شهدت سهرة الأربعاء حفل إطلاق المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية العدد الأول من المجلة الشهرية «ثقافات». الحفل الذي احتضنه فندق الهلتون، حضره كل من وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي أكّد على ضرورة دعم هذا العنوان الجديد، الذي جاء لتغطية فراغ سببه غياب المجلات الثقافية، كما دعا إلى عدم إقصاء الأقلام الراغبة في المساهمة به وإثراء محتواه. اعتبر ميهوبي بأن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كسبت رهانها في تجاوز كونها مجرد مؤسسة لنشر الكتاب، والانتقال إلى أمر شكّل فراغا كبيرا في حياتنا الثقافية وهو غياب المجلات الثقافية، «وهو رهان ندعمه ونقف إلى جانبه»، يقول الوزير، مضيفا بأنّ كل النّاشطين في القطاع الثقافي مطالبون بدعم هذا العنوان، الذي هو منبر للمثقفين والكتاب ومن يشعر بالغيرة على الثقافة. وأضاف ميهوبي: «يوجد في الخارج تنوع كبير في الإصدارات التي تعنى بالإبداع فينا لا نجد عندنا سوى مجلات تصدر في عدد أو ثلاثة وتتوقف»، وكشف أن ما يخشاه على هذا العنوان الجديد هو أن لا يكمل المسيرة ولكن إذا وجد الدعم فهذا لن يحدث. كما أكّد الوزير رفضه التام لأن يتم إقصاء أي كان من هذه المجلة، فالجميع يجب أن يجدوا مساحة للكتابة، ودعا إلى دعم المجلة بنصوص تراثية والتفتح على الثقافة العالمية، وأضاف بأن على «ثقافات» أن تكون عنوانا محترفا. ودعا الوزير إلى وجود عناوين أخرى، مذكرا بمجلة «أمال» ومجلة «الثقافة» التي هي جاهزة للعودة إلى الصدور كما قال، إلى جانب المجلة الفنية التي سيصدرها الديوان الوطني للثقافة والإعلام. «لقد تجاوزنا التعامل السطحي مع الثقافة إلى مناقشة القضايا المهمة، وهو أمر يدعو إلى الاعتزاز»، يقول ميهوبي. من جانبه، اعتبر حميدو مسعودي، المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ومسؤول نشر المجلة، بأنّ إطلاق «ثقافات» في هذا الوقت بالذات هو «التزام بضرورة مواصلة رهان الثقافة بصفتها جدارا مانعا وعمودا ثابتا في أساسات البيت المدني»، مضيفا بأن اختيار موضوع الذاكرة حجر أساس لهذا العدد هو دليل على هذا الالتزام تجاه إرثنا المادي والمعنوي الممتد لآلاف السنين. للإشارة، فقد ركّز العدد الأول من «ثقافات»، التي يدير تحريرها الزميل رشدي رضوان، على موضوع استرجاع الذاكرة ومسألة الأرشيف الجزائري في فرنسا، فيما ركّز الشق الصادر باللغة الفرنسية على التوجهات الكبرى للكتاب الجزائريين.