اعتبر خلفه أن قانون العار الصادر عن البرلمان الفرنسي في 23 فيفري اعتمد استعمال بعض المصطلحات التي تبعد عنه شبهة الاستدمار، فعوض أن يقول استدمار واستيطان تعمد ذكر كلمة استعمار، خاصة بشمال إفريقيا، في نية مسبقة وغير شريفة، معتبرا أن الجزائر لم تكن صحراء قاحلة وقامت فرنسا الاستدمارية بتعميرها فوجب في حقها الشفعة على الأرض والعرض، ولكن الأمر أبعد من ذلك، معتقدا أن التسمية مقصودة وغير بريئة، لذلك تحاول التنصل من مسؤوليتها في الجرائم الانسانية التي خلفتها وراءها بدواعي تطوير الحياة الاجتماعية للمجتمع الجزائري. يقول خلفة إنه لما صدر هذا القانون قامت منظمة أبناء المجاهدين بجمع التوقيعات وتوجهت بها إلى البرلمان من أجل الرد على نظيره الفرنسي ودعوته للاعتراف بالجرائم التي اقترفها في حق الشعب الجزائري، لكن العملية لم تحظ بنفس الاهتمام الذي قامت من أجله، متسائلا في السياق ذاته عن الأسباب وراء ذلك. كما قامت المنظمة بالمطالبة بعودة الأرشيف، إعادة جماجم الشهداء واسترجاع مدفع بومرزوق الذي مازال هناك، وإعادة جماجم كل من الشيخ زيان، ولده وصهره الذين سقطوا في معركة الزعاطشة، ولم تبق المنظمة مكتوفة الأيدي إلى أن ذهب وزير المجاهدين الحالي الطيب زيتوني إلى فرنسا باعتباره أول وزير للمجاهدين يذهب في زيارة رسمية إلى فرنسا، وكان القصد من الزيارة التباحث مع الطرف الفرنسي حول هذه المطالب التي رفعتها المنظمة في السابق. ذكرخلفة بأن المنظمة سعت أيضا إلى مطالبة فرنسا بإعادة خرائط الأسلاك الكهربائية ومواقع القنابل التي مازالت إلى اليوم تحصد الأبرياء من الجزائريين، لكن السلطات الفرنسية، لم تستجب للأمر وبقي الوضع كما هو عليه دون ردود إيجابية ترفع هذا الظلم الإنساني في حق أرواح بشرية مازالت تدفع ثمن الغطرسة الاستعمارية. في السياق ذاته يقول بأن المنظمة سعت عبر مكاتبها البلدية والولائية إلى إبلاغ السلطات الفرنسية بمعاناة سكان الجنوب خاصة في حقول التجارب النووية التي حصدت المئات وشوهت الآلاف ومازالت إلى اليوم آثارها وبالا على سكان المنطقة وعلى ثروتها الحيوانية والغابية في كل من رقان وعين أمقل، ولأن التجارب والنفايات التي اعتمدتها فرنسا الاستدمارية كان الغرض منها جعل الجزائريين فئران تجارب لجرائمها الانسانية التي لا تنتهي بالتقادم مهما حاولت ذلك، مؤكدا، أنه إذا لم نستطع إعادة هذه الحقائق والوثائق والرموز، والبيانات لا يمكننا كتابة حلقة مهمة من تاريخ ثورتنا المجيدة.