طبع المرحوم ميلود هدفي مسيرته الكروية بلوحات جميلة، جعلت متتبعي الكرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي يعتبرونه من خيرة المدافعين الذين عرفتهم كرة القدم الجزائرية من خلال الإمكانيات الفنية المعتبرة التي كان يتمتع بها، بالرغم من أنه كان في مركز دفاع «قلب دفاع»، حيث أن طريقة أدائه وذكائه الكبير في الحد من حملات المنافس وخوض الهجوم مباشرة بعد ذلك دفع المتتبعين لمقارنته ببالمدافع الألماني فرانتس بيكنباور. هدفي من مواليد 12 مارس 1949 بوهران، وبرز هذا اللاعب الكبير في فريق مولودية وهران، الأمر الذي جعله يطرق أبواب المنتخب الوطني مبكرا وسنه لا يتجاوز ال 18 سنة في عام 1967 ولعب أول مباراة دولية له بوهران في31 أكتوبر من هذه السنة أمام نادي ليجيا فارسوفي، حيث أنه مكث في التشكيلة الوطنية لمدة 13 سنة كاملة بتقديم مقابلات في المستوى وكان قائدا محنكا ل «الخضر». ويمكن القول أن مسيرته مع الكرة انطلقت بالمدرسة الوهرانية «الجمعية» التي كانت بمثابة محطة تكوينية أساسية من 1962 الى غاية 1965 قبل أن ينتقل الى الجار مولودية وهران في صنف الأكابر ليعطي دفعا لمشواره الكروي، أين لعب الى غاية 1969 لينتقل بعدها الى وداد تلمسان في تجربة جديدة له، ولعب في هذا النادي الى غاية سنة 1972 ليعود الى فريق الحمراوة الذي عاش مع أبهى مسيرة بحمله لألوان النادي في التجربة الثانية لمدة 7 سنوات كاملة جعلته يتطور كثيرا الى جانب لاعبين مميّزين على غرار فريحة، بلكدروسي، قشرة...وتوج مع مولودية وهران بكأس الجزائر عام 1975 أمام مولودية قسنطينة. وكانت المولودية الوهرانية في السبعينات من بين الفرق التي تطبق أحسن كرة القدم التي تعتمد على اللعب الهجومي حيث كانت تنافس بقوة مع فرق مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل، وفاق سطيف...وهذا بفضل التعداد الثري الذي كانت تزخر به. وأنهى هدفي مشواره في النادي مع فريق هلال سيق، الذي لعب له من 1979 الى غاية 1981. وضمن حمل قميص المنتخب الوطني 46 مرة من 1967 الى غاية 1979)، حيث كانت جد ثرية واحتك بعدد من اللاعبين من أجيال مختلفة بالنظر للمدة التي قضاها في صفوف المنتخب الوطني، حيث كان يقدم مستويات كبيرة ويلعب برزانة وذكاء حسب ما أكده لنا العديد من الكهول الذين كانوا يتنقلون الى الملاعب لمشاهدة هذا «المدافع الفنان». وشارك هدفي في الألعاب الافريقية مع المنتخب الوطني في مناسبتين، الأولى عام 1973 والثانية بالجزائر عام 1978 التي توّج خلالها بالميدالية الذهبية الى جانب لاعبين كبار على غرار بتروني، بلكدروسي، بن شيخ....ولعب آخر مباراة دولية له أمام المنتخب المالي يوم 22 أفريل 1979. كما أختير هدفي وشارك مع التشكيلة الإفريقية التي خاضت المونديال المصغّر عامي 1972 و1973، بالنظر لامكانياته المعترف بها. وبعد نهاية مشواره كلاعب درّب هدفي فريق مولودية وهران بين عامي 1989 و1992، حيث كانت التجربة الوحيدة له كمدرب. وتوفي ميلود هدفي يوم 6 جوان 1994 عن عمر يناهز 45 سنة.