بعد أن تطرقنا في عددنا الماضي الى واحد من الركائز الأساسية في المنتخب الوطني و الذي حمل في وقت مضى شارة قيادة " الخضر " خلال كأس أمم إفريقيا متمثلا في مهدي لحسن، سنواصل جولتنا في صفحات " الشباك " بالتطرق الى لاعب جزائري جديد أبدع الموسم الماضي في البوندسليغا 2 " القسم الثاني الالماني " متمكنا في ظرف وجيز من صناعة إسم لنفسه مع نادي دينامو دريسدن، و هو ما أهله في سن الخامسة و العشرين من لفت أنظار وحيد حليلوزيتش الذي أكد أنه معحب كثيرا بالجناح الأيمن للومان الفرنسي و ينوي الإعتماد عليه مستقبلا خاصة و أن هذا الأخير له القدرة على تسجيل الأهداف و صناعتها مثلما سنتعرف على ذلك في هذا التقرير البسيط . لومان حاول المحافظة عليه في الصيف الماضي و قبل إنطلاق الموسم الكروي 2012 – 2013 كان إيدير وعلي قد أنهى مغامرته مع نادي لومان الفرنسي و ذلك بعد إنقضاء مدة العقد الذي كانت تربطه بهذا الأخير و التي إمتدت لسنتين كاملتين، حيث حاول مسيروا " لو موك 72 " إقناع الجزائري بتجديد إلتزامه مع النادي خاصة بعد ظهوره القوي في بطولة الليغ 2 و تمكنه من تسجيل تسعة أهداف كاملة و تقديم أربعة تمريرات حاسمة خلال خمسة و ثلاثين مبارة شارك فيها، غير أن وعلي رفض مقترحات لومان معتبرا أنه حر من أي إلتزام و هو الأمر الذي يترك له حرية إختيار وجهة القادمة دون أي ضغط من أي طرف كان من خارج محيط عائلته الصغيرة و وكيل أعماله . خيخون..خيتافي و نيس تفاوضوا معه و مع إنطلاق الميركاتو الصيفي الماضي، و نظرا لتواجد إيدير وعلي حرا من أي إلتزام فإن العديد من الأندية في فرنسا خاصة و أوروبا عامة ربطت إتصالاتها مع الجناح الأيمن الجزائري، حيث أن ذا الأصول القبائلية تحصل على عروض رسمية من طرف كل من سبورتينغ خيخون و خيتافي الإسبانيين، إضافة الى الفريق السابق لمواطنه رايس وهاب مبولحي سيسكا صوفيا البغاري، قبل أن يدخل نيس من فرنسا السباق من أجل الظفر بخدمات إيدير الذي كان يريد اللعب في الليغ 1 و لكن جميع المفاوضات التي قام بها لم تعطي ثمارها في نهاية الأمر بسب إختلاف وجهات النظر بين جميع الأطراف خاصة ما تعلق منه بمدة العقد و الراتب السنوي للاعب . جويلية " إيدير يمضي مع دريسدن لموسمين " و كان على الجميع الإنتظار الى غاية نهاية شهر جويلية المنصرم لمعرفة الوجهة القادمة لإيدير وعلي، حيث أن هذا الأخير أعلن أنه قرر الإنضمام بشكل رسمي الى نادي دينامو دريسدن الناشط في القسم الثاني الألماني، معتبرا أن هذا الفريق سيتيح له فرصة تطوير قدراته بشكل تدريجي مما يسمح له بطرق أبواب البوندسليغا مستقبلا في حالة تمكنه من التألق، و قد أمضى الجزائري على عقد يربطه مع الدينامو لمدة موسمين فقط دون أن يكشف عن الراتب السنوي الذي سيتقاضاه و لو أنه و بشكل أكيد أفضل كثيرا من ذلك الذي كان يتلقاه أيام لومان . بداية مشوراه كانت بهزيمة ضد بوخوم و في أول ظهور له بألوان ناديه الجديد، إكتفى إيدير وعلي بالبقاء على مقاعد البدلاء خلال تنقل دينامو دريسدن لمواجهة عميد الأندية الألمانية بوخوم في لقاء الجولة الثانية من البودسليغا 2 في مواجهة عرفت تعرض " الأس جي دي " للهزيمة بهدفين مقابل وحيد، مع تسجيل دخول الجزائري بعد مرور ساعة من اللعب قدم خلالها وجها جيدا رغم الخسارة . خطف مكانة أساسية سريعا مهديا الدينامو أول فوز برأسية جميلة و إن كان وعلي قد بدأ مشواره مع دريسدن بالهزيمة و البقاء على مقاعد البدلاء فإن ذلك لم يدم طويلا، حيث أن إيدير تمكن و بسرعة البرق من خطف مكانة أساسية في تشكيلة الدينامو، خاصة و أن المدرب حينها رالف لوس قد إقتنع بأن مكانة الجزائري في النادي لا غبار عليها، و لم يخيب وعلي ثقة طاقمه الفني بما أنه كان وراء إهداء " الأس جي دي " أول إنتصار في البوندسليغا 2 و كان ذلك خلال الجولة الثالثة عندما سجل اللاعب السابق للومان هدفا جميلا في مرمى دويسبورغ مساهما في فوز زملائه بثلاثية كاملة . الإصابة أبعدته عن الملاعب شهرا كاملا و لسوء حظ إيدير وعلي فإن تألقه الكبير في بداية مشواره مع دينامو دريسدن توقف بشكل مفاجىء و ذلك بعد تعرض الجزائري للإصابة خلال تدريبات فريقه الأسبوعين، حيث أثبتت الفحوصات الطبية أن مجبوب جماهير " غولغسغاس ستاديون " يعاني من تمزق على مستوى فخذه الأيمن و هو ما أجبر وعلي على الغياب عن الظهور مع بقية زملائه لمدة قرابة الشهر، و هو ما دفع مدرب " الأس جي دي " في تلك الفترة رالف لوس للتعبير عن حزنه الكبير بإعتبار أن صاحب الخمسة و عشرين سنة أصبح في ظرف وجيز ركيزة أساسية في دريسدن . أوكتوبر " وعلي يعود بقوة و يسجل على طريقة الكبار " و بعد غيابه عن الملاعب لمدة قاربت شهرا كاملا، سجل إيدير وعلي عودة قوية للمنافسة الرسمية نهاية شهر أوكتوبر، و كان ذلك خلال تنقل فريقه دينامو دريسدن لمواجهة نظيره سانت بولي في إطار الجولة الحادية عشرة من البوندسليغا 2، الجزائري تمكن من إضافة ثاني أهدافه في الدوري الألماني على طريقة الكبار عندما إنطلق من وسط الميدان مراوغا جميع المدافعين الذين حاولوا إعاقته و مسكنا الكرة في شباك الخصم، و لو أن فرحة إيدير لم تدم طويلا بإعتبار أن تفوق زملائه بهدفين دون رد تحول في نهاية الأمر الى هزيمة بثلاثية كاملة . نوفمبر " أضاف هدفه الثالث برأسية مرة أخرى " و واصل وعلي تألقه الكبير في الدوري الألماني، حيث على شاكلة أوكتوبر، تمكن إيدير من إضافة هدف جديد لرصيده في نوفمبر المنصرم عند اللقاء الذي جمع بين دينامو دريسدن ضد باديربون، حيث أن الجزائري زار الشباك برأسية جميلة مسجلا هدفه الثالث منذ إنطلاق موسم البوندسليغا 2، و لو أن الوجه المميز الذي كان يقدمه وعلي تزامن للأسف مع سلسلة من النتائج السلبية ل " الأس جي دي " و هو ما دفع إدارة الفريق لإقالة الطاقم الفني و جلب مدرب جديد . العلم الجزائري لا يُفارق معصمه الأيسر جدير بالذكر أن إيدير وعلي كان قد لفت الإنتباه في ألمانيا أولا بمستواه الجيد و ثانيا بحمله للعلم الجزائري على معصم يده اليسرى بشكل مستمر و خلال كل مباريات البوندسليغا 2 و هي الخاصية التي إحتفظ بها صاحب الخمسة و عشرين سنة منذ أن كان لاعبا في صفوف لومان الفرنسي ليؤكد مدى تعلقه بألوان بلده الأصلي معتبرا أن لن يتخلى عن هذه العادة حتى و إن لم يحصل على فرصة اللعب مع " الخضر " طيلة مشواره الإحترافي . جانفي " أكد أنه لا يهاب إفريقيا و تمنى المشاركة في الكان " في بداية السنة الجديدة 2013، عبر إيدير وعلي عن أمنيته في المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا التي لعبت في شهر جانفي الماضي، حيث أن متوسط ميدان دينامو دريسدن أكد أنه لا يهاب القارة السمراء و مستعد لتحمل كل شيء فيها من أجل تحقيق حلمه باللعب مع محاربي الصحراء، و لو أن آمال وعلي