نفى مختصون في مجال الصحة العمومية، أي خطورة قد تشكلها لسعات بعوضة النمر التي انتشرت بشكل ملفت مؤخرا في بعض مناطق وبلديات الجزائر العاصمة، لعدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروسات خطيرة تساعد على الانتشار الواسع لهذه الحشرة، مؤكدين أنه رغم ذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر وعدم التساهل مع كل ما له علاقة بتكاثر هذا النوع من البعوض، وتوحيد الجهود أكثر في إطار إستراتيجية التدخل والوقاية المعتمدة في هذا الشأن. ودعا المدير العام للوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات السيد جمال فورار، في تدخل له في إطار ندوة صحفية حول موضوع «إشكالية بعوضة النمر في الجزائر»، احتضنها أمس الأربعاء المعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار (العاصمة)، إلى عدم القلق بشأن انتشار هذه البعوضة بعدة بلديات الجزائر العاصمة ولسعاتها التي قد تسبب مضاعفات طفيفة على خلاف الأنواع الأخرى العادية. موضحا أنه يتعيّن على السكان والعائلات التقيّد ببعض التدابير الضرورية التي تقلّل من انتشار الحشرة والحد من تكاثرها، خاصة وأنّها تجد راحتها في التكاثر بالحدائق المنزلية والشرفات المغروسة وأماكن تواجد المزهريات والمياه بشكل عام. وأوضح السيد فورار في هذا الإطار، أن الجهات الوصية اتخذت إجراءاتها اللازمة لمواجهة انتشار هذه البعوضة، في إطار مخطط وطني شامل للوقاية وهذا منذ دخولها إلى الجزائر سنة 2010، حيث فتح تحقيق في الموضوع وأجريت التحاليل اللازمة التي سمحت بمحاصرة المناطق المستهدفة من خلال تكثيف عمليات الرش الكيميائي وإزالة أماكن تكاثرها وانتشارها. كما أضاف، أن هذا المخطّط موجود ومطبق ميدانيا ويفعّل مع كل عملية تدخل لتحديد أماكن انتشار هذه البعوضة بهدف تطويق المساحات المعنية لكبح تكاثرها مع العمل على إتلاف البيوض التي تبقى مشكلا حقيقيا، لاعتماد أنثى هذه الحشرة على وضعها في أماكن يصعب إيجادها (بالعجلات المطاطية المستعملة، والحاويات وأماكن تواجد المياه الراكدة والردوم...)، مشيرا من جهة أخرى إلى ضرورة إشراك جهود المواطنين والعائلات بتخلّصها من كل الأمور التي لها علاقة بهذه البعوضة، إلى جانب دورهم الهام في التبليغ بأماكن تواجدها وانتشارها لتسهيل المهمة على أعوان التدخل. وبدوره، طمأن المدير العام لمعهد باستور السيد زبير حرّاث الذي لم يقدم إحصائيات حول الموضوع، كافة المواطنين والعائلات بالتكفّل التام بموضوع انتشار بعوضة النمر، مؤكدا أن الأمر لا يحتاج إلى القلق والتوتر، باعتبار أن معهد باستور لا يزال يتابع الموضوع بدقة بالنظر لإجراءات التحسيس والوقاية التي اتخذت لفائدة تقنيي الصحة والأعوان المكلفين بمتابعة هذه الحشرة التي تعتبر جديدة بالنسبة للكثرين الذين يجهلونها، مذكرا بأن الأمراض التي يسببها هذا النوع من البعوض على غرار «زيكا» ليست موجدة بالجزائر، فلا داعي للخوف والقلق من ذلك - يقول المتحدث -. وأضاف السيد حرّاث بالمناسبة، أن لسعة بعوضة النمر التي يكثر نشاطها في النهار وتستهدف الأطراف السفلى (الأرجل) في غالب الأحيان، تسبّب حكة وإزعاجا كبيرين مع حساسية في مكان اللسع، حيث تستخدم مراهم طبية للتخلّص من كل ذلك، مذكرا بأن ذلك لا يؤثر على الصحة العمومية بتاتا. كما أشار، إلى مخطّط العمل المسطر في الميدان منذ العام الماضي والقائم على تكوين إطارات المعهد، إلى جانب ممثلي مكاتب حفظ الصحة على مستوى البلديات قصد تمكينهم من الإلمام بكل ما يخص هذه الحشرة والتعريف بها أكثر. وفي السياق، عرفت الندوة تقديم استراتيجية التدخل لمؤسسة حفظ الصحة والتطهير الحضري لمدينة الجزائر «هيربال» لمواجهة البعوضة المذكورة التي ازداد نشاطها سنة 2016 بشكل ملفت بعين الترك بوهران ومنطقة القبائل الكبرى (الأربعاء ناث ايراثن)، إلى جانب عدة مناطق بالجزائر العاصمة (القبة وبئر خادم وعين النعجة وحسين داي والسحاولة جسر قسنطينة وبئر التوتة)، إلى جانب منطقة الشرق - جيجل -) خلال 2017، حيث كان الاعتماد على محاصرة الأماكن المستهدفة ورشها بالمبيدات وتعزيز الاتصال بين المؤسسة والمواطنين ومكاتب حفظ الصحة بالبلديات لرصد كل جديد، حيث أعطت هذه الاستراتيجية ثمارها في التقليل من التكاثر والانتشار. يذكر، أن بعوضة النمر صغيرة الحجم يزداد نشاطها طيلة النهار عوض الليل، وتقوم باللسع كثيرا خارج المنازل بالأماكن المغلقة وتفضل الألوان القاتمة في وضع بيوضها، حيث تتواجد بأكثر من 100 دولة. وقد مسّت بشكل كبير دول أوربية كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.