أكد رئيس البرلمان الصحراوي و رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة مع المغرب خطري ادّوه، أن الاستمرار في دعم النظام المغربي ماليا وسياسيا سيطيل مسألة النزاع بين الصحراويين و نظام المخزن و لا يفيد تحريك مسار السلام و لا يساعد الأممالمتحدة و المجتمع الدولي في إيجاد حل للخروج من الوضعية الحالية، التي في النهاية تؤدي إلى استقرار منطقة المغرب العربي بما فيه الاستقرار الداخلي لدولة المغرب . اعتبر خطري ادّوه خلال منتدى الشعب المنظم تحت عنوان “أهمية حل القضية الصحراء الغربية في استتباب أمن و استقرار المنطقة”، بالتزامن مع انعقاد الطبعة الثامنة للجامعية الصيفية لإطارات الدولة الصحراوية و جبهة البوليساريو،أن التغير في مواقف الدول تجاه عديد القضايا الدولية أمرا واردا كون أن الأمر يتعلق بقناعتها وسياساتها الخارجية الدولية، و هو ما جرى مع القضية الصحراوية التي كانت في وقت سابق رهينة نظام المخزن الذي قتل ونكّل وانتهك وتحكم في حياة الصحراويين ضاربا بذلك كل المواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط، غير أن الأمور تغيرت وانعكس ذلك حتى على مواقف الدول التي كانت تساند المغرب . أوضح خطري أن المغرب حظي دائما بتعاون ومدد الكثير من الدول لاسيما الغربية منها منذ غزو الصحراء الغربية، غير أن السياسة الدولية أثبتت أن البلدان تغير من قناعاتها تجاه كثير من القضايا و هو ما تجلى لدى الكثير من الدول الغربية، حيث أصبحت مسألة الاعتراف بالدولة الصحراوية أمرا مطروحا لديها كدولة السويد مثلا، ونفس الأمر بالنسبة للدول المهمة كبريطانيا، هولندا، النرويج التي أضحت تتداول مسألة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و هو ما يعطي أملا كبيرا في حشد الدعم الدولي للشعب الصحراوي. في هذا الإطار أرجع رئيس البرلمان الصحراوي تغير مواقف الدول الغربية تجاه القضية الصحراوية إلى صمود و نضال الشعب الأعزل الذي آمن بحقه وانتفض لحريته واستعادة سيادته والذي يفرض في كل مرة على المجتمع الدولي تغيير نظرته إليه وإلى قضية و الاعتراف بحقه في تقرير مصيره والتأكيد أن الموقف الداعم للمغرب خطأ يراد به باطل ولا يستند لأي شرعية دولية رغم كل الإدعاءات. وقال خطري إن كل شيء في السياسة الدولية وارد، و نفس الأمر بالنسبة لتغير مواقف الدول تجاه نظرائها، معربا عن أمله أن يحصل ذلك خاصة مع بعض الدول الأوروبية النافذة كفرنسا التي ساهمت لسنوات طويلة في عرقلة مسار السلام ودور المجلس بخصوص القضية الصحراوية وما تزال كذلك، وذلك لن يكون إلا بالاعتماد على تقييم موضوعي للمسألة الصحراوية والتراجع عن موقفها وإدراك أن مواقفها وما تقوم به من مرافقة المغرب لا فائدة منه والقضية خاسرة والزمن سيثبت ذلك. وحسب ضيف منتدى “الشعب” فدول التعاون الخليجية غير مستثناة من ذلك، مشيرا إلى أنها مدعوة لبناء سياستها ومواقفها على أساس هذا الطرح، والاستفادة من دروس الماضي خاصة وأن الأموال والهبات التي رصدت لذلك لم تأت بنتيجة، بل و كثيرا ما يستغلها النظام المغربي في تثبيت شأنه الداخلي، أو عقد اتفاقات مع بعض الدول الإفريقية في إطار دبلوماسيتها التي تستند على الفوسفات، المخدرات، والأموال التي تعطى لها من هنا وهناك، مشيرا إلى أن استمرار دعم المغرب لا يساعد في أي شيء ولا في إنجاح مسار السلام فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية في مجابهة نظام المخزن. من جهة أخرى تطرق رئيس البرلمان الصحراوي و رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة مع المغرب إلى ممارسات نظام المخزن لتشويه الكفاح الصحراوي ، عبر إلصاق كل التهم المتاحة به من أجل ضرب مصداقيته والنيل من شرعيته وتحويل النضال الذي تقوده جبهة البوليساريو إلى حرب عصابات لا انتفاضة شعب يطالب بتقرير مصيره . وأشار ذات المسؤول إلى أن هناك محاولات من نظام المخزن لإلصاق تهم المخدرات والإرهاب بالكفاح الصحراوي، و هي ادعاءات لم يستطع المغرب إثباتها بسبب المعطيات المستجدة التي تخدم في كل مرة القضية التي اعتمدت دائما وأبدا على الآليات القانونية الدولية في تعزيز موقف القضية وحقهم في تقرير مصيرهم ولهذا دائما سيبقى النضال الصحراوي نظيفا وشريفا لأنه ببساطة كفاح شعب سلبت سيادته واستعمرت أرضه من نظام ضرب بكل المواثيق الدولية عرض الحائط من أجل أطماعه التوسعية.