أفاد شهود عيان عايشوا وقائع سقوط المروحية التابعة للقوات البحرية بضواحي دائرة أحمر العين في ولاية تيبازة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، أن الطاقم الذي كان على متن الطائرة، قاوم وسيطر على الطائرة وأبعدها في مناورة شجاعة عن المباني السكنية لإنقاذ السكان والتضحية بأنفسهم. أضاف أحد الشهود وهو يسرد وقائع الحادث الذي عايشه ل «الشعب»، أنهم في ظلمة سكون الليل، سمعوا صوت الطائرة وهو يقترب من آذانهم ويتصاعد شيئا فشيئا، وفجأة شاهدوا أضواء طائرة مروحية تراءت لهم وسط الظلام على ارتفاع منخفض. وبحسب قوله لم تكن طائرة الهليكوبتر بعيدة عن حيّهم وأيضا عن أعمدة الكهرباء ذات التوتر العالي، فبمخرج أحمر العين بالشمال الغربي تقع محطة كبيرة توزع وتنقل الكهرباء إلى مناطق أخرى، وأن ذلك لفت انتباههم والتمسوا بأن حادثا وكارثة ستحل بالطائرة. وأضاف قائلا: إن طاقم الطائرة بدا أنهم يحاولون السيطرة على توازنها في شجاعة للابتعاد عن محيط المباني السكنية التي تأوي العائلات، وبحسبه لو لم تكن هناك مبان سكنية فقد كان بإمكان طاقم الهيليكوبتر النجاة ونجدة أنفسهم بالقفز منها، لأنها لم تكن على ارتفاع عال جدا، لكن على ما بدا فإن طاقم الطائرة فضلوا في قرار شجاع التمسك بطائرتهم والاجتهاد رغم فقدان الأمل في الابتعاد قدر المستطاع عن السكان، لتفادي وقوع مأساة محتملة بين الناس، وهو ما حصل، مضيفا بأن ما شاهده وأقران له يعتبر عملا بطوليا شجاعا، ضحى فيه ضباط شباب بحياتهم من أجل إنقاذ مواطنين، كان البعض منهم يغطّ في نوم عميق، واصطدموا بكوابل الكهرباء، التي كانت تمتد مثل شبكة العنكبوت أمامهم، لم يكن بوسعهم تجنبها، مما خلف حصيلة مأسوية فتوفي خلال الحادث المؤلم 3 ضباط، كانوا يقومون بدورية ليلية للسهر على أمن وسلامة الناس.