منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2017، أمس الجمعة، لمنظمة «الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية» (آيكان)، تكريما لجهودها بهذا الصدد منذ عقد، وذلك على خلفية الأزمتين مع إيرانوكوريا الشمالية. صرحت رئيسة لجنة نوبل النروجية بيريت رايس أندرسون، أن «المنظمة تفوز بالجائزة مكافأة على عملها من أجل لفت الانتباه إلى التبعات الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي، ولجهودها السباقة من أجل التوصل إلى معاهدة لحظر مثل هذه الأسلحة». فوز هذه الحملة - بحسب المراقبين - يحمل رسالتين، أولاهما تعتبر فوزا لثلاثي الملف النووي الإيراني، وفيه رسالة أخرى إلى كوريا الشمالية. ونبه المراقبون إلى أن الإشكالية في نوبل السلام -التي تقدم في النرويج خلافا لغيرها من جوائز نوبل التي تقدم في السويد- هي أن من تمنح لهم قد يتراجعون ويغيرون من آرائهم بعد استلامها كما هي حال رئيسة ميانمار سان سو تشي وآخرين. لذلك فإن منح هذه الجائزة لمنظمة تضم عددا من الدول يجعل المعهد الذي منحها في حل من أمره، خاصة أن الجائزة في هذه الحالة تذهب إلى أطراف عدة لا إلى أفراد ربما يتراجعون. وتوقع كثيرون منح هذه الجائزة لتعزيز جهود منع انتشار الأسلحة النووية، ويقول مؤرخ جوائز نوبل أسلي سفين إن «لجنة نوبل ستحقق ضربة قوية إذا منحت الجائزة للاتفاق النووي الإيراني»، معربا عن تأييده منحها لوزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري ونظيريه الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وبلغ عدد المرشحين 215 شخصا، ومئة وثلاث منظمات. وينال الفائز مبلغا بقيمة مليون دولار بالإضافة لميدالية ذهبية ودبلوم عرفان. وكانت إيران أبرمت مع القوى الدولية الكبرى -وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وأوروبا- اتفاقا تاريخيا عام 2015 يفرض رقابة صارمة على كل المنشآت النووية الإيرانية لضمان الطابع السلمي لبرنامجها مقابل الرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على طهران. امتداد منطقي ويقول معلقون إن منح جائزة نوبل للسلام لجهود مكافحة السلاح النووي سيشكل امتدادا منطقيا لجائزة العام الماضي التي كافأت الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس على جهوده لإعادة السلام في بلاده، وذلك بعد حرب مع جبهة فارك المسلحة امتدت لنصف قرن وأودت بحياة ربع مليون شخص. أونغ سان سو تشي تثير جدلا وقد أثير في الفترة الأخيرة جدل بشأن الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 1991 مستشارة ميانمار أونغ سان سو تشي، إذ رفعت دعوات لسحب جائزة نوبل منها بسبب ممارسات جيش بلادها بحق أقلية الروهينغا المسلمة بالأسابيع القليلة الماضية، وهو ما أدى لنزوح مئات الآلاف منهم إلى بنغلاديش. ويقول رئيس مؤسسة نوبل بالسويد لارس هيكينستن، «نقدم ما في وسعنا بالاستناد إلى تاريخ المرشحين، وأما فيما يقومون به عقب الفوز فذلك مشكلة تثير الكلام غالبا، وهو أمر خارج عن نطاق عملنا وعن مسؤوليتنا، سواء أقاموا بأعمال حسنة أم سيئة فيما بعد».