كشف، عبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الجزائري، أن دولة تركيا أعادت للجزائر شطرين من الذاكرة الجزائرية إبان الفترة العثمانية وتمثلت هذه المرتجعات أساسا في نسخ من المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها الجزائر وقتئذ مع العديد من الامارات والبلدان القائمة، بالاضافة الى ست رايات خاصة بالبحرية الجزائرية. جاء هذا الكلام على هامش المعرض الموسوم بعنوان التسامح في الدولة العثمانية بدار الثقافة بتلمسان بحضور كل من عبد الوهاب نوري والي الولاية والسكرتير الأول لسفارة تركيا بالجزائر، بالاضافة الى النائب الاول لعمدة بلدية مونبوليي الفرنسية وقد أوضح في مداخلته الارشادية، عبد المجيد شيخي، أن الوثائق المائة المعروضة في جناحي القاعدتين تدل دلالة قاطعة على أن الجزائر كانت دولة قائمة وفق قواعد الدولة الحديثة على مدار 3 قرون في البحر المتوسط وكذلك الوحدة الترابية في الجزائر قامت قبل أن تتم الوحدة الألمانية والايطالية والفرنسية. وفي السياق ذاته، أردف شيخي أن الخلافة العثمانية دامت قرابة 7 قرون عرفت التجانس والتفاهم ما بين الديانات السماوية وهي الاسلام والمسيحية وأيضا اليهودية، والوئام الكامل قبل أن تبدأ السوسة في نخر الخلافة العثمانية. كما تضمن المعرض صور مرسومة لأبطال البحرية الجزائرية أمثال: عروج والرايس حميدو وخير الدين باربروس وصورة أخرى لاتفاقية الصلح ما بين الجزائر والولايات المتحدةالامريكية المبرمة في عام .1815 مع الاشارة الى برمجة تنقل هذا المعرض الى كل من المغرب وتونس ومصر، ثم يعود مجددا لجولة في ربوع الجزائر. وتجري حاليا عملية تكوين شبان جزائريين في اللغة العثمانية القديمة لتكليفهم بفك مضمون الكتابات القديمة للوثائق التاريخية لذات المرحلة والمتوفرة حاليا لدى هيأة الأرشيف الجزائري.