يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الخميس بزيارة رسمية الى اسبانيا يترأس خلالها مناصفة مع رئيس الحكومة الاسبانية السيد خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو اشغال الاجتماع الرابع رفيع المستوى الجزائري-الاسباني. وسيسمح هذا الاجتماع لكلا الجانبين بالشروع في دراسة معمقة للعلاقات الثنائية و افاق تطويرها في مختلف مجالات التعاون. ويندرج هذا اللقاء في القمة بين الجزائر و اسبانيا بعد ذلك الذي عقد بالجزائر يوم 12 ديسمبر 2006 خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجهاز التنفيذي الاسباني السيد خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو الى الجزائر في اطار تجسيد معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعت في اكتوبر 2002 بمدريد بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما توج الاجتماع الاخير الذي عقد بالجزائر بالتوقيع على اتفاقية حول تسليم المتهمين بين البلدين. وتاتي عملية التوقيع على هذه الاتفاقية لتعزيز التعاون القضائي بين البلدين بعد اتفاق التعاون في الميدان الجنائي و ذلك الخاص بالمجال المدني و التجاري الموقعين على التوالي سنتي 2004 و 2005. وقد عرفت العلاقات بين الجزائر و مدريد منذ ازيد من عشرية تطورا زهاماس سيما على المستوى السياسي تم تجسيده من خلال تبادل زيارات مسؤولين سامين من كلا البلدين. وقد اكدت الجزائر و اسبانيا في مناسبات عدة عن ارادتهما و تمسكهما بمواصلة و تعميق الحوار السياسي على مستوى عالي و تطوير تعاون معزز و متعدد الاشكال في جميع المجالات من اجل ارساء شراكة اقتصادية متميزة. كما يتقاسم البلدان نفس التصورات بخصوص عديد المسائل الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك على غرار مكافحة الارهاب و الهجرة غير الشرعية و الصحراء الغربية و الوضع في الشرق الاوسط والحوار الاورومتوسطي. وبخصوص مسالة الصحراء الغربية ما فتئت الجزائرواسبانيا تؤكدان تمسكهما بحل عادل و نهائي للنزاع في اطار الشرعية الدولية و لوائح الاممالمتحدة ذات الصلة ولطالما اعربتا عن ارادتهما في المساهمة في تحقيق هذا الهدف عبر الحوار السياسي بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليزاريو) في اطار الاممالمتحدة. من هذا المنظور تامل الجزائر ان ترى اسبانيا تلتزم بشكل فعال في تنظيم استفتاء لتقرير المصير يسمح بالتعبير عن الارادة السيدة لشعب الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية و ذلك انطلاقا من مبدا ان اسبانيا كانت تحتل الصحراء الغربية من 1885 الى 1975 و بالتالي لا يمكنها ان تظل غير مبالية بمصير شعب هذا الاقليم. من جانب اخر تولي كل من الجزائر و اسبانيا اهمية كبيرة لترقية حوار حقيقي للحضارات و الثقافات في صالح التقارب بين الشعوب.