سلمت أمس بإقامة الميثاق للأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للسياحة ورئيس مركز المعاقين بالسعودية بإقامة الميثاق جائزة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي تمنح سنويا للرواد العرب تقديرا لجهودهم في التكفل بأصحاب الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم بصفة فاعلة تعجل باندماجهم الاجتماعي والمساهمة في البناء والإنماء دون البقاء عالة على احد. وسلم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة نيابة عن رئيس الجمهورية إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الجائزة التي تقدر قيمتها ب 20 ألف دولار، وشهادة تقدير وعرفان، في أجواء احتفائية بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص المعاقين، بحضور الطاقم الحكومي وشخصيات وطنية ودبلوماسية أعطت للحدث نكهته وميزنه. وأكد عبد القادر بن صالح الذي كلفه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتمثيله في منح جائزة الطبعة الثانية التي كانت من نصيب مركز الأمير سلمان للدراسات والبحوث حول الإعاقة، أهمية الحدث الذي يصنع كل عام، ودلالته وأبعاده. وأعطى في كلمة وجيزة تفسيرات عن سبب إقرار جائزة رئيس الجمهورية الجزائرية للرواد العرب في مجال الإعاقة تنفيذا لتوصيات المؤتمر العربي المنظم بالجزائر يومي 3 و4 ديسمبر .2006 وكيف تولت وزارة التضامن الوطني تنشيط هذه التظاهرة العلمية الاحتفائية عن طريق المراحل، وكيف يسند هذا الاستحقاق كل عام إلى من تميز من أشخاص طبيعيين من العالم العربي من أهل الفكر والثقافة والإبداع أو من جمعيات ذات طابع إنساني وعلمي، اهتمت بشريحة المعاقين وتكفلت بانشغالاتهم ورافقتهم في عملية الاندماج وإخراجهم من التهميش والاتكالية على الآخرين. وقال بن صالح أن إقرار جائزة رئيس الجمهورية للرواد العرب، التي تمت بالاتفاق مع الجامعة العربية تترجم بحق مدى العناية التي يمنحها الرئيس بوتفليقة لشريحة الأشخاص المعاقين وعدم تركهم وشانهم يغرقون في اليأس والقنوط. وتستمد الرعاية من القاعدة المقدسة أن هؤلاء هم أشخاص كغيرهم يتمتعون بالحقوق، وتوجه لهم الرعاية التامة. ذلك أن الإعاقة خطر يداهم الجميع ولم يستثن احد في الزمن التي تطاله تعقيدات ومشاكل وتحديات بالجملة. وبعد أن ذكر بتداعيات الحدث الذي يرعاه الرئيس بوتفليقة، ويحرص على اجرائه في موعده بلا تأخر: اليوم الوطني للأشخاص المعاقين الذي يصادف ال 14 مارس من كل سنة، أكد بن صالح أمام الحضور، انه يعرف لماذا تقام الجائزة في هذا الوقت. وكيف تتجه فيه الأنظار إلى مضاعفة الجهد للتكفل بأصحاب الاحتياجات الخاصة. ولماذا وقع الاختيار لمنح جائزة رئيس الجمهورية لسنة 2009 إلى مركز الدراسات والبحوث حول الإعاقة عن جدارة واستحقاق نظرا لما يقوم به من جهد في سبيل ليس فقط رعاية هذه الشريحة بل الوقاية من انتشار الإعاقة عبر الأمراض وكم هي كثيرة ومعقدة تستدعي البحث العلمي والعلاج الآني. ونوه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز بمنحه جائزة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة معتبرا تكريمه تكريم كل من يعمل في المركز الذي يرأسه ومن هو يجتهد في ربوع الوطن العربي من اجل محاربة ظاهرة الإعاقة الخطر الداهم بلا استئذان. وأثنى الأمير السعودي على خصال الرئيس بوتفليقة الذي اعتبره شخصية ذات وزن وقيمة، وصديق للمملكة العربية السعودية، وله، وهو محب للعلم، ويشجع كل انجاز معرفي يواجه خطر الإعاقة من الجذور ويقلل من انتشارها المخيف بالإجراءات الوقائية والعلاجية على حد السواء. وعرف الأمير سلطان بن سلمان بالمركز الذي يرأسه ونشاطه وعلاقاته مع كبريات الهيئات والمعاهد والجامعات التي تهتم بأمور الإعاقة منهم وزارة التضامن. وهي مهمة يتولاه المركز منذ أزيد من عشرية نجح خلالها في كسب الثقة بدليل انضمام إليه 100 مؤسسة، وتلقيه 5,1 مليون دولار يعول عليها في تمويل الأنشطة الوقفية المؤسساتية الخيرية في معالجة الإعاقة المبكرة وما أكثرها. وكل هذه الأمور كانت محل كلمة موجزة لمدير مركز الدراسات والبحوث حول الإعاقة سلطان السديري الذي كشف عن برنامج عملي تتولاه الهيئة العلمية التي أنقذت أكثر من 1000 طفل من شر الإعاقة الحتمية بفضل الفحص الطبي المبكر مرسخة في الأذهان المقولة المحفوظة على ظهر قلب لكن بلا تطبيق أحيانا ومفادها ''الوقاية خير من العلاج''. وأعطى جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج صورة دقيقة عن السياسة المنتهجة تجاه الأشخاص المعاقين الذين ساهم الاستعمار الفرنسي في مضاعفة عددهم بفعل الجرائم التي لا يريد الاعتراف بها والاعتذار عنها، وأضافت للقائمة الهمجية الإرهابية على مدى أزيد من عشرية من الزمن الأسود. وقال الوزير في كلمة القطاع قراها الهاشمي نوري مدير بالوزارة، أن الجزائر تكفلت على أحسن ما يرام بأبنائها أصحاب الاحتياجات الخاصة. وشجعت المؤسسات والجمعيات الخيرية. وانشات مراكز الإيواء والتأهيل للعمل ما في الوسع من اجل إدماج هذه الشريحة اعتمادا على ثقافة التراحم والتآزر وتعاليم الدين الإسلامي السمح الذي يحض على الخير والتضامن. وفي هذا الإطار جاءت مبادرة جائزة رئيس الجمهورية للرواد العرب في مجال الإعاقة. ووضعت لها شروط وجوائز لاستيفاء مقاييس تنظيمها ومنحها لمن هو أهل لها بلا انتقائية وحسابات. وتضمنها القرار رقم 564 لمجلس الوزراء العرب للشؤون الاجتماعية الصادر في 5 ديسمبر عام ,2007 وفاز بأول طبعتها القطري محمد عبد الرحمان السيد تتويجا له على أعماله القيمة في الدفاع عن قضايا الأشخاص المعاقين، ومكافحته المستميتة على حقوقهم والارتقاء بهم في مجالات الإعلام والفن والآداب، ومد جسور التواصل والتالف بين فئات المجتمع بلا إقصاء. ويكسب الرهان في مواجهة الإعاقة بتصحيح صورة مرسخة في الأذهان عبر العصور وانتزاعها من ذواتنا وسلوكنا . وتصويب المفاهيم والأفكار حول الإعاقة التي لا يمكن بالمرة النظر إليها من زاوية تجعل الشخص المصاب بالإعاقة عالة على المجتمع يعيق نموه وتطوره ويبقيه حبيس الجمود لا يقوى على الحركة والانطلاق خطوة إلى الأمام. لكنه ابعد من هذه النظرة بكثير تكشف نقابها الصورة الأخرى والواقع الآخر الذي حبلى بالايجابيات إلى ابعد الحدود. فكم من معاق تحدى ظرفه ووضعه وأبدع في مجالات الفن والثقافة واخترع أشياء عجز عنها الآخرون. وأعطى بذلك الدرس الحي والمفهوم الدقيق عن الإعاقة التي هي ابعد من النظرة الضيقة التي تعطى التفسير الخاطئ للمعاقين وتحصرهم مثلما شاءت العادة والتقاليد في العاجزين عن الحركة وهم أقوى من هذا الوصف واكبر من أن يدرجوا في هذه الخانة إلى يوم الدين.