[1] أخفق منتخبا فرنساوإنجلترا، خلال المباراة التي جمعتهما في افتتاح المجموعة الرابعة لكأس الأمم الأوروبية بكرة القدم، في الخروج بالثلاث نقاط، واكتفيا بتعادل إيجابي بهدف لكل منهما، وبأداء غير مقنع للديوك الفرنسية الأكثر استقرارا من الناحية الفنية، ومقبول لأسود إنجلترا التي لم تنعم خلال الأشهر الأخيرة باستقرار فني لتغيير الجهاز الفني وكذلك لإصابة أكثر من عنصر أساسي في صفوفها. استحوذ، أبناء المدرب الفرنسي لوران بلان على الكرة أغلب فترات المباراة، وأمطروا الدفاع الإنجليزي والحارس جو هارت بهجمات متلاحقة، وصل عددها 19 هجمة، 15 منهم وصلوا بالفعل للمرمى وأمسكهم الحارس أو أبعدهم الدفاع و4 لم يعرفوا طريقهم بين القائمين والعارضة، لكنّ الديوك لم تفلح في ترجمة سيطرتها إلى فوز خاصة في ظل عدم فاعلية بعض العناصر الهجومية البارزة خاصة فرانك ريبيري، الذي غلبت على أدائه النزعة الفردية وفلوران مالودا الذي تراجع إلى منتصف الملعب وفقا للخطة التي رسمها بلان، كذلك ابتعاد كريم بن زيمة عن منطقة جزاء الإنجليز رغم أنه المهاجم الوحيد. وعلى الجانب الآخر، تمكن روي هودجسون، المدير الفني الجديد للإنجليز من الخروج بأقل قدر من الخسائر أمام فرنسا، وحتى لو غابت الكرة عن أقدام لاعبيه أغلب فترات المباراة، وحتى لو لم يوجهوا نحو مرمى هوجو لوريس إلا كرة واحدة جاء منها الهدف، إلا أنّ مخترعي كرة القدم ظهروا منظمين دفاعيا وقادرين على إبطال مفعول بعض عناصر القوة في الفرق المنافسة، كما ظهروا أكثر رشاقة وقدرة على التحول من الدفاع للهجوم. وحتى لا نطيل عليكم أكثر، إليكم سبعة أسباب قادت "الديوك" و"الأسود الثلاثة" إلى التعادل في مباراتهما ولم ترجح كفة أحدهما على الآخر. أولا: أشبال وليسوا أسود عانى المنتخب الإنجليزي من نقص حاد في خبرة عناصره التي خاضت مباراة الاثنين، سواء لتواجد لاعبين شباب لم يتألقوا مع أنديهم إلا مؤخرا، أو لأن الأسماء الأكثر خبرة لم يسبق لكثير منها المشاركة في البطولات الكبرى وكانت تكتفي بالجلوس على مقاعد البدلاء. وضم التشكيل الأساسي أليكس تشامبرلين وداني ويلباك وكل منهما حديث عهد بالانضمام للمنتخب الأول ولم يسبق له خوض مسابقات بتلك القوة التي تفرض على اللاعبين ضغوطا كبيرة، إضافة إلى سكوت باركر وآشلي يونغ وكل منهما يخوض أول بطولة رسمية له مع إنجلترا، كما أن جو هارت لم يكن يحضر في البطولات السابقة إلا على مقاعد البدلاء فقط. ثانيا: خطوط متقاربة طبع هودغسون بصمته على أداء الإنجليز أثناء المباراة، وظهر واضحا أنّ "الأسود" تدافع عن عرينها بطريقة لقنها لهم المدرب المخضرم تقوم على الدفاع المتأخر وتقارب الخطوط، بحيث لا تزيد المسافة بين خطي الدفاع والوسط عن 10 أمتار، ورغم أنّ هذه الطريقة كان لها أثر إيجابي تمثل في غلق المنافذ أمام لاعبي فرنسا خاصة أصحاب المهارات العالية أمثال ريبيري وناصري وبن زيمة وكذلك