كشف، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، أمس، عن رصد غلاف مالي يقدر ب 10 مليار دينار لمكافحة التصحر من مجموع 200 دينار جزائري خصص لقطاع الفلاحة والتنمية الريفية، مضيفا أن مصالحه ستشرع في توسيع السد الأخضر ب 100 ألف هكتار خلال الخمسة سنوات المقبلة. وأوضح، وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، أمس، في ندوة صحفية نشطها بمعية المدير العام للغابات، ومدير وكالة الفضاء الجزائرية على هامش يوم إعلامي حول الخريطة الوطنية للتحسيس بالتصحر عن طريق الإستشعار عن بعد، أن برنامج مكافحة التصحر سيتدعم ببطاقة جديدة للتحسيس بالتصحر أنجزت من قبل وكالة الفضاء الجزائرية، وهي البطاقة الوطنية التي من شأنها تحديد المناطق المهددة بالتصحر وتوجيه، بدقة، برامج مكافحة هذه الظاهرة على المستوى الوطني والمحلي، حيث ستوزع الخرائط على رؤساء البلديات التي شملتهم الدراسة لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع زحف الرمال. وأشار، السيد بن عيسى، في هذا السياق، إلى أن الخريطة الوطنية التي تعد الثانية من نوعها بعد تلك التي أنجزت في 1996 شملت بالدراسة 12 ولاية وهي النعامة، تلمسان، البيض، سعيدة، تيارت، الأغواط، الجلفة، المسيلة، باتنة، بسكرة، خنشلة، تبسة على مساحة إجمالية قدرت ب 27 مليون و435 ألف هكتار، وهي الخريطة التي ستساهم في ترشيد أحسن لاستعمال الأموال وتوجيه كل البرامج التي تجسد ميدانيا في إطار مكافحة التصحر حيث ستحدد بشكل علمي ودقيق المناطق الأكثر حساسية للتصحر وطرق مكافحة الظاهرة، وفي هذا السياق، شدد وزير الفلاحة على ضرورة تكاثف جهود كل الفاعلين بما في ذلك المواطنين لإنجاح برنامج مكافحة التصحر. وعن هذا الأخير، أوضح السيد بن عيسى، أنه مبني على أربع توجهات، التوجه الأول تقوية السد الأخضر وتوسيعه بحوالي 100 ألف هكتار في الفترة الممتدة من 2010 إلى ,2014 حماية مناطق تواجد الحلفاء على مستوى 3 ملايين هكتار مع حماية وتثمين المراعي على مستوى 32 مليون هكتار، إلى جانب استصلاح مناطق زراعة الأعلاف في بعض المحيطات المسقية من أجل توفير المواد العلفية (الشعير والصفصفة..). ويندرج، برنامج مكافحة التصحر، حسب ذات المسؤول، ضمن البرامج الأربعة للتجديد الفلاحي والمتمثلة في حماية الأحواض المنحدرة على مستوى 13 مليون هكتار، حماية وإرشاد التراث الغابي على مستوى 1,4 مليون هكتار، مكافحة التصحر على مستوى حوالي 20 مليون هكتار، وحماية وتثمين المناطق المحمية والحظائر الوطنية. وباستلام الدراسات والجرد الوطني للغابات وحماية الأحواض المنحدرة سيتم تحديد الإجراءات التي يتعين اتخاذها من منطقة إلى آخرى ومن بلدية إلى أخرى من خلال المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المندمجة والبرامج القطاعية اللامركزية، وفي هذا الشأن، أشار مدير العام للغابات السيد عبد المالك تيطاح، إلى إنجاز 465 مشروعا جواريا سنة 2009 من مجموع 12 ألف مشروع جواري ينتظر تجسيده في آفاق .2014 وعن نتائج دراسة وكالة الفضاء الجزائرية التي شملت 12 ولاية سهبية، أوضح مدير الوكالة السيد عز الدين أوصديق أن النتائج بينت أن المساحة المتصحرة خلال 13 سنة بلغت 5,0 بالمائة في حين استطعنا استرجاع 800 ألف هكتار من المناطق الحساسة للتصحر، وأصبحت متوسطة التصحر ما يعني أنه بإمكاننا استرجاع الكثير من المناطق المهددة بالتصحر اليوم بفضل الخريطة الوطنية والبرامج الوقائية المحددة من قبل الوزارة الوصية.