تعرف ولاية الوادي الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا للمزابل الفوضوية والقمامات التي أصبحت تشوه صورة المدينة وتنغص على المواطنين حياتهم، بما أنها تنتشر قرب المساكن خاصة في الغيطان التي مازالت لم تردم، مما يهدد حياتهم وحياة أبنائهم من محتلف الأمراض الجلدية الخطيرة، رغم أن المواطن يأخذ النصيب الكبير في هذه العملية بنقص التوعية وطريقة رميه للأوساخ، وفي المقابل نجد مصالح البلدية لم تبخل وتحرص دوما على جمع هذه القمامات وحفظ نظافة المدينة وصحة المواطن، لكن أردنا من خلال تحقيقنا إيجاد الجهة الحقيقية المتسببة في انتشار مزابل ولاية الوادي؟ عمال يتقاعسون لأن المواطن غير متحضر عمال البلدية أحيانا يتقاعسون عن جمع القمامة أو يجمعونها بطريقة فوضوية بدأنا تحقيقنا بالمواطن الذي من حقه رمي القمامة والأوساخ اليومية التي قد تسبب له الأمراض إذا ما تركها في بيته، حيث تحدث السيد عبد الحميد، عامل يومي بأن مسؤولية المزابل الفوضوية بولاية الوادي ككل يتقاسمها كل من المواطن والبلدية، فإذا كان المواطن من حقه رمي مزابله لكن عليه احترام أوقات إخراج هذه المزابل وطريقة وكيفية رميها، يجب احترام كذلك رمي هذه القمامة في الأماكن المخصصة لها خاصة في الشوارع الضيقة التي لا تصلها شاحنة البلدية، ويضيف بأن نقص التوعية والثقافة لدى العدد الكبير من المواطنين زاد من حدة هذه الظاهرة التي أصبحت تشوه صورة المدينة والشوارع وتهدد صحة السكان بالأمراض الجلدية الخطيرة، وتحدث أيضا بأنه يجب سن قوانين ردعية وصارمة لمعاقبة هؤلاء الأشخاص الذين بنقص ثقافتهم يعرضون صحتهم وصحة أبنائهم للخطر، أما المسؤولية التي تتحملها مصالح البلدية تكمن في العجر الكبير في الإمكانيات المادية والبشرية، كما أن عمال البلدية أحيانا يتقاعسون عن جمع هذه الأوساخ أو يجمعونها بطريقة فوضوية، وعليها فإن مصالح البلدية مطالبة بزيادة عدد العمال وكذا تأهيلهم لأنه في الدول المتقدمة تجد هؤلاء العمال يكونون بطرق علمية في جمع القمامة. مطالبة بحضور يومي للمنظفين من المفروض حضور عمال البلدية يوميا لجمع القمامة المتزايدة من يوم لآخر أما السيدة نسيمة فترى أن مصالح البلدية تتحمل وحدها المسؤولية وأن برنامج عمال النظافة لا يكفي لجمع قمامة السكان اليومية، "من المفروض أن يأتي كل يوم هؤلاء العمال لجمع قمامة السكان المتزايدة من يوم لآخر" وتضيف أيضا بأنها غير راضية تماما على طريقة الجمع وتقول " بأن عامل النظافة أحيانا يقوم هو ببعثرة القمامة أثناء عملية الجمع الفوضوية لأنه يكون في عجلة من أمره، وقد يضطر كذلك لترك بقايا المزابل جراء هذه الطريقة، مما يجعلها ملاذا آمنا للحيوانات الضالة وكذلك الحشرات"أما المواطن فيتحمل جزءا كذلك من هذه الظاهرة خاصة في نقص التوعية. على البلدية أن تقوم بدفن الغيطان التي تحولت إلى مفرغات عمومية ويرى الأستاذ خليفة.ق، صحفي بأن انتشار الأوساخ والقمامة بالوادي سببه الرئيسي الجماعات المحلية، ويقول بأن زيارة خفيفة مثلا بحي النشوات الغير بعيد عن وسط المدينة ترى الغيطان الممتلئة بالأوساخ والقمامة، ويضيف بأن الغوط في حد ذاته هو عبارة عن مزبلة فوضوية، حيث تكمن مسؤولية البلدية في عدم دفن هذه الغيطان، خاصة عندما يكون مغمور بالمياه الصاعدة أين ينظر لها المواطن على أنها مزبلة حقيقية سوف سوف يردم، ويقول أيضا بأن المواطن عندما يخرج قمامته أمام البيت وعندما لا تأتي مصالح البلدية لجمعها يجد نفسه مضطر لرميها داخل هذه الغيطان وفي ظنه بأن هاته تراكم هذه المزابل يساعد على دفنها في ظل غياب المصالح المعنية على عملية الدفن، " لابد من دفن هذه الغيطان وبعد تحولها إلى أراضي مستوية فتستفيد منها سواء البلدية في أي مشروع أو ملاكها، المهم ردم الغيطان تحد من هذه الظاهرة، ويضيف بأن سكان حي 400 سكن بالوادي يعانون كثيرا من مشكلة تأخر عمال البلدية على جمع القمامة فتبقى أحيانا أكثر من أسبوع أمام البيوت،" من المفروض عندما يخرج المواطن قمامته ليلا، تأخذ فجرا" كما قال . الإذاعة الجهوية لديها دور فعال في عملية التوعية أما حمزة.