إنها الثورة الحقيقية التي يحدثها محترفو العمران والتعمير والبناء بفضل تصاميم هندسية تسر الناظر وتزيد المدن والتجمعات جاذبية وتلهفا بعيدا عن الصور البائسة المنفرة التي كثيرا ما تطبع مدننا وقرانا. ثورة أعطت للبنايات والتهيئة العمرانية أشكالا هندسية تعرض حلولا اقتصادية، تكنولوجية سياحية وبيئية في عالم التعمير المتغير بأسرع ما يمكن متخذا دوما مواد بناء تراعي المحيط وذوق الانسان وحلمه الأبدي العيش في محيط طبيعي يريحه من كوابيس البنايات المشيدة بطرق تليق لكل شيء عدا العمران. هذا المشهد عاش أجواءه ممثلو الصحافة الوطنية يوم الخميس في دورة تكوينية نظمتها «لافارج هولسيم» لإظهار مدى العناية الممنوحة من المؤسسة لهذا التحول والحرص على عرض حلول للبناء المستديم والتمير العمراني الذي تفرضه مدينة الحاضر والمستقبل وتقديمها للجزائر التي تحولت إلى ورشة للبناء وإنجاز سكنات بالمواصفات المطلوبة آخذة في الحسبان اختلالات مدن جديدة شيدت في ظروف لم يراع فيها هذا المعطى ولم يحترم. اطلع الصحافيون في الورشة التكوينية بمخبر لافارج هولسيم بالرويبة على كيفية صناعة الأسمنت ومكوناتها ومقاوماتها للمؤثرات الطبيعية والمناخية وكذا الخرسانة التي فرضت نفسها وحلت محل مواد البناء التقليدية من حجر وغيرها معطية لمصممي العمران أفكارا ومبادرات إبداع وابتكار تؤسس عليها التنمية المستديمة التي تأخذ في الحسبان المعادلة الثلاثية الأبعاد التي تستقر على 3 ركائز ثابتة متكاملة لا تقبل الحواجز والفواصل: الإنسان، العمران والبيئة. تحدثت عن هذا إطارات لافارج هولسيم ضاربين أمثلة عن ورشات إعادة التهيئة والترميم في عدة جهات من الوطن تستعمل الخرسانة الملونة في أشكال هندسية تعطي الانطباع لأول وهلة أنها من حجر، خشب أو أي شيء آخر من الطبيعة الساحرة الفاتنة. هشام خديم قدم صورة دقيقة عن الدورة التكوينية التي تؤسس لعلاقات تواصل مع رجال الإعلام وتزويدهم بآخر الحلول التكنولوجية للبناء. ودعم هذا التوجه هشام خديم بالغوص في أعماق صناعة استعمالات الأسمنت ووظائفها حسب المكونات والألوان. وذكّرت ماجدة بن داني بأهمية الخرسانة التي ألهمت أصحاب مهنة الهندسة والتصاميم بلورة أفكار يعطون من خلالها الشكل الأنيق للعمران مكسرين التبعية لمادة الحجر والخشب المسيطرة على كل شيء في حقب وعصور مضت. قدم إطارات لافارج هولسيم صورة حية عن تجربة تجسد في الجزائر تجيب على التساؤل المحير أي عمران نريد؟ وكيف هي الأنماط السكنية والنائية التي يطمع إليها الجزائري الغيور على التطور الهندسي الباحث عن موقع لائق في العمران المشيد بأبهى هندسة وأكثر خرسانة إغراء تضفي على المكان والزمان انتعاشا وتعطيه وجهة. لا غريب في هذا التوجه للافارج هولسيم التي اعتمدت جائزة خاصة للمشاريع الرائدة محفزة جيل الشباب على اقتحام هذا العالم الذي جمع مهن الهندسة المعمارية والتصاميم والتخطيط العمراني ومنتجات التكنولوجيا جنبا إلى جنب وأدخلهم في سباق الابتكار هي محطة الفصل والحسم في آخر المطاف.