أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بمدريد على الطابع "الشامل" الذي يميز العلاقات الجزائرية-الإسبانية موضحا لدى تنشيطه ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإسباني ميغال انخال موراتينوس عقب الاجتماع الرابع رفيع المستوى الجزائري-الإسباني أن العلاقات بين البلدين قد سجلت تطورا على قدر كبير من الأهمية تتميز بارتفاع المبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة . وأضاف مدلسي أن تواجد المؤسسات الإسبانية في الجزائر قد سجل تطورا مطردا مشيرا إلى أن التعاون الثنائي لا يقتصر على الطاقة فقط وإنما كذلك على قطاعات أخرى على غرار المياه والصيد البحري والخدمات، معربا في ذات الوقت عن إرادة البلدين في توسيع هذا التعاون إلى مجالات الطاقات المتجددة. وأوضح مدلسي أن هذا الاجتماع الرابع على مستوى القمة قد رسخ صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية الإسبانية التي لا ينبغي أن تتركز فقط على الاقتصاد وإنما أيضا على التعاون البشري من خلال التعاون العلمي والتقني والثقافي. وبخصوص تنقل الأشخاص أكد الوزير أن الجهود التي بذلتها إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة تظل غير كافية مقارنة بما ينتظره الجزائريون.كما أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه القمة الثنائية كانت مناسبة للتطرق لعديد المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على غرار ملف الصحراء الغربية والساحل والشرق الأوسط ومبادرة 5+5. وظاهرة الهجرة غير الشرعية .أما في موضوع اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن هذه العلاقة "على قدر كبير من الأهمية" وأنه لا مجال للتراجع عن هذا الاتفاق مضيفا أنه بحاجة فقط لصيغ جديدة للعمل بشكل اكثر انفتاحا وتوازنا. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد عبرعن ارتياحه الكبير لتطور علاقات التعاون الجزائرية-الإسبانية في برقية وجهها إلى ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول في ختام زيارة الدولة التي قادته أمس الأول إلى مدريد، قائلا : "لا يفوتني أن أعرب لكم عن عظيم ارتياحي لتطور العلاقات الجزائرية-الإسبانية التي ما انفكت تنمو لفائدة شعبينا".مضيفا قوله "أود في ختام زيارتي لمدريد أن أعبر لجلالتكم باسم وفدي وباسمي الخاص عن صادق شكرنا على حفاوة الاستقبال الذي حظينا به". وقد غادر رئيس الجمهورية مدريد بعد زيارة رسمية إلى إسبانيا ترأس خلالها مناصفة مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو أشغال الاجتماع الرابع رفيع المستوى الجزائري-الإسباني.ورافق الرئيس بوتفليقة خلال هذه الزيارة وفد وزاري هام. وعكفت القمة الجزائرية-الإسبانية على تقييم دقيق للعلاقات الثنائية وآفاق تطويرها في مختلف مجالات التعاون. ويندرج هذا اللقاء رفيع المستوى الجزائري-الإسباني الذي يعقب ذلك الذي انعقد بالجزائر في 12 ديسمبر 2006 بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو إلى الجزائر في إطار تطبيق معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعت في أكتوبر 2002 بمدريد خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتفليقة.