الخيار العسكري مستبعد لاحتواء الازمة الخليجية أعرب مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية عن استغراب واستنكار دولة قطر الشديدين لوصف عدد من مسؤولي دول مجلس التعاون إغلاق المجالات البرية والبحرية والجوية مع قطر بأنه مقاطعة رغم إجماع الأوساط الدولية على أنه حصار غير قانوني يهدف بشكل معلن إلى الضغط على دولة قطر وسكانها من مواطنين ومقيمين. أضاف أن ذلك يأتي لتحقيق أغراض سياسية، ووصفه بأنه مخالف لروابط الأخوّة والمبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية وكل الشرائع السماوية وقواعد القانون الدولي والإنساني. أكد أن قطر، وحفاظا على العلاقات الأخوية، ترفض أن تتخذ إجراءات مماثلة بتوجيه الاتهامات ضد الدول الخليجية الشقيقة في هذا الشأن على الرغم من ثبوت صحة هذه الاتهامات دولياً على العديد من الأشخاص والكيانات التي تحمل جنسيات هذه الدول، وفقاً لقوائم التصنيفات الإرهابية الصادرة عن الأممالمتحدة. شدد المسؤول على أن دولة قطر لا تحتاج إلى إغاثة غذائية أو دوائية فهي يمكنها الصمود اقتصادیا وتأمین الإمدادات، و ما زالت تقدم المساعدات إلى المناطق المنكوبة، انطلاقاً من مبادئها الراسخة لمد يد العون للإنسانية جمعاء. أوضح أن عرض وزير خارجية السعودية عادل الجبير بتقديم مساعدات غذائية ودوائية لدولة قطر يؤكد بالدليل القاطع أن غلق المنافذ البرية والمجالين الجوي والبحري من قبل الدول الخليجية الشقيقة يعد حصاراً وليس مقاطعة. العبادي ضد العزلة المفروضة على الشعب القطري ردا على هذه التصريحات، أكد وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد، أنها مجرّد إدعاءات باطلة وغير صحيحة، معتبرا الاجراءات العقابية التي اتخدتها الشقيقات الخليجيات ضد قطر «إنما هي خطوات سيادية لحماية أمننا وسلامة أوطاننا مع مراعاة العلاقات الأسرية بين شعبنا الواحد». لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خالفه الرأي وأعلن بأن العزلة التي تفرضها السعودية ودول عربية أخرى على قطر تضر المواطنين العاديين لهذا فهو يعارضها، فالأنظمة - كما قال-لا تتأثر بالحصار وإن الحصار يضّر الشعوب. قال العبادي بأنه سيسعى في الرياض للحصول على توضيحات من السعودية بشأن الاتهامات التي وجهتها لقطر. تلويح بتصعيد الضغط الاقتصادي قال سفير الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن يوسف العتيبة، إنه لا يوجد جانب عسكري للخطوات التي اتخذتها قوى عربية ضد قطر التي تتهمها تلك الدول بدعم الإرهاب، لكن من الممكن تطبيق المزيد من الضغط الاقتصادي.أضاف السفير يوسف العتيبة للصحفيين في واشنطن «لا يوجد على الإطلاق جانب عسكري لأي شيء نفعله». لوح السفير الاماراتي لدى واشنطن الى تصعيد للضغط الاقتصادي مجددا ما لم يحدث تغير في السياسة القطرية، و قال إن الدول الأربع تعد قائمة مطالب لقطر تتعلق بشكل كبير بالمجالات الثلاثة المتعلقة بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول والهجمات من خلال منصات إعلامية مملوكة لقطر. جهود الوساطة على أكثر من جبهة هذا وتتواصل جهود الوساطة لحلحلة الازمة الخليجية، و في السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تسعى عبر اتصالات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من القادة والمسؤولين في الدول المقاطعة لقطر إلى تقريب وجهات النظر قبل نهاية شهر رمضان، نافياً في الوقت ذاته أن تكون تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة موجهة للسعودية، ومؤكداً أن الملك سلمان وحده القادر على حل أزمة قطر. قال زير الخارجية التركي، إن زيارته للدوحة تأتي في إطار جهود بلاده لحل الأزمة بين الدوحة والدول الخليجية قبل نهاية شهر رمضان. يبدو جليا أن المساعي السياسية والجهود الدبلوماسية لاحتواء أزمة قطر تسير في اتجاهات مختلفة، فهناك محاولات عدة تبذلها أطراف مختلفة لرأب الصدع.