في سابقة أولى من نوعها كرمت جريدة " الشعب" أمس مجموعة من عمالها في الأقسام الثلاثة التحرير والتقني والإدارة جاعلة من المبادرة عشية استقبال العام الجديد خطوة انطلاق لتحفيزات أخرى مستقبلا تصب في مضمون واحد: إعطاء الاعتبار للجهد الإنساني محرك كل تطور وبناء نحو الأجود والأفيد في زمن تسقط فيه الحواجز والحدود عدا حدود النوعية الصحفية وأخلاقيات المهنة. وشمل التكريم الذي لقي الاستحسان والترحيب الصحافيين الثلاثة سعيد بن عياد، وسلوى روابحية وفضيلة بودريش، ونصيرة قرازم ونادر مصطفى من الإدارة وسالمي الصادق وعبد الله بكري من القسم التقني. وكشف المدير العام عزالدين بوكردوس صاحب المبادرة عن بعد الالتفاتة ودلالتها واعدا بتكريمات أخرى لرجال مهنة المتاعب في يومية الشعب بمناسبات لاحقة في صدارتها اليوم الوطني لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة. وذكر بوكردوس بهذه الحقيقة في حفل التكريم الذي جرى في جو بسيط بعيدا عن تقاليد البروتوكول زادته قوة تعبيرية ومضمونا يحمل قيمة خاصة، بحضور السفير الفلسطيني محمد الحوراني، ود.امحند برقوق مدير مركز "الشعب " للدراسات الاستراتيجية ، ود.حمود صالحي من جامعة كاليفورنيا، ود. صالح سعود ود. محمد لعقاب من كلية العلوم السياسية والإعلامية. وقال في هذا الصدد بلغة السهل الممتنع :" أن التكريم يحمل هذه المرة الخصوصية والتمايز لأنه خص عمال يومية "الشعب " وليس من هم خارجها مثلما جرت العادة، حاملا نكهة واستثناء."وأثنى على مسار اليومية المهني التي تحرص على التوازن في العمل الصحفي والكتابة بلغة واقعية لا تعتمد التهويل والمبالغة وعدم تقدير الوقائع والأحداث جريا وراء مزيد من المقروئية، وهي لم تركب موجة الظروف الطارئة والأحداث الساخنة إبراز في أولى صفحاتها مواضيع الإثارة والسيسبانس، لكن تهادن غايتها تقديم عمل متزن موضوعي إلى ابعد الأحوال والظروف. وأكد عزالدين بوكردوس أن هذه القاعدة تسير عليها الشعب ولاتحول عنها قيد أنملة إدراكا منها بجدوى قدسية العمل الإعلامي الذي لا يسابق الأحداث ويوجهها حسب الإثارة بصب الزيت على النار. واتضح هذا في أكثر المواقع سخونة وتحولا آخرها استحقاق الفريق الوطني وتأهله إلى مونديال جنوب أفريقيا بتحد كانت الشعب في عمق الحدث من أم درمان بالسودان بعد القاهرة، وليس هذا بغريب عن اليومية السائرة على هذا الدرب احتراما لأخلاقيات المهنة ونقاء الضمير وروح الموضوعية التي تصمد أمام كل بناء غير مؤسس لا تراعي العمل الصحفي ويوجهه حسب الإثارة والنظرة المصلحية. وتوقف د. صالح سعود عند هذه الميزة، وقال سعود الذي عمل كصحفي في الجريدة في فترة 1974 1978 ، بعد أن أهدى كتابه الجديد عن الاستراتيجية الفرنسية بالجزائر لعز الدين بوكردوس، وآخر لسعادة السفير الفلسطيني، انه يشهد على خصال الشعب في تخرج دفعات من الإعلاميين البارزين الذين يصنعون مجد العناوين الصحفية الخاصة ورواجها في أكثر من موقع ومكان. ومن جهته نوه السفير الفلسطيني بجريدة "الشعب" التي حملت القضية الفلسطينية في الوجدان ودافعت عنها في كل الظروف والأحوال مشيدة على روح التصالح والتسامح بين الفصائل معبرة عن الأمل في أن تكون السنة الجديدة للتلاحم وتوديع سنين التفرقة والشرخ المستفيد الأول والأخير منه العدو الإسرائيلي. واعترف السفير الحوارني بالظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وكانت السنة الماضية احلكها وأكثرها تعقيدا تترجمها الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة وتداعياتها، وتداعيات الحصار على الشعب الفلسطيني برمته في الوطن الجريح، ومرامي تهويد القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، لكن رغم ذلك يبقى الأمل قائما في تجاوز الظرف الطارئ والاضطراب اعتمادا على الطاقات الفلسطينية الحية التي هي ابعد من أن تختزل في الزمن الصعب، وتلو كل الحسابات. وشدد السفير الحوراني على ما تقوم به الشعب من مبادرة في مناسبة تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية بالجزائر وإصدارها أسبوعيا ملحقا مقدسيا يعرف الأجيال باسم القدس ومكنونه السياسي والحضاري وعنوان صموده ونضاله وتحدياته لأكبر مشروع تهويدي على الإطلاق، ونجح الملحق " الشعب المقدسي" الذي يصدر كل خميس في تبوأ موقعا إعلاميا يشد اهتمام رجال الفكر والثقافة والمواطن الجزائري الذي لم تمنعه همومه اليومية من متابعة ما يجري في القدس زهرة المدائن وملتقى الأديان السماوية التي حملها في القلب وتقبل المقولة المشهودة عنها " معها ظالمة أو مظلومة".ولم يعدل عنها حتى تحررها النهائي من براثن الاحتلال الإسرائيلي عاصمة أبدية لفلسطين الحرية والاستقلال. فنيدس بن بلة أراء المكرمين عبر الصحافيون والعمال بجريدة الشعب عن ارتياحهم الكبير للتكريم الذي حظيوا به في بادرة أولى من نوعها مؤكدين أنها وقفة تقدير واعتبار للجهد الإعلامي في ترقية المهنة وإعطائها حق قدرها من الرعاية والاهتمام. ❊ وقال سعيد بن عياد في تصريح بهذا الشأن : " أن تكريمي في هذا الجو الاحتفائي المتميز، يحمل نكهة خاصة. وأرى انه تكريم لكل زملائي وزميلاتي في المهنة، يؤسس بفضل صاحب المبادرة المدير العام لإرساء تقاليد قيمية غير مادية على الدوام تبعث من جديد شعلة الأمل والتحفيز للأجيال التي تلج هذه المهنة حاملة اسم المتاعب." وأضاف بن عياد :" أن التكريم يحمل في ذات الوقت مسؤولية أخرى لمضاعفة العمل المهني وترميم العلاقات الإنسانية في محيط المهنة التي نحتاجها ونتطلع إليها في كل الظروف." ❊ ومن جهتها اثنت سلوى روابحية على اللفتة التكريمية التي جاءت مع توديع عام واستقبال آخر حبلى بمزيد من العطاء الإعلامي :" أن المبادرة مشجعة، وهي لفتة كريمة من مسؤولي جريدة الشعب غير منتظرة في ظل تعودنا على تكريم من هم خارج العنوان. أما تكريم عمال الجريدة انطلاقا من الجهود المبذولة طيلة السنين فهي سابقة تحمل دلالات ومعاني كثيرة. وهو تشجيع مستمر لبذل مزيد من الجهد لتحسين الجريدة وكسبها المصداقية في فضاء إعلامي يحتدم بالمنافسة." ❊ ورأت فضيلة بودريش في التكريم وقفة عرفان واعتراف اكبر من بادرة تشجيعية وتحفيز. وقالت انه يدعو إلى مزيد من الجهد الصحفي لإتقان العمل ونوعيته التي تحتاجها الشعب دائما. ❊ ونوه عبد الله بكري رئيس التحرير التقني بالتكريم وقال أن كل الشكر والثناء يذهب للمسؤولين مع الأمل أن تتكرر من اجل إعطاء الاعتبار لكل عامل يؤدي واجبه على الوجه الأكمل. ❊ وعلى هذا الدرب سار سالمي الصادق، وقال: أن التكريم يحمل قيمة وتقدير اكبر من الكلمات والعبارات، وكم هي مجدية المبادرة في هذا الظرف لإعطاء الاعتبار للعمل حامل القدسية إلى ابعد حدود. رصدها: