انتشرت ظاهرة غريبة بأحياء العاصمة حيث يتجرأ الكثير من الأشخاص على احتلال مساحات معينة خاصة بتوقيف السيارات وكأنها ملكهم يتصرفون فيها كما يحلو لهم دون إعارة الاعتبار للقانون، وتحذيرات مصالح الأمن، بأي حق يضع كل من يسكن أمام رصيف لتوقيف السيارات خشبة على شكل ''مدرية'' لمنع أي جزائري آخر من الاستفادة من ذلك المكان ليتوجه الى عمله أو لاقتناء حاجاته اليومية. هؤلاء السكان يمنعون منعا كليا أي مواطن من التوقف أمام سكناهم لاندري لماذا؟ هل يكرهون أي شخص غريب عن حيهم؟ أم أنهم يعتقدون بأن كل ما هو أمامهم يعتبر ملكهم وهذا غير صحيح بتاتا. وقد توصل بهم الأمر في أحد الأحياء بشارع الشهداء الى تحطيم سيارة مواطن بواسطة العصي وحتى الآن فإن الكثير يخاف توقيف سيارته أمام تلك الجهة لتفادي أي اعتداء عليه وعلى سيارته. هذا النموذج أو العينة من تلك الواقعة ذكرناها من باب تنبيه السلطات العمومية وبخاصة مصالح الأمن بأن الأمر يتطلب تدخلا مستعجلا لرفع كل تلك القطع الخشبية والهياكل الحديدية، والمزهريات من الحجم الكبير وهذا تطبيقا لما ينص عليه القانون، ولا يمكن السكوت عن هذا الأمر كونه تجاوز حدا معينا من السلوكات لايفصل فيه إلا القانون أو القوة العمومية لمنع هؤلاء الأشخاص من احتلال الملك العمومي وتحويله الى تصرفات ذاتية غريبة جدا وكأننا في غابة القوي يدوس على الصغير. هذه الظاهرة تتزايد إنتشارا بأحياء العاصمة أمام مرأى الجميع حتى أصحاب المحلات أصبحوا يحتلون أماكن توقف السيارات من خلال وضع حواجز حتى لايدخل أي شخص بسيارته الى ذلك المكان، فإلى متى هذه الاعتداءات اليومية على الملك العام من قبل أشخاص تحولوا الى عارضين لعضلاتهم أمام الملئ وكل من يخضع لأوامرهم بالابتعاد عن تلك الأمكنة يصاب بأذى كبير، بعد أن يسمع كلاما فاحشا. وقد وقفنا على ذلك في العديد من المرات خاصة التجار الذين احتلوا كل أرصفة العاصمة ونعني الطريق العمومي الخاص بالتوقف ويكفي القيام باطلالة من ناحية ''باستيون'' سابقا أمام الميناء، ليقف المرء على أشياء لا يمكن السكوت عنها منها غطرسة التجار تجاه المواطن. لابد من أن تتحرك مصالح الأمن لتمنع تجاوزات هؤلاء حيال القانون، إذ لا يحق لأي كان أن يحتل حيزا من الطريق العمومي، أما عندنا فإن الأمر يعد سهلا بالنسبة للبعض من هؤلاء الذين لا يحترمون القانون، وإنما ينظرون أمام أنفوهم فقط للأسف هذا حالنا بالجزائر العاصمة. ------------------------------------------------------------------------