لم تتحقق في نهاية الأمر بإعتبار أن الناخب وحيد حليلوزيتش جدد الثقة في نفس الوجوه المعروفة في " الكان " و التي عرفت خروج الجزائر من الباب الضيق و دون تحقيق أدنى إنتصار . فيفري " إيدير يواصل الإبداع و يسجل من جديد " و إن كان وعلي لم يحظى بفرصة اللعب في " الكان 2013 " فإن الجزائري سار على نهج تقديم العروض القوية في البوندسليغا 2، مساهما في تحقيق فريقه دينامو دريسدن لقفزة نوعية في جدول التريب و مغادرة المركز الأخير الذي قبع فيه أشبال بيتر باكولت لأسابيع طويلة، حيث أضاف وعلي رابع أهداف في الدوري الألماني بتسديدة يمينية قوية أسكنها شباك مرمى إنغولستاد في لقاء إنتهى بالتعادل الإيجابي 1 – 1 . مارس " وعلي يبدع و يسجل هدف الموسم في البوندسليغا 2 " و إن كان دينامو دريسدن يعاني من إنعدام الإنتصارات، فإن ذلك لم يمنع إيدير وعلي من التألق و هو ما أكده هذا الأخير في شهر مارس المنصرم مُسجلا هدفا قمة في الروعة ضد إينتراخت برونسويك عندما رواغ أحد مدافعي المنافس بطريقة الجسر الصغير و بتسديدة صاروخية أسكن الكرة في الزاوية التسعين، و هي الإصابة التي إختارها متابعوا البوندسليغا 2 من أحسن لقطات الموسم المنقضي، و قد قام حينها وعلي بإهداء هذا الهدف لأمه و خطيبته . أنقذ فريقه من السقوط بهدفه السادس في مبارة السد و بالنظر الى النتائج المتواضعة لفريقه، فإن إيدير وعلي كان على موعد مع لعب مبارة السد ضد نادي أونبورك من أجل ضمان ورقة البقاء في البوندسليغا 2، فبعد الهزيمة التي تلقاها زملاء الجزائري ذهابا بهدف دون رد، قاد وعلي دينامو دريسدن للنجاة بفضل الإصابة التي وقعها في لقاء العودة الذي إنتهى لصالح " الأس جي دي " بهدفين دون رد، حيث أن صاحب الخمسة و عشرين سنة حرر جماهير ملعب " غلوغسغاس أرينا " التي رسمتها كنجمها الأول . جوان " حليلوزيتش وضعه في القائمة الإحتياطية قبل البنين و رواندا " جدير بالذكر أن إيدير وعلي و بعد الموسم المميز الذي قدمه مع دريسدن، فإنه تحصل على متابعة خاصة من الإطار الفني للمنتخب الوطني، بدليل تنقل المدرب المساعد نور الدين قريشي في مناسبات عديدة الى ألمانيا للوقوف على مستواه، ليقوم الناخب وحيد حليلوزيتش بإدراج إسم لاعب لومان السابق في القائمة الإحتياطية لمباريات شهر جوان الماضي، و هو ما يؤكد أن وعلي سيُسجل حضوره مع " الخضر " في المستقبل القريب إن واصل تطوره السريع في البوندسليغا . حصيلته 6 أهداف و خمسة تمريرات حاسمة + 2596 دقيقة في المجموع و في الأخير، فإن حصيلة أول موسم لإيدير وعلي في القسم الثاني الألماني كانت ممتازة على كل الأصعدة، حيث ان الجزائري تمكن من توقيع ستة اهداف و تقديم خمسة تمريرات حاسمة، إضافة الى مشاركته في إثنين و ثلاثين مبارة كاملة بمجموع وصل الى 2596 دقيقة كاملة . بدأ موسم 2013 – 2014 مع دريسدن رغم إتصالات هيرتا برلين و بخصوص مستقبل إيدير وعلي، فإن هذا الأخير يتجه لمواصلة المشوار مع دينامو دريسدن، خاصة و أنه لعب الأسبوع المنصرم أول مبارياته في القسم الثاني الألماني لموسم 2013 – 2014 و هو ما يعني بنسبة كبيرة عدم تغيير الجزائري للأجواء و ذلك رغم العروض الرسمية المهمة التي تلقاها من طرف كل من هيرتا برلين و ماينز 05 في الميركاتو الصيفي الحالي الذي لا يزال مستمرا الى حد الساعة و هو ما يعني أن باب المفاجاة يبقى مفتوحا الى إشعار آخر