صرح وزير الصيد البحري و الموارد الصيدية سيد أحمد فروخي يوم الأحد بأدرار أن مسألة تعزيز تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة تشكل أبرز اهتمامات القطاع نظرا لانعكاسها الإيجابي على الإنتاج الفلاحي. وأشار السيد فروخي على هامش زيارة عمل شرع فيها إلى ولاية أدرار أن التنمية الدائمة لتربية المائيات الصحراوية في المياه العذبة لا تتحقق إلا بتوفر عوامل أساسية تتمثل في الأرض و المياه العذبة و الحفاظ على التنوع البيولوجي مضيفا أن أدرار و على غرار ولايات الجنوب تتوفر على قدرات هائلة لتربية المائيات بالوسط الصحراوي. و دعا الوزير خلال اطلاعه على تجربة تربية المائيات بإحدى المستصلحات الفلاحية التابعة لأحد الخواص الذي باشرها منذ سنة 2008 بقصر بني تامر ببلدية تيمي جنوب أدرار إلى ضرورة انتقاء 10 مستثمرين من الفلاحين الشباب من مختلف ولايات الجنوب قصد تكوينهم في هذه المجال وفق الإتفاقية المبرمة مع قطاع التكوين و التعليم المهنيين ومن ثمة العمل على تمويل مشاريعهم من طرف أجهزة التشغيل. و بذات الموقع إطلع الوزير على بطاقة تقنية لمشروع تربية المائيات سيجسد على مساحة 50 هكتار و الذي ينتظر منه إنتاج 30 طنا سنويا من أسماك المياه العذبة بعد تزويده بصهريج سعته 600 متر كعب موجه للتفريخ و 10 صهاريج بسعة 1.000 متر كعب موجهة للإنتاج. كما ثمن السيد فروخي في زيارته لوحدة تطوير البحث في الطاقات المتجددة ببلدية أدرار النموذج الذي اطلع عليه في استغلال هذه الطاقات في تربية المائيات مشيرا إلى أن ذلك من شأنه المساهمة الفعالة في خفض تكاليف الإستثمار في مجال تربية المائيات مبرزا دور هذه الطاقة النظيفة في الحفاظ على التنوع البيلوجي. ودعا الوزير إلى تشكيل ورشات عمل بالتنسيق مع الشركاء لتجسيد تجارب نموذجية في تربية المائيات بالإعتماد على الطاقات المتجددة لتعميميها على المستصلحات الفلاحية. و خلال هذه الزيارة عاين الوفد الوزاري مستثمرة فلاحية تابعة لأحد الخواص تخوض تجربة تربية المائيات بالمحيط الفلاحي بمنطقة مراقن شمال مدينة أدرار. وقدمت له بطاقة تقنية حول دراسة متعلقة بمشروع تربية المائيات بالوسط الفلاحي الصحراوي على مساحة 30 هكتارا بتكلفة مالية قدرها 200 مليون دج لإنتاج 500 طن سنويا من السمك البلطي الأحمر و سمك القط حيث يتضمن المشروع إنشاء 16 صهريجا للتسمين و صهريج للتفريخ إلى جانب وحدة للتحويل. و لدى إشرافه على عملية استزراع أسماك صغيرة داخل الحوض المائي بهذه المستصلحة الفلاحية أكد الوزير على ضرورة تجسيد مشاريع متوسطة في تربية المائيات كمرحلة أولى ثم توسيع قدرات الإنتاج فيما بعد مع أخذ المستثمرين بعين الإعتبار لمسألة مواكبة إستراتيجية الوزارة و مساعيها الرامية للإنتقال من المرحلة التجريبية في تربية المائيات إلى الفعالية الإقتصادية من خلال ترقية المنتوج وتسويقه. و بالفرع الولائي للهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث بعاصمة الولاية تلقى السيد فروخي شروحا حول مشروع تعتزم الهيئة تجسيده في هذا المجال يشمل إنشاء مركز لتربية المائيات على مستوى بلدية بودة غرب مدينة أدرار على مساحة 15 هكتارا بقدرة إنتاج تصل إلى 50 طنا سنويا من مختلف أنواع أسماك المياه العذبة. ويعتمد هذا المشروع على استغلال خزاني مياه غير مستغلين ببلدية بودة نظرا لملوحة مياههما و المزودين بئر عميق يصل منسوبها إلى 150 متر مكعب في الثانية حيث يضم المركز إلى جانب الأرض الفلاحية قاعات و مرافق مخصصة للتوثيق و التكوين و إنتاج الأغذية و التفريخ حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري. وسيواصل وزير الصيد البحري والموارد الصيدية زيارته لولاية أدرار التي تدوم يومين بإشرافه على لقاء تحسيسي حول تربية المائيات ويطلع على معرض حول تربية المائيات وينشط ندوة إذاعية حول تربية المائيات في الوسط الصحراوي.