تربصات في تقنيات وتكنولوجيات البناء كشفت «لافارج هولسيم»، الرائدة في إنتاج الإسمنت ومواد البناء بالجزائر، أنها مؤسسة مواطنة ترافق الشباب خريجي الجامعات ومراكز التكوين في التزود بالمعارف والتقنيات التي تؤهلهم لتأدية وظائف مهنية وإنشاء مؤسسات لهم في محيط اقتصادي متغير. ظهر هذا من خلال نشاطين نظمتهما المؤسسة، نهاية الأسبوع، بفندق الأوراسي مسلّمة جوائر في الهندسة المعمارية لطلبة أبدعوا وابتكروا في إنجازات نالت الاستحقاق، وإمضاء اتفاقية مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين ترافقهم في تربصات ميدانية، تطلعهم على فنيات ومواصفات مواد البناء، دون تركهم أسرى الدروس النظرية. على هذا الأساس سلمت، سهرة الأربعاء، ثلاث جوائز كبرى في الهندسة لطلبة انفردوا بهذا التمايز قيمتها إجمالية بلغت 900 ألف دينار. وهي جوائز اعتمدتها لافارج هولسيم بالتعاون مع المدرسة متعددة التقنيات والتهيئة «إيبو» بالحراش، تشجيعا للمواهب والابتكار العلمي المعرفي الذي يبقى الإنسان محركه ومصدر فكره على الإطلاق رغم الثورة التكنولوجية. عادت الجائزة الأولى التي سلمت في أجواء حماسية، عاشت تفاصيلها «الشعب»، إلى الطالب خليفي زكريا، والثانية لكاولة عبد الرحمان والثالثة لوزان أحمد. وهو الذين نالت مشاريعهم اهتماما خاصا من قبل لافارج هولسيم، التي أعدت جائزة 2017 بعناية، مبدية مرافقة دائمة لأهل العلم من الشباب الجزائري، مثلما أكده مسؤولو المؤسسة التي دخلت الجزائر عام 2008 وحققت الرواج الكبير بفضل استراتيجية اعتمدتها ترافق السلطات العمومية في معركة التنوع الاقتصادي وكسر التبعية للمحروقات. هذه المرافقة تلمس أيضا في علاقات لافارج هولسيم مع مختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية من أجل شراكة متوازنة تلبي الحاجيات الوطنية وتوفر ما يطالب به الاقتصاد ويشترطه سوق الأعمال والاستثمار. في هذا الإطار، وقعت لافارج اتفاقية تعاون مع وزارة التكوين المهني على هامش الملتقى 13 تحت عنوان «الخرسانة تواجه تحديات البناء»، عارضة تجارب رائدة في هذا الاختصاص الذي أحدث ثورة معمارية أعطت للعمران جاذبية وزادته سحرا وجمالا بعيدا عن الصور العبوسة النافرة والسكنات المراقد. ذكرت وردية خالدي، مديرة التوجيه والامتحانات والتصديق بوزارة التكوين المهني، في تصريح صحفي، أن اتفاقية الشراكة مع لافارج هولسيم تحمل قيمة، لأنها تفتح المجال للشباب بالمراكز المهنية للاستفادة من تربصات في ورشات تعرفهم بتكنولوجيات وتقنيات البناء، تحفزهم على اقتحام هذا الحقل وترك الصورة النمطية المرسخة في أذهانهم على أنه مهنة شاقة نافرة. كما تكمن أهمية الاتفاق كونه موجها إلى المكونين بالمراكز المهنية 1200 عبر الوطن التي تخوض من جهتها تحولات وتغييرات في برامج حديثة وشعب تفرضها المرحلة. ورأت وردية أن هذه الاتفاقية هي تكملة لجهود يقوم بها القطاع لتحسيس الشباب بجدوى التكوين المهني الذي يسمح لهم باكتساب معارف ومهن تؤهلهم لإنشاء مؤسساتهم بدل الإبقاء أسرى البطالة وما تحمله من أخطار على حياتهم واستقرارهم. على هذا الأساس، نظمت قوافل لمختلف مراكز التكوين المهني لتعريف الشباب، عن قرب، بما يحمله مركز التكوين من قيمة ومعارف لهذه الفئة التي ودعت الدراسة مبكرا لسبب أو آخر. من جهته عبر الرئيس المدير العام للافارج هولسيم جان فرانسوا غوتيي، عن بالغ الاهتمام بمثل اتفاقات الشراكة هذه التي تراهن عليها المؤسسة التي فتحت ورشاتها وخبراتها للشباب مكونة، العام الماضي، 150 شاب، ناسجة علاقات تضع المورد البشري في أولى الاهتمام، مراهنة على الصحة والأمن في مختلف دواليب الإنتاج. وذكر غوتيي في ندوة صحفية، أن لافارج هولسيم ماضية في رفع إنتاج مواد البناء لتلبية حاجات السوق الوطنية والتصدير بعد 2018. وذكر أن معمل الإسمنت ببسكرة المنجز بشراكة مع سواكري، الذي يدشن قريبا، يراهن عليه في هذا الأمر. مع العلم أن إنتاج المعمل الآن هو 1.7 مليون طن، يضاف إلى وحدات أخرى أنجرت بشراكة خاصة وعمومية لرفع إجمالي الإنتاج إلى 11.5 مليون سنويا.