يعد ملف البيئة والنّفايات من أخطر الملفات التي يتناولها المسؤولون المحليون أو أعضاء الجهاز التنفيذي كونه يمس بصحة المواطن، فبالرغم من الزيارات المتكررة لوالي ولاية تيارت السيد بن تواتي عبد السلام الى البلديات والاجتماعات التي يعقدها دوريا مع المنتخبين والمهتمين بالشأن البيئي، والحث اليومي على الاعتناء بالبيئة ورفع القمامات والنفايات الثقيلة بعد أن زار الوالي في الآونة الأخيرة جميع بلديات الولاية ال 42. رتأينا لهذا فتح الملف في بادئ الامر من أكبر هيئة للمنتخبين على مستوى ولاية تيارت، وهي المجلس الشعبي الولائي الذي له علاقة مع جميع البلديات، استقبلنا بمقر المجلس الشعبي الولائي السيد بعمر مصطفى رئيس لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس، والذي أثار معنا هذا الملف في كل جوانبه الايجابية والسلبية، حيث قامت اللجنة المذكورة بزيارة ميدانية لجميع مراكز الردم للنفايات بكل من دوائر فرندة ومهدية وقصر الشلالة وتيارت وعين الذهب للوقوف على مدى تطبيق التوصيات ومحاربة التلوث ومعالجة النفايات، حيث وقفت اللجنة حسب السيد بعمر مصطفى على كوارث كنقص آليات نقل القمامات ومعالجتها، وكذا عدم تأهيل العمال وعدم امتلاكهم لوسائل الوقاية كالكمامات والأحذية الواقية ولا التلقيح الواقي للامراض، والوسائل الضاغطة لتحويل النفايات. فهناك بعض البلديات تدفع قيمة النّفايات من أجل نقلها لمراكز الردم، ثم تنقلها بوسائلها الخاصة بسبب عدم امتثال بعض رؤساء المراكز للتنظيم المعمول به، زيادة على النقص في عدد العمال الذي تحتاجه المراكز المذكورة. ومن بين الأشياء التي أدت إلى عدم نقل النفايات إلى مراكز الرم للنفايات الاكتظاظ، حيث يستقبل مركز تيارت بسيد العابد نفايات11 بلدية، ويؤطر المركز 18 عاملا حسب محدثنا. ويعتبر هذا المركز من أكبر المراكز للردم، أما بلدية عين الحديد التي تضم 3 بلديات منها دائرة فرندة الكبيرة من حيث المساحة وعدد السكان، حيث يشكّل مشكل الطريق عائقا أمام الشاحنات لكونه مهترئا حسب السيد بعمر مصطفى. أما مركز عين الذهب لردم النفايات، فقد فتح حديثا ويتم رمي النفايات بالقرب منه في قمامة برية تشكل خطرا على المارة، يقول ممثل المجلس الشعبي البلدي إن هذا المركز رغم حداثته، حيث يتم رمي النفايات قرب حي النعيمة بالوسط الحضري لبلدية عين الذهب بمكان يسمى بن عاجة. وللمواطن دور هام في المحافظة على البيئة كونه رقما في سلسلة المحافظة، وتتمثل أولى الخطوات في الالتزام برمي النفايات المنزلية والوقت المناسب لرمي النفايات الخفيفة رغم أنّ جل البلديات تقوم بإعطاء أوقات نقل النفايات إلا أن جل المواطنين لا ينتظرون قدوم الشاحنات بل يرمون نفاياتهم أمام المنازل والعمارات، وحتى المحلات التجارية التي من المفروض أن تكون أنظف. احمد عمارة رئيس جمعية السّلام الأخضر والمحافظة على البيئة بدائرة عين كرمس أما رئيس جمعية السلام الأخضر السيد احمد عمارة فقد أرجع تراجع المحافظة على البيئة لجميع الفاعلين في مجال البيئة، فالتصحر حسبه بدأ يدب في مناطق من الولاية كبلدية سيدي عبد الرحمان بجنوب بتيارت، وهي محاذية لولاية البيض التي تشكو من التصحر رغم الغطاء النباتي الذي تتميز به، وتكمن المحافظة على الإرث الأخضر