انطلقت أمس عبر ولايات الوطن عملية انتخابات التجديد النصفي لاعضاء مجلس الامة، تطبيقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 14 نوفمبر الفارط المتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية. ويتم هذا الاستحقاق الانتخابي لتجديد نصف اعضاء الغرفة العليا للبرلمان ال 96 المنتخبين عن طريق الاقتراع العام غير المباشر من طرف منتخبي المجالس الشعبية البلدية والولائية عبر 48 ولاية. كما يترشح لهذه الانتخابات منتخبون محليون وبالنسبة لولاية الجزائر تنافس البارحة في هذه الانتخابات اربعة احزاب سياسية ويتعلق الامر بحزب جبهة التحرير الوطني »الافلان« التجمع الوطني الديمقراطي »اراندي«، حركة مجتمع السلم »حمس«، والجبهة الوطنية الجزائرية »الافانا« بالاضافة الى مترشح حر وآخر بدون انتماء سياسي. وقد جرت عملية التصويت في جو من الهدوء تحت اعين خمس قضاة معينين من طرف وزارة العدل وخمسة مراقبين معينين من طرف المترشحين. ونظرا لما ميز هذا الاستحقاق من إقامة تحالفات بين الاحزاب السياسية فقد اختلفت افراد المنتخبين حول نظرة كل منتخب للمسألة فمنهم من يعتبرها تكتيك استراتيجي، ومنهم من لايجد لها تفسيرا خاصة عندما يتحالف حزبين مختلفين تماما في الايديولوجية والتفكير. وبالنسبة لمترشح حركة مجتمع السلم »حمس« رفيس علي (رئيس بلدية الدارالبيضاء)، فقد اكد عدم اقامة تحالفات مع الاحزاب الاخرى، مشيرا الى ان عدد المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية 83 منتخبا، عدد كبير منهم محسوبين على حركة الدعوة والتغيير غير المعتمدة، وبالتالي فان هذه الجماعة المنشقة قد تخلط اوراق »حمس« بالرغم من ان مرشحها اكد ان المنشقين لايشكلون اي خطر على حركة »حمس«. اما ظريف بوعلام مترشح بدون انتماء سياسي فقد صرح لنا على الهامش يقول بان حركة »حمس« تقل حظوظها في هذه الانتخابات، مؤكدا بان اغلبية المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية انضموا الى حركة الدعوة والتغيير غير المعتمدة المشكلة من منشقين عن حركة »حمس«. وبرأي هذا المترشح فإن الحديث عن التحالفات لامعنى له، او بالاحرى يتساءل عن سبب اقامة تحالفات بين احزاب مختلفة من حيث الايديولوجية والاهداف ويراها غير طبيعية، في خضم الركود السياسي على حد تعبيره. وبالنسبة للطيب زيتوني منتخب عن »الارندي« (رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى)، فإنه يرى في التحالفات جانب ايجابي، مبرزا ان عدد المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية 120 منتخب خارج اطار التحالفات، التي اقامها الحزب مع حركة الاصلاح، النهضة وبعض المنتخبين الاحرار، مضيفا »اننا نعمل مافي وسعنا للحصول على مقعد في العاصمة واذا تحقق ذلك فاننا قد احرزنا انتصارا سياسيا كبيرا«. بينما بلعشاشي حميد منتخب عن حزب العمال فقد اكد ان حزبه لم يقدم اي مترشح على المستوى الوطني، مشيرا الى انه سيصوت على مترشح »الافلان« عبد العزيز جفال بالرغم من ان حزبه تحالف مع حزب »الارندي«، ويضيف هذا المنتخب بأن عدد المنتخبين على مستوى المجالس الشعبية البلدية والولائية 102 منتخب. وتجدر الاشارة عدم دخول النساء هذا السباق، وقد استفسرنا على ذلك، وبرأي تبت عبد القادر عائشة منتخبة عن حزب »الافلان« ببلدية بلوزداد، فان المرأة برأيها تفضل ان تصعد السلم درجا درجا. والجدير بالذكر، بان انتخابات اعضاء مجلس الامة يكون لعهدة مدتها ست (6) سنوات، حيث يتكرر التجديد النصفي لهؤلاء الاعضاء كل ثلاث سنوات طبقا لاحكام الدستور والنظام الداخلي للغرفة العليا للبرلمان.