تدوين مسيرة حياتهم خطوة ضرورية للحفاظ على الذاكرة الثقافية تحيي الجزائر هذه المرة، اليوم الوطني للفنان، المصادف ل 08 جوان من كل سنة، بتكريس التقليد الذي سنّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإسداء أوسمة مصف الاستحقاق الوطني من مصف «عشير» و»اثير» في الحياة أو بعد الوفاة، لكبار الأدباء والمفكرين والفنانين والمبدعين نظير ما قدّموه من عطاءات لإثراء الثقافة الوطنية. سيجسد هذا التقليد رسميا اللّيلة، من خلال الحفل الساهر الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت إشراف الوزير الأول عبد المجيد تبّون، وبالتنسيق مع وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرّقمنة، الذي سيتم من خلاله حفل تكريم هذه الشخصيات وتسليمهم الأوسمة. المبادرة قيّمة ولها رمزية ذات أبعاد وطنية وتاريخية، فهي تصّب في مسار العرفان والاعتراف بعطاءات ومسيرات وتضحيات من جعلوا من حياتهم ومواهبهم الفذة شموعا تحترق لإضاءة الساحة الثقافية والفنية وتنوير المجتمع على مرّ العصور والأزمان، لكنها تبقى وبالرغم من قيمتها الكبيرة التفاتة مناسباتية ترفع الستار من الوهلة الاولى عن عالم من التضحيات لبسها غبار النسيان واللامبالاة. فمن الجميل ان نتذكر المثقف والفنان دوما وأبدا وأن نعمل على تكريمه في الحياة أولا، وأن نساهم في التعريف بما أنجزوه وما ينجزونه بتدوين مسيراتهم الأدبية والفنية وحفظها لذاكرة التراث المادي واللامادي الوطني، فهذه المواهب والإسهامات الأدبية أو الفنية شكلت صرحا قويا لهوية الشعب الجزائري، وإن كرس الدستور الجزائري في تعديله الأخير لشهر فيفري 2016 حق المواطن في الثقافة، فإن الاهتمام الذي توليه الحكومة الجزائرية في الآونة الأخيرة بوضعية المثقفين والفنانين، تجسيد لهذا الحق، واعتراف بحقوق المثقف الفنان، وتدارك لخطأ فاضح وإجحاف وتأخير مزمن. فمن بطاقية الفنان إلى تجريم قرصنة الإنتاج الفني والسلطة الفكرية التي جاء به المرسوم الرئاسي حفاظا على الملكية الفكرية والثقافية وعلى حقوق الإبداع والتأليف، لكن يبقى الطريق طويل، فتاريخ الجزائر الثقافي والفكري والفني، حافل بأسماء وأعمال خالدة، في الفلسفة والبحث العلمي والابتكار والإبداع الأدبي، في القصة والرواية والشعر بكل أجناسه، وفي الفن والموسيقى والتأليف والغناء وفي المسرح والسينما، وفي الفن التشكيلي بكل بحوره، أسماء تحتاج إلى تدوين مسيراتها والكتابة عن حياتها والتعريف بها للأجيال الصاعدة كمراجع وطنية أصيلة. فما أحوجنا لبيوغرافيات عن مثقفين وفنانين لكتب وأشرطة وثائقية ولما لا أفلام سينمائية عن مسيراتهم وحياتهم وأرائهم وأفكارهم كتوثيق لذاكرة الشعب الجزائري الثقافية والفنية، وكذا تكثيف عدد المؤسسات والجمعيات التي تحمل أسماءهم وتسهر على تخليد ذكراهم. طوابع بريدية لفنانتين وتسليم جائزة «علي معاشي» للمبدعين الشباب للإشارة، قائمة التكريم التي ستقام سهرة الليلة، خلال حفل فني تحتضنه دار أوبرا الجزائر «بوعلام بسايح»، تضم 45 اسما لقامات أدبية وفكرية، وفنانين وممثلين طبعوا بصماتهم في تاريخ الثقافة والفن الجزائري. حيث سوف تكرم ويكرم عديد من الاسماء الادبية والمؤرخين، كل من الروائية أحلام مستغانمي، عبد الله ركيبي، مرزاق بقطاش، عبد الله شريط، طاهر وطار، رشيد بوجدرة، مختار نويوات، عبد الحميد بن هدوقة، طاهر جاووت، عبد المجيد مزيان، مرزاق علواش، محفوظ قداش. أما من بين ممثلي الاسرة الفنية والطرب يكرم كل من رابح درياسة، حمدي بناني، حدة بقار، خليفي أحمد، حنفي بن عيسى، الحاج محمد الغفور، سيد علي بن مرابط، سلوى، الشاب حسني، صادق البجاوي، صليحة الصغيرة، الهاشمي قروابي، دحمان الحراشي، دحمان بن عاشور، شريف خدام، عبد الرحمن قاسم، زوليخة، عبد الكريم دالي. بالإضافة الى رفاق الخشبة والممثلين والمخرجين، نجد كل من نورية قازدارلي، فريدة صابونجي، محمد عجايمي، مصطفى بديع، عيسى جرموني، كاتشو، محمد راشدي، حاج عبد الرحمن، المفتش الطاهر، يحيى بن مبروك المدعو «لبرانتي»، عز الدين مجوبي، عمار بارا، دحمان بن عاشور، حسن الحسني، رويشد، عبد القادر علولة، عبد القادر جغلول. كما يتم الليلة الاعلان عن إصدار مؤسسة بريد الجزائر، لطابعي بريديين تخليدا للفنانتين: «وردة الجزائرية» و» فضيلة الدزيرية «. في سياق آخر، سيشرف وزير الثقافة الجزائرية عز الدين ميهوبي، على مراسيم حفل توزيع جائزة رئيس الجمهورية «علي معاشي للمبدعين الشباب» الذين لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة - والتي أنشأت بموجب مرسوم رئاسي سنة 2006- الذي يحتضنه سهرة الغد مركب التكوين لسوناطراك بمدينة مستغانم.