كما قال رئيس الجمعية في تظافر الجهود من خلال الإكثار من التشجير الفعلي وليس الظهور في المناسبات، بل يجب القيام بالعملية كلما حل فصل التشجير مثلما كان معمولا به قديما، فالسد الأخضر لا تزال نتائجه الايجابية ظاهرة للعيان، ويجب تحفيز تلاميذ المؤسسات التربوية وتلقينهم ثقافة فائدة الشجرة، وكذلك على القائمين على مراكز الردم للنفايات أن يقوموا بعملهم المتمثل في حرق وردم النفايات. أما البالوعات حسب رئيس جمعية السلام الأخضر لدائرة عين كرمس، فإنّ بعضها يبقى غير صالح أو أغلق بسبب الأتربة مثلما هو موجود بمدخل مدريسة بالطريق الوطني رقم 90 بالوسط الحضري بعد إعادة تهيئة الطريق، حيث تمّ غلق بعض البالوعات رغم إيصالها بالوادي وصب مياه تصريف المياه المستعملة . ومن بين اهتمامات جمعية السلام الأخضر بعين كرمس هو انتشار ظاهرة تربية المواشي بالوسط الحضري بمدريسة، حيث أصبحت تربى القطعان ممّا سبّب أمراض التنفس للبعض وسبب رمي بقايا الحيوانات عشوائيا وبات المتجول بمدريسة يشم رائحة بقايا الحيوانات. وحسب نفس المتحدث فإنه رغم عمليات التشجير التي تقوم بها الجمعية والمواطنين وجميع الفاعلين في هذا الحقل، إلا أن نقص السقي بسبب قلة المياه لا سيما في فصل الصيف وذلك بحي 5 جويلية. وحسب رئيس الجمعية، فإن تسربات المياه أصبح يؤثر على البيئة ويشوّه المنظر العام في بعض المناطق، وكذا ساهم في اهتراء الطرقات داخل النسيج العمراني، وحثّ رئيس الجمعية المواطنين عبر جريدة «الشعب» على المساهمة في عمليات التشجير والمحافظة على المرفق العام من حيث نظافة محيط كل بيت، ولا نتكل على رفع القمامات التي ينقص المشرفون عنها آليات الرفع والجمع وقلة اليد العاملة. ونشير إلى أنه يوجد بولاية تيارت 6 مراكز تقنية لردم النفايات في كل من تيارت والذي يعد أكبر مركز ثم حمادية وقصر الشلالة وعين الحديد الرحوية وعين الذهب، وتشغل هذه المراكز 74 عاملا، الذين يعانون من أمراض مختلفة، فأحدهم أصيب بنقص في النظر وآخر أصيب بأمراض جلدية، فلا يوجد تغطية طبية إلا أن العمال يستفيدون من خدمات طب العمل المتواجد بعاصمة الولاية مرة واحدة كل سنة، ومن المفروض أن يستفيد العمال من التحاليل الطبية لدى المختصين وليس فقط طبيب عام تابع لطب العمل، فالأمر يتعلق بأمراض خطيرة لا يمكن التغاضي عنها، كما أن الأجر الشهري غير كاف بالنسبة لعمال يبذلون جهودا جبارة. والمراكز المذكورة بعضها لا يحتوي على دورات مياه أو مرشات أو حتى مراقد و المياه غير متوفرة أيضا به، فالقانون يلزم تنظيف عجلات الشاحنة والجهة السفلى منها قبل أن تغادر المركز تفاديا لنقل الأمراض لكن يضطر العمال إلى شراء صهاريج الماء، وهذا مشكل يقلق العمال أكثر مع العلم أن أحد العمال مجبر على مرافقة سائق الشاحنة إلى مكان التفريغ لمراقبة العملية، ففي وقت سابق وقبل أن يستفيد مستشفى تيارت من محرقة كانت ترمى النفايات الطبية بمراكز الردم. غير أن السّلطات المحلية وهو ما لمسناه من بعض رؤساء البلديات تسهر على المحافظة على البيئة تطبيقا لتوصيات والي الولاية، الذي يتطرق إلى موضوع البيئة كلما عقد اجتماع أو مناسبة ولا سيما بالنسبة لرمي وجمع النفايات المنزلية أو الثقيلة المتمثلة في بقايا البناء والطلاء وما شابه.