تدعمت الشبكة الوطنية للطرقات مؤخرا بما يقارب 80 كيلومترا جديدا حيث سلم وزير الأشغال العمومية عمار غول مقاطع مهمة من مشروع الطريق السيار شرق غرب لحركة المرور وذلك بالجهة الشرقية والغربية للبلاد تضمن الولوج من غرب البلاد إلى شرقها وتقليص المسافة الزمنية التي يستغرقها مستعملو الطريق حيث سلم 50 كيلومترا بالمسار الرابط بين ولايتي البويرة وبرج بوعريريج، و5,28 كلم الرابط بين دائرة الحمادنة وعاصمة ولاية غليزان. وتندرج هذه المقاطع ضمن سلسلة البرامج الجاهزة للتسليم قبل أجاله التعاقدية بعدة أشهر، كما أنه يعد بمثابة إشارات قوية وأدلة ثبوتية تؤكد المسار الجيد لإنجاز مشروع القرن على خلفية أن الآجال التعاقدية لإجمالي المشروع حددت شهر جويلية من السنة المقبلة . وحسب تصريحات غول فإن المشروع سيسلم كاملا في آجاله خاصة إن لم تعترض التقلبات الجوية الأشغال، وبهذا الصدد مايزال المسؤول الأول عن قطاع الأشغال العمومية يعطي تعليمات صارمة حول إلزامية تسليم كل المقاطع في أجالها المحددة وفق المقاييس المعمول بها دوليا واستغلال تحسن الطقس منبها المسؤولين على الإنجاز ضرورة احترام الآجال التعاقدية كما أكد المسؤول الأول عن القطاع أهمية تعزيز الإشارات المرورية التي تم إنجازها ووضعها وفق المواصفات الدولية على طول مقاطع الطريق السيار شرق-غرب مع التشجير، إضافة إلى غلق جميع الممرات المؤدية إلى هذه المنشأة الكبرى، مشيرا إلى الصعوبات التي تم مواجهتها لإنجاز هذه المقطع الهامة في مشروع القرن جراء التضاريس الوعرة التي تعرفها البلاد، مضيفا أنه قد تم معالجة هذه المسألة بصفة دقيقة وبطريقة تقنية وفق المواصفات المعمول بها . وأوضح السيد غول أن فتح المقطع الجديدة هذا سيسمح بمواصلة ربط الجزائر العاصمة بوهران قبل نهاية السنة كما سيساهم في فك الخناق على مدينة غليزان والبلديات المجاورة لها وخفض بشكل كبير من حوادث المرور، أما فيما تعلق بالجانب الشرقي للبلاد فيعتبر المقطع الرابط بين ولايتي البويرة وبرج بوعريريج أهم مقطع في الوسط يربط شرق الوطن بغربها وبكل ربوعها . للتذكير فقد تم فتح الشطر الأول من الطريق السيار الخاص بولاية غليزان في جزئه العابر لتراب ولاية غليزان في جوان المنصرم، حيث يمتد من بلدية مرجة سيدي عابد على الحدود مع ولاية الشلف شرقا إلى غاية بلدية الحمادنة والبالغ طوله 34 كلم وهي المسافة التي ستوفر دعما لحركة المبادلات التجارية وتنقلات الأشخاص. وقد وقع الوزير عمار غول خلال زيارته الميدانية لولايتي البويرة وبرج بوعريريج محضر تسلم المقطع الجديد الذي يمتد مساره الرئيسي، بين العجيبة و"بيبان الحديد" على طول 27 كلم ويصل إلى نحو 50 كلم باحتساب المحولات والمنشآت الفنية المختلفة التي أنشئت على طول الطريق وعلى مداخل ومخارج المدن والمناطق السكنية المحاذية له، وذلك في حفل رسمي انتظم بمنطقة "البيبان" وحضره سفير الصين بالجزائر وواليا البويرة وبرج بوعريريج. غير أن حفل التسليم الرسمي لم يكتمل بفتح المقطع أمام حركة المرور، وذلك لرفض الوزير المخاطرة بحياة سكان المنطقة، لا سيما أطفال المدارس، الذين خرجوا لاستقبال الوفد الوزاري بمنطقتي بوعيش وبوعكاش ببلدية بشلول، والتعبير عن رفضهم لفتح الطريق، قبل تهيئة المرافق الجوارية، على غرار المعابر السفلية والممرات العلوية للراجلين، الأمر الذي اعتبره السيد الوزير منطقيا ومشروعا، معلنا عن تأجيل فتح الطريق خلال الأيام القليلة المقبلة إلى حين الاستجابة لمطلب هؤلاء السكان. وفي هذا السياق حث الوزير مسؤول المؤسسة الإيطالية "توديني" التي أنجزت الشطر الممتد من بشلول إلى الحدود الشرقية لولاية برج بوعريريج على مسافة 6 كلم على مباشرة أشغال استعجالية لاستكمال الجسر والمعبر السفلي بمدينة بوعيش في أقرب الآجال حتى يتسنى فتح كل المقطع المنتهي من العجيبة إلى غاية "بيبان الحديد". ويضم هذا المقطع إلى جانب المسار الرئيسي للطريق البالغ طوله 27 كلم، 113 منشأة فنية، منها 63 منشأة بولاية برج بوعريريج و50 منشأة بولاية البويرة، بينما تصل المسافة الإجمالية للمحولات قرابة 15 كلم منها 10 كلم بولاية البويرة. أما الشطر الذي تم فتحه أول أمس أمام حركة المرور فيتعلق بالطريق المجانب لمدينة البويرة الذي أعيدت تهيئته وعصرنته وفق المعايير الدولية، مع توسيع أروقة الطريق من رواقين إلى ثلاثة أروقة، وذلك في سياق عمليات تأهيل المقاطع القديمة من مشروع الطريق السيار ومطابقتها مع المقاطع الجديدة التي يشرف على إنجازها المجمع الصيني "سيتيك سي أرسيسي". وقد حرص كل من الوزير وواليا البويرة وبرج بوعريريج مداخلاتهم خلال حفل التسليم على الإشادة بمجهودات قوات الأمن والجيش الوطني الشعبي لتأمينهم مختلف ورشات المشروع على مستوى الولايتين، كما تم بالمناسبة تكريم الإطارات والعمال العاملين لدى مختلف الهيئات والمؤسسة المتدخلة في إنجاز المشروع، كما حظي الوزير بتكريم من طرف الصحافيين الذين لا طالما رافقوه في زيارته الميدانية وكانوا أول الشاهدين على هذا الإنجاز مثمنين بالمناسبة المجهودات المبذولة من طرفه ومن طرف كل عمال القطاع في تجسيد مشروع القرن على أرض الواقع.