إراحة تيري وليسكوت قلبا الدفاع، إلا أنّ التأثير السلبي لهذه الطريقة كان واضحا. والدليل على ذلك أنّ فرنسا نجحت في إحراز هدف التعادل، وذلك عندما حاول جيرارد الانضمام لحائط الصد المكون من سبعة لاعبين لمنع بن زيمة من الاختراق والوصول للمرمى، فما كان من مهاجم الريال إلا أن مرر الكرة لناصري الذي وجد أمامه مساحة للتسديد، للمرة الأولى منذ انطلاق المباراة، وسجل هدف بلاده الوحيد. ثالثا: حذر الديوك الحذر والصبر، كانا من أبرز سمات أداء فرنسا أمام إنجلترا، الحذر كان سمة الأداء الدفاعي للديوك، فهم لا يندفعون إلى الهجوم ولا يمررون أي كرة في منتصف ملعبهم إلا بحساب، أمّا الصبر فكان سمة أداء الهجوم، فرغم أنّ ناصري كان يمنح الفريق فاعلية هجومية كبيرة ومعه بن زيمة وأحيانا ريبيري، إلا أنّ المثلث الهجومي بالغ في التأني فلم ينجح في هز شباك هارت إلا مرة واحدة. رابعا: نفس قصير لا تحتفظ الأسود بسرعتها القصوى في مطاردة فرائسها أكثر من دقيقة، هذه حقيقة علمية.. وفي "دونستيك" لم يحتفظ كثير من أسود إنجلترا بلياقتهم البدنية حتى نهاية المباراة، وقبل انتصاف الشوط الثاني ظهر الإعياء على بعض اللاعبين الإنجليز وأبرزهم سكوت باركر لاعب الوسط. خامسا: صلابة جونسون جلين جونسون ظهير أيمن إنجلترا، من اللاعبين الذين أبدوا صلابة قوية في المباراة، ليسكت منتقديه الذين دأبوا على القول إنه ليس قادر على أداء واجباته على النحو الأمثل، وأنه تقدم في العمر رغم أنه ما زال ابن 27 عاما. جونسون من اللاعبين الذين ذاقوا التألق في سن مبكرة فكثر منتقديهم في فترة قصيرة محاولين استغلال أي تأثر لظهير ليفربول. سادسا: أنانية ريبيري منذ الدقائق الأولى للمباراة، غلّب الفرنسي فرانك ريبيري الأداء الفردي على الجماعي وأصرّ في مواقف كثيرة على الاحتفاظ بالكرة أكثر فترة ممكنة تحت قدمه وعدم تمريرها لزملائه، ورغم أنه ساهم بكثرة تحركاته في إزعاج الإنجليز، إلا أنه كان أقل أضلاع المثلث الهجومي الفرنسي (بن زيمة – ناصري- ريبيري) من حيث الفاعلية باستثناء تصويبة وحيدة على المرمى وبعض المحاولات للاختراق، وارتدت بسببه بعض الكرات المرتدة على فريقه. سابعا : ناصري " زيزو 2012" طالما ارتبط اسم سمير ناصري، لاعب وسط الديوك بالفرنسي الأسطورة زين الدين زيدان، المعتزل بعد مونديال 2006، ورغم أنّ بن زيمة هو الأقرب لزيزو من حيث تشابه ملامح الوجه، إلا أنّ ناصري هو الأقرب من حيثُ طريقة اللعب.. في مباراة إنجلترا. واستحضر ناصري روح زيدان، واستحضر معه لاعبو فرنسا طريقة اللعب التي قادت الديوك للمجد العالمي والقاري، ولتلك الطريقة قاعدة بسيطة تقول "إبحث عن زيدان ومرر له الكرة ثم دعه يتصرف" وهذا بالفعل ما كان يحدث، فكل الكرات التي كانت تصل لاعبي الوسط، أو المهاجم بن زيمة كان الحل الأول أمامهم هو تمريرها لناصري ثم انتظار ما يقرره اللاعب الموهوب الذي سجل هدف بلاده الوحيد.