تشهد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تصعيدا خطيرا لحملات قمع همجية واعتداءات مستمرة تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة والمستوطنون المتشددون من جهة أخرى بتزكية من إدارة الاحتلال، في مسعى لتضييق الخناق على الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم رغم المعاناة التي يتخبطون فيها جراء الاحتلال. وضمن المخططات الإسرائيلية لتهويد الأراضي الفلسطينية والقضاء على كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين التاريخية اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس قرارا بهدم عقار عربي إسلامي في بيت حنينا بمدينة القدسالمحتلة. وادعت ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" بأن العقار والأرض تمت مصادرتهما منذ عام 1968 ضمن مشروع مصادرة الأراضي الكبيرة في مدينة القدس الشريف مما جعل المحكمة الإسرائيلية تصدر قرارا بهدم العقار الذي تقيم فيه عائلتان فلسطينيتان وإخلاء الأرض. وأصدرت المحكمة الإسرائيلية القرار في جلسة واحدة دون إعطاء أي فرصة للاستئناف وهو ما يؤكد التواطؤ المعلن للقضاء الإسرائيلي مع إدارة الاحتلال على حساب كل ما هو فلسطيني وعربي مسلم في المدينة المقدسة وكل الأراضي الفلسطينية. وتحركت السلطات الفلسطينية باتجاه منع ترحيل العائلتين الفلسطينيتين من العقار بحيث ثم توكيل محامي للمتابعة في قرار المحكمة. وقال حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس أنه تم إجراء اتصالات مع الحكومة الأردنية لنضعها في التطورات المتعلقة بالقضية لكونها أرض خزينة أردنية. وأضاف أن السلطات الأردنية تبذل قصارى جهدها لمنع تنفيذ القرار الذي نزل كالصاعقة على مسامع العائلتين المقيمتين بهذا العقار الإسلامي. يذكر أن السلطات الأردنية سبق لها وأن تدخلت في نفس القضية شهر أفريل الماضي للحيلولة دون إخلاء العائلتين لكن ومع إصدار المحكمة الإسرائيلية لقرارها أمس تنعدم كل إمكانية للعدول عن طرد العائلتين المقدسيتين. وعمدت إدارة الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المرات إلى هدم منازل الفلسطينيين وإخلائهم من عديد المناطق بالمدينة المقدسة في سياق مساعيها لتهويد الأراضي الفلسطينية بالرغم من الجهود التي تبذلها هيئة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة بالتنسيق مع السلطات الأردنية من أجل ضمان الحفاظ على هذه الأراضي ومنازل المقدسيين. وإذا كان الفلسطينيونبالقدسالمحتلة يتعرضون يوميا لأسوء المعاملات والاعتداءات فان أولئك المقيمين بمحيط المستوطنات اليهودية يعانون الأمرّين، اعتداءات يومية يمارسها الجنود الإسرائيليون من جهة وحملات همجية يشنها ضدهم المستوطنون المتشددون في الجهة المقابلة. وهي الوضعية الخطرة التي تميز مدينة الخليل بالضفة الغربية والتي تشهد في الآونة الأخيرة تصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون اليهود في حق أبناء الشعب الفلسطيني في إطار سعيهم إلى توسيع مستوطناتهم العشوائية على حساب الأراضي الفلسطينية ويصبّون جام غضبهم على الفلسطينيين في كل مرة تحاول فيها إدارة الاحتلال إخلاء مستوطنة عشوائية. والمفارقة أن إدارة الاحتلال التي أصدرت قرارها بإخلاء هذه المستوطنة أو تلك يقف جنودها موقف المتفرجين إزاء الممارسات الهمجية التي يقترفها المستوطنون ضد الفلسطينيين، بل وتواصل شن حملاتها القمعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي هذا السياق داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مدينة نابلس ومخيم بلاطة المجاور وبلدة عصيرة شمال مدينة نابلس في الضفة الغربية. واقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية المدينة عبر مدخلها الشرقي قبل أن تتوغل إلى مركزها وتنتشر في محيط السوق التجاري. وقالت مصادر فلسطينية أن قوة عسكرية أخرى تمركزت على مداخل مخيم بلاطة الواقع على الأطراف الشرقية وأجرت عمليات دهم وتفتيش قبل أن تنسحب تاركة ورائها الخراب والدمار. ونفس الوضع عاشته بلدة عصيرة بعد أن اقتحمت قوة عسكرية البلدة وانتشرت الآليات في أحيائها وشوارعها وعلى مداخلها وشرعت في أعمال تفتيش من دون التبليغ عن حالات اعتقالات.