واصل الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة في يومها الثاني، بتفتيش وتفقد بعض وحدات الناحية وتدشين البعض الآخر وعقد لقاء مع أركان الناحية ومسئولي المصالح الأمنية. في البداية وبمدخل مقر قيادة الناحية، ووفاء للتضحيات الجسام التي قدمها شهداء ومجاهدو الثورة التحريرية الخالدة، وقف الفريق، رفقة اللواء الشريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل «شيحاني بشير»، الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار. تدشين مستشفى عسكري ميداني أشرف الفريق ڤايد صالح ببلدية برج عمر إدريس بولاية إليزي، على تدشين مستشفى عسكري ميداني وتابع عرضا حول مكوناته. كما تفقد مختلف أقسام هذا المستشفى الذي سيضمن التغطية الصحية والعلاج لأفراد الوحدات واحتمال تقديم المساعدة من الناحية الإنسانية لمواطني بلدية برج عمر إدريس وهذا من قبل أطباء مختصين وعامين وجراحين وأفراد شبه الطبي، فضلا عن تقنيين مؤهلين مكلفين بتشغيل مختلف المعدات والتجهيزات المتطورة والحديثة. كما أكد الفريق على أهمية هذا الإنجاز وأسدى توجيهات وتعليمات للطقم الطبي للقيام بواجبهم المهني والإنساني على أحسن وجه. بمقر قيادة الناحية، ترأس الفريق اجتماع عمل ضم قيادة وأركان الناحية وقادة الوحدات ومسؤولي المصالح الأمنية، استمع خلاله إلى عرض شامل حول الوضع العام للناحية، قدّمه قائد الناحية. بعدها ألقى الفريق كلمة توجيهية أكد فيها على الأهمية الحيوية التي تكتسيها هذه الناحية العسكرية والدور الفعال الذي تقوم به وحداتها المنتشرة على طول الشريط الحدودي في تأمين البلاد من كل التهديدات والآفات، في مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب بمختلف أشكاله وأنواعه: «إن تضافر الجهود وتناسق الأعمال وتكاملها، هو المسلك الأنجع المؤدي إلى توجيه القوى وتجميعها لتصب بكاملها في جهد رئيسي واحد وذلكم هو الهدف الأسمى الذي نعمل، توافقا مع مساعي فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، إلى بلوغه بصفة أكيدة، بحول الله تعالى وقوته، وهذا يستوجب بالضرورة تفرد أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بصفات الإخلاص والتفاني وتشبعهم بشيم الوفاء وحب الوطن، أسوة بأسلافهم الميامين الذين تمسكوا بأرضهم وبكل ما تمثله هذه الأرض الطيبة من موروث حضاري وثقافي دافق وثري، ومن رصيد تاريخي وطني عميق ومجيد، واستطاعوا بذلك أن يسمعوا صوت الحق، ويعتلوا صهوة العز والمجد، ويرتقوا ببلادهم الجزائر، إلى مصاف الأوطان التي وضعت بصمتها عن جدارة على صفحات التاريخ الإنساني وخلدت في أذهان البشرية ما يتميز به الشعب الجزائري من روح الإيثار والتضحية والإقدام». الفريق أكد أمام الحضور، على أن الجيش الوطني الشعبي سيواصل مساعي تطوير قدراته من أجل تعزيز مقومات أداء مهامه الدستورية خدمة للجزائر وشعبها، وذودا عن غدها الآمن: «فذلكم هو الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي بقدر ما يمجد تاريخه الوطني بكافة مقومات شخصيتنا الوطنية، ويعتبره ركيزته الأساسية وقدوته الحسنة، فإنه يتطلع بوعي تام وإدراك كامل، وفقا للمهام العظيمة المخولة له، إلى تعزيز قدرات ومقومات حفظ الجزائر حاضرا ومستقبلا من أي خطر أو تهديد، ظاهرا كان أو باطنا، وسيبقى من أجل ذلك، يسهر بمثابرة شديدة على المزاوجة بين مسعى أداء مهامه الدستورية، بما في ذلك مواصلة دون هوادة جهد القضاء على بقايا الإرهاب، وبين مسعى الاستمرار، بل وزيادة وتيرة الجهد التطويري لمقومات قوام المعركة لديه، خدمة للجزائر وذودا عن غدها الآمن».