أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ضرورة تقديم فرنسا لاعتذار رسمي كما قامت به فرنسا الاستعمارية من جرائم وأعمال بشعة في حق الشعب الجزائري، ولم يفوت ذات المسؤول الذكرى ال 48 لمجازر 17 أكتوبر بباريس للتأكيد بأن هذه الأخيرة تستوجب من أن نعيد الكرة ونكرر حول ضرورة الاعتذار الرسمي وسن تشريع يجرم الاستعمار لمتابعة دعاة وممجدي الاستعمار على ما اقترفوه. لم يتوان الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في كلمة القاها بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للمجلس الوطني للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين في التأكيد بأن »هؤلاء الذين يمجدون الاستعمار ويقولون للناس أن الاستعمار جاء ليمدن الآخرين وليعلمهم الحضارة، ان وحشية الاستعمار لا توصف، بدليل أن هذا القمع وبغض النظر عما ارتكب من جرائم ومن رمي الناس بالدخان والرصاص حدث في قلب ما يطلق عليها اليوم »عاصمة النور« اين تم رمي الجزائريين في نهر »السان« بأمر من السلطات الاستعمارية الفرنسية. وجدد التأكيد بالمناسبة الحرص الجماعي لكل ابناء الجزائر على ضرورة ان تعتذر فرنسا الرسمية عما ارتكبته فرنسا الاستعمارية من جرائم. وفي السياق ذاته طالب الأمين العام لحركة الاصلاح الوطني جمال بن عبد السلام بتعويض ضحايا مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس، مؤكدا »مسؤولية أولئك الذين عاشوا تلك المجزرة المطالبين بتقديم شهادات عن تلك الأحداث الدرامية التي ذهب ضحيتها ازيد من 300 شهيد جزائري«. واقترح ذات الحزب انشاء لجنة استشارية تضم محامين بغرض المطالبة بتعويض عائلات مهاجرة ضحية وحشية وهمجية سلطات الاحتلال. وبالمناسبة ايضا تم تنظيم وقفة تكريمية بالجزائر للفيلسوف الفرنسي فرانسيس جونسون مؤسس خلية »حاملي الحقائب« وكل اصدقاء الثورة الجزائرية وفي هذا الشأن ذكر المؤرخ الجزائري عمار رخيلة، بالدعم الكبير الذي قدمه فرنسيس جونسون واصدقاؤه للثورة الجزائرية منذ سنة 1957 من خلال خلية حاملة الحقائب بانضمام الرجال الاحرار الى ثورة انسانية، وأشار الى أن هذا الرجل من مساندي قيم الثورة الجزائرية ما أدى به الى تأسيس الخلية بمعية زوجته وقدم الكثير للثورة حيث وفرت لها ما لا يقل عن 500 مليون فرنك فرنسي في السنة، مع العلم ان الخلية وسعت نشاطها إلى سويسرا والمانيا وهولندا ، وكان نشاطها السري محل شكوك الادارة الاستعمارية التي قبضت على جونسون وحاكته وكانت هذه الأخيرة محطة حاسمة في ايقاظ ضمائر الرأي العام الفرنسي إزاء حقيقة الواقع الجزائري ودفعت ببعض الرجال منهم جون بول سارتر وجورج ارنويا.