استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشدة تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن فيها قبوله استئناف المفاوضات مقابل تجميد الإستيطان لمدة ثلاثة أشهر، وتعهد فيها بعدم السماح بعودة المقاومة المسلحة، ووصفت الحركة ذلك الموقف بأنه انهزامي. وحذّرت الحركة ممّا دعته العودة إلى دائرة المفاوضات العبثية التي تعبر عن رغبة أميركية ومصلحة صهيونية للتغطية على استمرار الإستيطان وعمليات تهويد القدس. وفي بيان صحفي، قالت حماس إن عباس لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني، وهو غير مخوّل للتعبير عن آمال وطموحات الفلسطينيين. ووصفت تصريحه ذاك لصحيفة غارديان البريطانية بأنه يعبر عن نفسية انهزامية ويعكس وجهة نظره الشخصية، التي تشكل استثناء شاذا في مسيرة حركة التحرير الوطني فتح النضالية. واستهجنت حماس حرص عباس وفريق أوسلو على لقاء الصهاينة والتفاوض معهم في الوقت الذي يرفضون فيه الحوار الفلسطيني الداخلي دون شروط الرباعية الدولية الداعية للاعتراف بالاحتلال ونبذ سلاح المقاومة. من جانبه، ندّد ''أحمد بحر'' النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بتلك التصريحات، وأعرب في بيان صحفي عن رفضه للعودة لمسار المفاوضات العبثية المستمرة منذ قرابة عقدين من الزمن دون نتيجة. وحذّر ''بحر'' من طبخة تصفوية مشوهة يتم إعدادها وإنضاجها بصمت وراء الكواليس على حساب شعبنا وحقوقه وتطلعاته الوطنية. ودعا كافة القوى السياسية الحية والفعاليات الوطنية والمجتمعية والقيادات والشخصيات الإعتبارية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي إلى المبادرة لاتخاذ مواقف سريعة لكبح ما أسماه الخطر الداهم الذي يتربص بقضيتنا الوطنية. وكانت »غارديان« قد أشارت في عددها إلى أن عباس واقع تحت تأثير ضغوط أميركية مكثفة كي يبدأ مباحثات سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبحسب الصحيفة قال عباس إنه سيجري اتصالاته مع من سمتهم بحلفائه العرب، قبل أن يرد الخميس المقبل على دعوة للمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل بشأن استئناف مباحثات مع الجانب الإسرائيلي.