يوما بعد يوم تتواصل جرائم المستوطنين المباشرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني،علاوة على الحصار و العدوان المستمر، المتمثل باستمرار الاستيطان ونهب الأراضي في عملية منظمة وهمجية يشنها قطعان المستوطنين كل يوم ضد أبناء شعبنا العزل وممتلكاتهم في مدينة القدس وكافة أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، كل ذلك يجري في ظل حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي ورعايته بل وتشجيع منه. وقد مثلت الجريمة الأخيرة التي اقترفها هؤلاء المستوطنون في مدينة الخليل حين أقدم أحد غلاة المستوطنين بشكل متعمد كما بينته شاشات التلفاز بدهس مواطن فلسطيني بدم بارد تحت عجلات سيارته بهدف قتله، وقد نقلت هذه المشاهد المروعة أحدى كاميرات الهواة لتنقل للعامل أجمع هذا الفعل الإجرامي الذي جرى على مرأى ومسمع من جنود وشرطة الاحتلال كما أسلفت ، تلك الجريمة عبرت عن حجم الوحشية التي يتميز بها هؤلاء المستوطنين وكم يكنون من العداء لشعبنا ويمارسون سياديتهم المقيتة وهم يمارسون القتل بحق أبناء شعبنا ،إن هذه الجريمة والتي شاهد ها العالم عبر الفضائيات استفزت دون شك كل المشاعر الإنسانية لكل صاحب ضمير حي، الأمر الذي يمكن لو أحسنا التعامل معه أن يرتد سلبا على المجرمين القتلة، وهذا يتطلب دون شك العمل على رفع وتيرة التحرك على المستويات الرسمية والدبلوماسية كافة لفضح جرائم إسرائيل ومستوطنيها، وبيان حجم الخطورة والضرر الذي يلحقه المستوطنين بحق شعبنا وبالتالي خطرهم على أية عملية سلام مستقبلية. كما أن استمرار هذه الجرائم بحق شعبنا وممتلكاته دون أي إجراءات رادعة تمثل بكل وضوح عمليات إرهابية منظمة ينفذها غلاة المستوطنين وترعاها وتحرض على المزيد منها حكومة اليمين الإسرائيلي بكل مستوياتها، كما توفر لها في نفس الوقت الغطاء والحماية عبر قواتها وأجهزتها المنتشرة فوق الأراضي الفلسطينية المحتل يخفى على أحد إن هؤلاء المستوطنين باتوا يشكلون جيشا إضافيا لأكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا ووحشية ، بهدف إرهاب وتهجير شعبنا وتأبيد احتلال أراضيه الأمر الذي يضع كل هذه الإعمال في مصاف إرهاب الدولة المنظم. إن استمرار هذه الإعمال والجرائم العدوانية وتصاعدها بات يتطلب على المستوى الرسمي التوجه فوراً لتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية كافة ومطالبتها بإدانة حكومة الاحتلال وإجبارها إلى وقف عدوانها وجرائم مستوطنيها، والسعي لاستصدار القرارات الرادعة واتخاذ التدابير العاجلة لوقف الجرائم وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وعلى المستوى الفلسطيني يتطلب من القوى الوطنية والإسلامية كافة ،العمل على اعتماد إستراتيجية متفق عليه لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ومستوطنيه، وتوفير كل مقومات الصمود لجماهير شبعنا، والمباشرة دون تردد لتصعيد الكفاح الشعبي المقاوم ضد كافة مظاهر الاحتلال ومستوطنيه، و الإسراع في بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية لقيادة فعاليات التصدي للاحتلال ومواجهة اعتداءاته المتواصلة على شعبنا وصولا لدحره نهائيا عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.