قتل سبعة من الصبية بالرصاص على يد شرطة الحدود الأفغانية قرب الحدود الباكستانية، حسب ما أعلنت مصادر أمنية يوم السبت. وعلى الصعيد السياسى رفضت حركة طالبان الدعوة الأخيرة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإلقاء السلاح والانخراط في الحياة السياسية، ووصفت هذه الدعوة بأنها عقيمة وسخيفة، وفي مقابل ذلك جددت بريطانيا تأييدها لدعوة كرزاي مؤكدة أنها لا تسعى إلى استسلام غير مشروط لطالبان. وجاء في بيان باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني لحركة طالبان إن هذه ليست المرة الأولى التي يريد فيها نظام كابل والدول الغازية ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي بإعلانهم المصالحة بالكلمات، بينما هم، عمليا، يحضرون للحرب. وكان كرزاي جدد الأحد الماضي في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابل دعوته لطالبان بالتخلي عن القتال والانخراط في الحياة السياسية، وقال إنه سيكثف جهوده لإقناع الحركة بذلك، وهي ذات الدعوة التي وجهها الرئيس الأفغاني لطالبان بمؤتمر لندن قبل ذلك بيومين وأيده حلفاؤه الغربيون. وقد اعتبر بيان طالبان السبت أن شروط كرزاي للمصالحة هي بمنزلة تصعيد للحرب بدلا من إنهائها، ووصفها بأنها دعوة عقيمة للاستسلام، وأضاف يريدون من المجاهدين أن يلقوا السلاح ويقبلوا بالدستور وينبذوا العنف، ولا يمكن لأي طرف أن يسمي هذا مصالحة. ورفضت طالبان كذلك الدعم الغربي لدعوة كرزاي، وعدتها محاولة لتضليل الناخبين الغربيين الرافضين للحرب، بأن قادتهم يريدون السلام بينما هم يعدون لهجوم جديد بولاية هلمند. وكان الجيش البريطاني أعلن أوليوم الجمعة أن قواته بدأت عمليات بطائرات مروحية في ولاية هلمند جنوبأفغانستان لتجهيز ميدان القتال لعملية كبيرة تشنها قوات حلف شمال الأطلسي »ناتو« ضد طالبان. وأشار البيان إلى أن طالبان قد تقبل بالحوار والمفاوضات ولكن من أجل تحقيق أهداف بعينها وعلى رأسها الاستقلال التام وتأسيس دولة إسلامية، على حد تعبيرهم. وفي إطار مشابه، أكد وزير الدفاع البريطاني بوب إينسوورث السبت أن القوى الغربية لا تسعى إلى استسلام غير مشروط لمقاتلي طالبان، لأن العديد منهم قد يكونون طرفا في تسوية. وقال: إن هناك فرصا هائلة لتشجيع طالبان على التوافق مع الحكومة الأفغانية وإن بريطانيا وحلفاءها في الناتو يرغبون في مساعدة كابل بأي طريقة نقدر عليها من أجل شق صف التمرد. واعتبر إينسوورث على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن أن ذلك قد يتحقق بإعطاء المقاتلين فرصة العودة للأمان، حيث يكونون مستعدين لاحترام الدستور وإلقاء السلاح، وأضاف أنه يمكن عندئذ تجريد التمرد من حصة كبيرة. وأكد أن التعهدات الغربية الأخيرة بإرسال مزيد من القوات والمساعدات إلى أفغانستان هدفها إظهار أن الناتو عازم على البقاء في أفغانستان حتى يمكن بدء تسليم السيطرة للقوات المحلية. وفي هذا الجانب كشف مسؤولون كبار من الولاياتالمتحدة وناتو السبت أن الدول الأعضاء بناتو تعتزم تعديل وليس توسيع حجم التزاماتها الراهنة تجاه أفغانستان، حيث سترسل المزيد من المدربين العسكريين عوضا عن القوات القتالية، وذلك لإعداد الجيش الأفغاني والشرطة لتولي المسؤولية. ونقلت وكالة رويترز عن الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن قوله السبت على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن إنه من المنطقي استخدام الموارد الحالية لتدريب الجيش الأفغاني والشرطة حتى نتمكن بالفعل هذا العام من بدء عملية تسليم المسؤولية عن الأمن للأفغان. وأكد راسموسن أنه تلقى ردودا إيجابية من الحلفاء وشركاء الحلف على طلباتهم بخصوص المزيد من المدربين وفرق التدريب. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حث حلفاء الأطلسي في اجتماع لوزراء الحلف في إسطنبول الأسبوع الماضي على تقديم أكثر من 4000 مدرب ومعلم، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا عاما على أنه من الأفضل وجود المزيد من المدربين ضمن القوات التي تعهد الحلفاء بإرسالها إلى أفغانستان . وعلى الصعيد الميدانى قتل سبعة من الصبية بالرصاص على يد شرطة الحدود الأفغانية قرب الحدود الباكستانية، حسب ما أعلنت مصادر أمنية السبت. وقال قائد شرطة الحدود الجنوبية محمد رازق: إن الحادث وقع الخميس بين منطقتي شوراباك وسبين بولدك جنوب ولاية قندهار جنوبي البلاد. وأضاف: أن الصبية السبعة وبينهم اثنان عمر كل منهما أقل من 18 عاما كانوا يجمعون الحطب عندما فتحت الشرطة النار، مشيرا إلى أن رجال الشرطة الستة الذين أطلقوا النار احتجزوا لاستجوابهم. وقال رازق: نحن بصدد استجواب المسؤولين عن الحادث، التحقيق سيثبت إن كان إطلاق النار متعمدا. ويعتقد أن سبين بولدك هي نقطة دخول المسلحين الباكستانيين الذين يتسللون إلى داخل أفغانستان لدعم مقاتلي حركة طالبان وشن هجمات على القوات الحكومية والدولية. وبلغ عدد القتلى المدنيين في أفغانستان أرقاما قياسية. وقالت الأممالمتحدة في تقرير نشرته هذا الشهر إن ألفين و412 مدنيا قتلوا في 2009 مقابل ألفين و118 في السنة التي قبلها، 70 ٪ منهم لقوا حتفهم في هجمات لطالبان. في المقابل تقول طالبان إن القوات الدولية والأفغانية هي المسؤولة عن الخسائر بين المدنيين، فيما يذهب العديد من الأفغانيين إلى القول إن هذه الخسائر يمكن تفاديها إذا كان الجنود الأجانب غير موجودين في البلاد.