الالتحاق بمكان العمل في الأوقات المحددة وتأخير قضاء مصالحهم. وقال رئيس المجلس الشعبي البلدي بأن مشكلة النقل ستحل عن قريب بعد أن سمحت مديرية النقل للعاصمة بتدعيم أسطول النقل بين حمادي والعاصمة. انقطاع متكرر للتيار الكهربائي والوصل بالغاز عن قريب صادف وجودنا في حمادي قرب استكمال الأشغال بشبكة الغاز الطبيعي الذي ستتزود به المدينة بعد سنوات من الانتظار، استفادت المدينة من هذه الطاقة عبر أجزاء، فكل حي ينتظر دوره "أولاد ابراهيم، بن واضح، بن حمزة"، وغيره من الأحياء. واستبشر المواطنون خيرا بوصول هذه الطاقة التي ستغنيهم عن استعمال غاز البوتان الذي أحرق أعصابهم، وهذا في انتظار حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث يتناقل سكان البلدية نكت غريبة عن مدة انقطاع التيار التي وصلت في بعض الأحيان اليومين، وقال أحد المواطنين الذي صادفناه في البلدية بأن سعال أحد الأفراد كفيل بأن يقطع التيار الكهربائي -كناية عن كثرة الانقطاعات- حتى أصبحت عادة. وتعتبر حمادي من أكثر المناطق تضررا من انقطاعات التيار الكهربائي خاصة في فصل الصيف، كما أشار سكان البلدية أيضا إلى ضعف الخدمات البريدية وكثرة تعطل الأجهزة الخاصة بسحب الأموال. منطقة نشاطات تجارية وسوق مغطى للتخفيف من البطالة عبّر رباحي حكيم -رئيس المجلس الشعبي البلدي- عن رغبته في أن توافق السلطات الولائية على إنشاء منطقة نشاطات تجارية وصناعية بحمادي لتدارك التأخر في التنمية وضمان موارد جبائية جديدة تعطي دفعا جديدا لحركة التنمية بالبلدية وتخفف من حدة البطالة التي تضرب بأطنابها في المنطقة. فما عدا بعض النشاطات التجارية وبعض الورشات، تفتقد حمادي لاستثمارات حقيقية تكون رافدا لتعزيز مجهودات الدولة وما دفع بالسلطات المحلية لتسطير هذا البرنامج هو شبكة الطرقات المزدهرة التي ستتمتع بها المدينة بعد أشهر، حيث يعبرها الطريق السيار شرق غرب، وكذا الطريق الجنوبي الثاني الاجتنابي للعاصمة الذي يربط بودواو بزرالدة حيث من شأن هذين الطريقين أن يجعلا من حمادي منطقة صناعية وتجارية مزدهرة، كما أن موقعها الاستراتيجي وتربعها على 25 كلم مربع سيزيد من أهميتها مستقبلا. وخصصت البلدية حوالي 6,1 مليار سنتيم لبناء سوق مغطاة يخلف السوق الحالي الذي يعتبر نقطة سوداء في البلدية، فمن كثرة الأوساخ إلى سوء التنظيم وانتشار القطاع الموازي.. كلها معطيات جعلت من بناء السوق أولوية، خاصة وانه سيكون رافدا تنمويا، من خلال تحسين الضرائب والجباية والقضاء على المظاهر السلبية التي يخلفها السوق الحالي