أكد رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية أن محاربة التصحر تدخل في إطار البرامج الأربعة الخاصة بالتجديد الفلاحي، حيث أشار في هذا الصدد إلى استلام خرائط دقيقة تم إعدادها على مستوى وكالة الفضاء الجزائرية، الهدف منها تحديد المناطق المهددة بالتصحر، بما يسمح بإعداد مخطط محكم يتضمن وسائل دقيقة لمواجهة هذه الظاهرة، علما أن الوزارة الوصية خصصت غلاف مالي لمحاربة التصحر مقدر ب 10 ملايير دينار جزائري سنويا في إطار البرنامج الخماسي الممتد من 2009 إلى 2014. لم يتردد وزير الفلاحة خلال اللقاء الذي جمعه أمس بإطارات القطاع حول »الخريطة الوطنية للتحسيس بالتصحر عن طريق الاستشعار عن بعد« بمقر الوزارة في الاعتراف بالتصحر كخطر حقيقي يهدد عدد كبير من ولايات الوطن، حيث أكد أن الهدف الرئيسي من إعداد هذه الخريطة التي تعد الثانية من نوعها بعد تلك التي تم إعدادها سنة 1996 هو تقييم تطورات ظاهرة التصحر، الأمر الذي يسمح في رأيه بإيجاد رؤية جيدة لإنجاز البرنامج الخماسي 201-2014 الموكل تنفيذه لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية في إطار سياسة التجديد الفلاحي والريفي. وفي هذا السياق أوضح بن عيسى أن هذه الخريطة التي تم إعدادها من طرف وكالة الفضاء الجزائرية »أزال« تمكن من معالجة الظاهرة بطريقة عقلانية وعلمية، عن الطريق العمل على جميع المستويات في نفس الوقت وتحديد الإجراءات اللازمة من أجل التصدي إلى الظاهرة والقيام بالتصحيح المناسب في الوقت المناسب. وتأتي هذه المبادرة الخاصة بمكافحة التصحر حسب ما صرح به الوزير في إطار برنامج خاص يدخل ضمن البرامج الأربعة للتجديد الفلاحي وهي حماية الأحواض المنحذرة، حماية وإرشاد التراث الغابي، مكافحة التصحر، بالإضافة إلى حماية وتثمين المناطق المحمية والحظائر. ويتضمن برنامج مكافحة التصحر حماية السد الأخضر الذي تقدر مساحته ب 360 ألف هكتار وتوسيعه بحوالي 100 ألف هكتار خلال الفترة الممتدة ما بين 2010 إلى 2014، حماية مناطق تواجد الحلفاء، حماية وتثمين المراعي، وكذا إطلاق مشاريع جوارية لمكافحة التصحر الهدف منها إشراك المواطنين المعنيين وتحسين ظروف معيشتهم لا سيما في المناطق الريفية، وقد بلغ عدد هذه المشاريع 465 مشروع سنة 2009 من أصل 12 ألف مشروع مبرمجة حتى سنة 2014 ما بين مشاريع جوارية خاصة بالتصحر وأخرى موجهة للتنمية المدمجة. ويؤكد بن عيسى أن الوزارة الوصية استلمت هذه الخرائط التي قامت بإعدادها وكالة الفضاء الجزائرية بعد دراسة شملت 12 ولاية سهبية تتربع على مساحة 27 مليون و340 ألف هكتار، وتستمد الدراسة معطياتها من ثلاث أقمار صناعية أحدها جزائري وهو ألسات 1، قمر اصطناعي هندي وهو »إي أر أس« وآخر أمريكي »تي أم«. من جهته أكد المدير العام لوكالة الفضاء الجزائرية أن الدراسة المعدة في هذا الإطار حددت 5 مستويات من التهديدات، تشمل خمسة مناطق، حيث نجد المنطقة الأولى وهي تضم المساحات غير المعنية بالخطر، منطقة ثانية وهي المعرضة للخطر بطريقة خفيفة ومتوسطة، المناطق الحساسة، ليأتي الدور على المناطق المتصحرة.واستنادا للتوضيحات التي قدمها نفس المتحدث فإن مساحة الأراضي التي خسرتها الجزائر خلال ال 13 سنة الأخيرة بلغ 70 ألف هكتار وهي لا تمثل سوى 0.5 بالمائة من المساحة العامة، علما بأن 800 ألف هكتار من الأراضي أصبحت متوسطة الحساسية بعدما كانت حساسة، الأمر الذي اعتبره المتدخل ايجابيا خاصة وان 70 بالمائة من السهوب تنتمي إلى المناطق المتوسطة الحساسية والحساسة.