ينظّم مختبر الدراسات الأدبية والنقدية المعاصرة بالمركز الجامعي تيسمسيلت ملتقى وطنيا حول الرّواية الجزائرية المكتوبة بالعربية أجناسيتها واتجاهاتها منتصف شهر ماي الجاري، وذلك بمشاركة باحثين من مختلف جامعات الوطن، الذين يمثلون 13 مؤسسة جامعية. وبحسب إشكالية هذا الملتقى التي كشف عنها رئيس الملتقى الدكتور محمد فايد، فإنّ الخطاب الروائيّ الجزائري يمر بمرحلة دقيقة من مراحل تطوّره، وهي مرحلة تشهد تواترا في ظهور نصوص جديدة لكتّاب جدد، مع استمرار أقطاب الفترات السابقة في العطاء، ناهيك عن ظهور أنماط كتابية جديدة في هذا الجنس الأدبي (رواية الخيال العلمي، رواية السيرة الذاتية، التخيل الذاتي، رواية الهجرة والصراع الحضاري). يقف موضوع الملتقى إلى المساءلة والاستفسار عن إمكانية أن يلزم التطور الحاصل في الكتابة الروائية النقد بضرورة تطوير أدواته، ويدفعه كذلك إلى مزيد تعمّق في بنية الخطاب ودلالاته، مع وجوب الالتفات إلى آليات التشكّل ومبررات الانتماء. ويهدف المشاركون في هذا الملتقى الذي يحاور المدونة الروائية لخمسة عشر سنة الأخيرة أربعة إلى تقديم الرصد كرونولوجي لتطوّر الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية ما بين 2000 - 2015، وتحليل المدوّنات الرّوائية للوقوف على الاتجاهات التي يكتب ضمنها الروائي الجزائري. كما يهدف إلى تحيين معارف الباحثين طلبة وأساتذة عن طريق الاطلاع على مستجدات النتاج الروائي، ومن ثمّ استخلاص الأطر العامة والمحاور الكبرى التي تشغل بال الناقد الروائي الجزائري. وبحسب البرنامج المعد لهذا اللقاء العلمي، الذي تحصلت جريدة “الشعب” على نسخة منه، فإنّه أكثر من 20 مداخلة ستعالج محاور الرواية الجزائرية خلال هذه الفترة بغية مقاربتها نظريا ومعرفة اتجاهها، والوقوف على واقع النقد الروائي في الجزائر التي عالج إبداع هذه الفترة، خاصة تلك التي تتعلق بمراحل التي مرت بها الجزائر، على غرار أدب المحنة. وممّا تجدر الإشارة إليه، أنّ معهد الآداب واللغات الذي استفاد من مختبر الدراسات النقدية والأدبية المعاصرة نظم في ثلاثة أشهر الأخيرة ثلاث ملتقيات وطنيا، تعلّقت أولها بموضوع النقد الجزائري الذي عرف مشاركة وطنية من مختلف جامعات الوطن، والملتقى الثانية الذي كان موضوعه حول الدرس اللساني في الجزائر، والذي جاء أياما بعد وفاة العالم اللساني الجزائري دكتور عبد الرحمن الحاج صالح، فكان الملتقى تكريما له ومدارسة للجهود، حيث أسهم هذا المختبر الذي يديره الدكتور بن علي خلف الله، على هامش ملتقى النقد الجزائري أنّ المختبر سيصدر أول عدد من مجلة “دراسات معاصرة” قريبا، كما يشهد هذا المختبر حركية علمية بالمركز الجامعي، وأسهم في تكوين طلبة الدكتوراه بحسب القائمين عليه.