إشراك المجتمع المدني يساهم في القضاء على انتشارها نفى المدير العام لمعهد باستور زبير حراث تسجيل إصابات بحمى الضنك التي تتسبب بعوضة النمر في نقلها إلى الإنسان بعد أن أثارت بمجرد انتشارها بعدة مناطق في الجزائر هلعا كبيرا لدى المواطنين، وهو ما جعلهم يطرحون تساؤلات حول مدى خطورة لسعات البعوضة على صحة الإنسان. - بعوضة النمر تثير مخاوف وتساؤلات المواطنين كيف انتشرت في الجزائر؟ بعوضة النمر حشرة سوداء اللون ذات خطوط بيضاء يكثر تواجدها في الأماكن التي يتم تخزين المياه بها بطرق غير منتظمة وغير صحية، حيث يتكاثر تواجدها داخل هذه المياه القذرة وتنتشر بصفة أكبر في الحدائق، ويمكن لأي مواطن أن يتعرف على بعوضة النمر الأسيوي وكشفها، فهي ذات شكل يشبه النمر، وتختلف لسعاتها عن باقي البعوض وتلدغ في الغالب أثناء فترة النهار. مصدر هذه البعوضة من جنوب شرق آسيا قبل أن تنتقل إلى أوروبا ثم إلى الجزائر عن طريق حاويات الألبسة والأحواض المخصصة لغرس النباتات، باعتبارها مناطق رطبة وانتقلت إلى الجزائر عبر السفن والحاويات، وباتت منتشرة في عدة مناطق ساحلية، علما أن الإنسان هو السبب في انتشارها وتواجدها في الجزائر. - ما هي أعراض الإصابة بلسعات بعوضة النمر؟ تظهر علامات الإصابة بلسعات بعوضة النمر على شكل احمرار في مكان اللدغ وحكة شديدة وقد تؤدي إلى تورم وانتفاخ في المنطقة أو ظهور حساسية في البشرة، وفي حال تعرض الشخص إلى عدة لسعات قد يؤدي به إلى ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالحمى، وتصيب لسعات الحشرة بصفة أكثر بعض أعضاء الجسم وهي الرجل والركبة والكاحل، وعموما يتم اللدغ خارج المنزل وفي الصباح مع أول ساعات اليوم. - ما مدى خطورة هذه البعوضة؟ وماهي مضاعفات اللدغ على صحة الإنسان؟ تشكل لسعات بعوضة النمر خطرا على صحة المصاب في حال كانت حاملة لفيروس حمى الضنك، وهو مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة البعوضة من شخص إلى آخر إلا أنه إذا كانت البعوضة غير حاملة للفيروس فلا يجب الخوف من أعراضها، ولا توجد أية مضاعفات مصاحبة لها بل تزول العلامات تدريجيا ويشفى الشخص منها. وينصح المصابون بلسعات البعوض إلى تجنب الحكة لتفادي إحداث فتحات في الجلد قد تمر عبرها الجراثيم وتؤدي إلى تعفن المكان، وفي حال شعر المصاب بالخوف يمكنه مراجعة الطبيب حتى يطمئن على حالته الصحية، إلا أنه لحد الآن لم يتم تسجيل أية إصابات خطيرة تدعو إلى القلق رغم تواجد البعوضة في عدة مناطق ساحلية. - ما هي أهم الأساليب الوقائية من لسعات ناموس نمر؟ بما أن البعوضة معروفة بتكاثرها السريع من الضروري أخذ جميع الاحتياطات لمواجهة جميع المخاطر التي يمكن أن تحدث بسبب هذه الحشرة وإيقاف زحفها وتكاثرها بشكل سريع، وهو ما جعل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تتابع بصفة دورية هذا النوع من الحشرات. وعملت الوزارة بالتنسيق مع المصالح الولائية على تخصيص فرق معاينة باشرت الرش على مستوى المناطق الساحلية التي تكثر فيها بعوضة النمر، حيث أعطت العملية نتائج جيدة بعد تسجيل نقص كبير في انتشار هذه الحشرة لا سيما في المناطق التي تواجد فيها البعوض بكثرة كحسين داي القبة وجسر قسنطينة وسحاولة. كما تم تشكيل فريق وقائي تابع لمعهد باستور بالتنسيق مع وزارة الصحة والمصالح البلدية لفحص خزانات المياه بالمنازل ومعاينة ومراقبة الأماكن التي تنتشر فيها الحشرة بعد عملية الرش بالمبيدات للتخلص من أضرار هذه الحشرة. - ما هي أهم النصائح التي يمكن تقديمها للمواطنين؟ بدون إشراك المجتمع المدني في عملية الوقاية لا يمكن أن نقضي على هذا البعوض الدخيل على الجزائر، فالمواطنون يقومون بدور هام في التبليغ عن تواجد وانتشار البعوضة، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة المحيط من خلال تنظيف الحدائق وعدم ترك المياه متراكمة وراكدة أمام المنازل وجمع النفايات وعدم رميها عشوائيا، كون بعوضة النمر تتكاثر في المياه الصالحة للشرب والمياه الراكدة في الأحواض والأواني المنزلية في المطبخ والحدائق والمياه المتواجدة داخل دورات المياه المليئة والأماكن المليئة بالأوساخ والفضلات. وفي ذات السياق ينصح بضرورة التحلي بالوعي والمساهمة الفعالة في الوقاية من بعوضة النمر من خلال إعلام المصالح البلدية فورا بمكان تواجدها للقضاء على هذه الحشرة والعمل على التخلص من المياه المتجمعة وإفراغ الأواني التي قد تصبح بؤرة لتكاثر البعوض النمر.