خ صحفي بالإذاعة الجهوية فيرى كذلك بأن المشكلة تكمن في شقين، الشقة الأول المواطن هو المتسبب الأول فيه لأنه مازال في اعتقاده بأن المدينة بنفس الحجم أين كان يرمي أوساخه في الغيطان، وبازدياد عدد السكان وردم بعض هذه الغيطان بقي يرمي في نفس أماكن الغيطان حتى بعد ردمها، وهذا مرده إلى انعدام الثقافة لدى المواطن، أما دور الإذاعة المحلية في التقليل من ظاهرة انتشار الأوساخ بدأ منذ قرابة العشر سنوات، برنامج عين البيئة يعمل أسبوعيا على نشر ثقافة النظافة ويقوم بتوعية وتحسيس الأشخاص بخطورة رمي النفايات خاصة قرب المنازل، إضافة إلى وجود برامج تفتح الخط بين المسؤول والمواطن لطرح هذا الإنشغال على المباشر في برنامج بين الإدارة والمواطن كما توجد خلال الفترة الصباحية فلاشات توعية كمال قال، أما الشق الثاني فتتحمله البلدية، حيث لا توجد مجمعات كبرى للنفايات خاصة على مستوى أكبر الأحياء بالمدينة، لأنه توجد شوارع ضيقة لا تصلحها شاحنات البلدية وكذا الافتقار لمزبلة عمومية على مستوى أية بلدية من بلديات الوادي ككل عكس ولايات أخرى، ويقول لما لا نأخذ التجربة الفرنسية كنموذج، عندما تعمدالسطات المعنية على تحويل الزلة العمومية إلى حديقة عمومية كل عشر سنوات تحول الزبلة إلى حديقة. مدير البيئة: انتشار المزابل سببه نقص ثقافة المواطن ومركز الطمر سيستلم قريبا وبما أن انتشار الأوساخ تهدد بصفة مباشرة البيئة، التي تسعى مصالحها إلى تثقيف وتوعية الأفراد بخطورة هذه الظاهرة، حيث لم يخف السيد نصري إبراهيم مدير البيئة لولاية الوادي، بأن هذه الظاهرة تعرف انتشارا مخيفا وقال بأن النفايات لابد من تسييرها بطريقة تقنية تبدأ من الجمع، النقل إلى الفرز، ونحن نفتقر لهذه الجوانب، وأضاف بأنه يوجد برنامج وزاري تسير وفقه 48 ولاية، لتسيير النفايات، كما أن مشكل الغيطان بولاية الوادي زاد من حدة هذه الظاهرة، ويضيف بأن هناك عقوبات صارمة في حق هؤلاء الذين يرمون بالقمامة داخل الغيطان، لأن المواطن يرمي بهذه القمامة ليلا حتى لا تراه الجهات المعنية، وقال أيضا بأنه يوجد على مستوى ولاية الوادي ككل 44 مكانا معترف به لرمي القمامة في حيت تعتبر الأماكن الأخرى مخالفات، وتحدث كذلك عن البرنامج التوجيهي لتسيير النفايات بطريقة علمية يبدأ من الجمع إلى النقل إلى الفرز، لكن الإمكانيات المحدودة على مستوى البلديات سواء الإمكانيات المادية أو البشرية مع كثرة السكان تزيد في تفاقم الوضع، وصرح المدير بأن مركز طمر النفايات ببلدية الوادي على وشك الانتهاء ويسلم خلال الثلاثي الأول من هذا العام على أكثر تقدير كما قال وسيساهم هذا المركز الذي بلغت تكلفة إنجازه أكثر من 100 مليا سنتيم في حل مشكل أربع بلديات، بالإضافة إلى وجود دراسات لإنجاز 03 مراكز مقترحة تتكفل ب26 بلدية الباقية، ويعمل هذا المركز على فرز النفايات وإعادة استرجاعها واستغلالها في نشاطات أخرى، كما أعاب مدير البيئة عن نقص التوعية لدى المواطن، حيث نعمد على نشر هذه الثقافة بالتعاون مع عدة جهات خاصة مع الإذاعة والمساجد والمدارس ونأمل بأن تجد هذه الثقافة طريقها إلى عقول المواطن لأنه الأكثر تضررا من هذه الظاهرة. أكثر من 90 بالمئة من هذه الظاهرة يتحملها المواطن يرى رئيس مكتب حفظ الصحة بالوادي السيد نجيب بلباسي لأن المسؤولية يتحملها 90% المواطن الذي تنعدم لديه ثقافة رمي القمامة في الأماكن المخصصة لها، حيث وضعت البلدية حاويات خاصة بالمزابل على مستوى الأحياء الكبيرة من الوادي لكن المواطن تجده يرمي قمامته متعمدا خارج هذه الحاويات، بالإضافة إلى عبث الأطفال بهذه الحاويات وتحطيمها، وقامت كذلك البلدية بوضع العديد من اللافتات التي حطمت ونزعت من أماكنها هي الأخرى من طرف أشخاص وترمى الأوساخ عنوة في تلك الأماكن، كما أن مصالح البلدية بدأت منذ هذه الأيام في عملية إحصاء لجميع الغيطان وكذا البرك المائية المسببة لانتشار الحشرات الضارة جراء كثرة المزابل بها ويضيف كذلك بأن مصالح البلدية تعمد دوما لعقد اتفاقيات مع الخواص في عملية جمع النفايات لتكملة بعض العجز، ويضيف أيضا بأن البيوت المهجورة داخل الأحياء الضيقة أصبحت مزابل عمومية جراء قلة الوعي لدى المواطن، حيث تتسبب له في انتشار العديد من الأمراض خاصة الجلدية منها، على غرار الليشمانيوز الجلدي المنتشر بكثرة هذه الأيام بولايتنا، وتبقى ثقافة المواطن الحل الوحيد للتخلص من هذه المشكلة كما قال السيد بلباسي.