قامت مؤخرا مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بسكيكدة بعملية استزراع هامة لكميات من صغار سمك البلطي الأحمر وذلك على مستوى عدة مناطق من الولاية بهدف تشجيع تربية الأسماك المدمجة لتوفير أسماك طازجة بأثمان منخفضة، وقد تمّ اختيار أحد الفلاحين النشطين بقرية اقنة ببلدية بني زيد ومن الذين تابعوا تكوينا حول كيفية تربية الأسماك مع النشاطات الزراعية على مستوى المعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات ببلدية القل واستفاد المعني من كمية من صغار السمك تقدر بحوالي 1000 سمكة، وهو ما سوف يمكّنه من إنتاج أسماك البلطي الأحمر في غضون بضعة أشهر، حسب مديرية الصيد البحري. وفق شروحات لمصالح مديرية الصيد البحري والمواد الصيدية، تعدّ هذه المزارع نموذجا للفلاحين الراغبين في ممارسة نشاط جديد ومربح خاصة وأن تربية الأسماك في المزارع الفلاحية يساهم في خلق نظام متكامل من خلال إعادة استعمال الموارد والمنتجات الثانوية وتدويرها، فضلا عن كون وجود الأسماك في الأحواض والبرك يعتبر أيضا مصدرا للترفيه والتسلية لأفراد العائلة الريفية، ناهيك عن كونه غذاء ودواء يساهم في تحسين صحة أفراد الأسر خاصة البعيدة عن البحر. بالإضافة إلى إمكانية استعمال مياه تربية الأسماك في زراعة الخضر والفواكه لزيادة المردود الفلاحي وتحسين نوعية المنتوج كون مياه الأسماك غنية جدا بالمواد العضوية المخصبة، وبالتالي التقليل من استعمال الأسمدة الكيميائية ما ينعكس إيجابا على الإنتاج الفلاحي كما ونوعا. أما ببلدية بكوش لخضر، على مستوى المستثمرة الفلاحية الإخوة بوالكرعين فقد تم استزراع بركتين كبيرتين بأكثر من 1000 سمكة من نفس النوع، والذي تمّ جلبه من محطة تفريخ أسماك المياه العذبة بولاية بلعباس، وبهذه العملية قد يصل الإنتاج إلى 5 قناطير من الأسماك في مدة لا تتجاوز 06 أشهر وتخصيص هذه المزرعة الفلاحية كمحطة إرشاد وتدريب لفائدة الفلاحين في المنطقة. وقد أكد فيما سبق فريد حروادي مدير الدعم التقني لنشاطات الصيد البحري في تربية المائيات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، على هامش إشرافه على فعاليات الطبعة الخامسة من البرنامج الوطني للموانئ والسدود الزرقاء، على وجود ما يقارب 13 ألف حوض مائي غير مستغل بالجزائر، أي بمعدل 50 مليون متر مكعب قادرة على إنتاج مئات الأطنان من الأسماك سنويا، وتدعيم الخزينة العمومية بالعملة الصعبة. وكشف ذات المتحدث، عن استراتيجيه تبنتها الوزارة الوصية للوصول إلى إنتاج 100 مليون طن من صنفي الأسماك البحرية والقارية، موضحا أن الجزائر تتوفر على إمكانيات هائلة تؤهلها لأن تكون في مصاف الدول الكبرى في مجال استزراع وتربية المائيات، ومن شأن ذلك جلب العملة الصعبة للخزينة العمومية. كما أوضح ذات المسؤول، بأن الجزائر تتوفر، على ثروة هائلة بتوفرها على أكثر من 70 سدا و13 ألف حوض مائي غير مستغلين، حيث تشكل بذلك قدرات مالية كبيرة بمعدل 50 مليون متر مكعب، علما أنه في حوض بسعة 100 ألف متر مكعب، بالإمكان إنتاج 2 طن في العام. وبخصوص مشاريع تربية المائيات على مستوى البحر، كشف فريد حروادي عن وجود 125 مشروعا على المستوى الوطني منها 11 مشروعا مسجل بولاية سكيكدة، فضلا عن المشاريع المدمجة مع الفلاحة، وأوضح «بأن الوزارة أحصت كل الفلاحين الذين يملكون أحواض، وتمّ إعداد برنامج تكوين يسمح لهم بمعرفة تقنيات متابعة وتطعيم الأسماك، ناهيك عن قيام ذات المصالح، باستزراع الكثير من أحواض السقي»، مشيرا «أن مشاريع تربية المائيات، تعدّ أكثر المشاريع المربحة عالميا بشهادة كل الخبراء».