وسط حالة الترقب التي تسود أنصار المنتخب الإسباني قبل مباراة الفريق الودية المقررة الثلاثاء أمام مضيفه الهولندي، يشعر فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني للماتادور الإسباني بالتفاؤل الشديد بشأن عملية التجديد التي يجريها حاليًا لإعادة شباب الفريق بعد الخروج المهين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويأمل ديل بوسكي في أن تساهم مباراة الثلاثاء القوية أمام الطاحونة الهولندية في التأكيد على أنّ عملية إعادة بناء الفريق تسير في الإتجاه الصحيح. وكان ديل بوسكي (64 عامًا) على وشك الرحيل عن تدريب الفريق قبل 9 شهور بسبب السقوط المبكر للفريق في رحلة الدفاع عن لقبه بالمونديال البرازيلي لاسيما وأنّه كان أول فريق يودع فعاليات البطولة فعليًا بهزيمتيه أمام منتخبي هولندا 5-1 وتشيلي 2-0. ولكن انخل ماريا فيار رئيس الإتحاد الإسباني للعبة استخدم خبرته الطويلة وكل وسائله لإقناع ديل بوسكي بالبقاء في قيادة الفريق حتى العام 2016. ويعمل ديل بوسكي منذ ذلك الحين على إعادة بناء الفريق الذي حطّم به العديد من الأرقام القياسية وكان أبرزها الفوز بلقب ثالث على التوالي في البطولات الكبيرة حيث تولى ديل بوسكي قيادة الفريق بعد فوزه بقيادة المدرب الراحل لويس أراغونيس بلقب كأس أمم أوروبا (يورو2008) ليفوز ديل بوسكي مع الفريق بلقبي مونديال2010 ويورو 2012 .ولكن مشكلة الفريق في المونديال البرازيلي كانت كبر سن اللاعبين داخل الفريق بشكل عام حيث ارتفع متوسط الأعمار بالفريق للحد الذي لم يستطع معه مجاراة منافسيه. وخرج كل من كارلوس بويول وألفارو أربيلوا وتشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وديفيد فيا من حسابات الفريق بعد المونديال البرازيلي. واستعان ديل بوسكي مكانهم بلاعبين شبان مثل سيزار أزبيليكويتا وكوكي وإيسكو وخوانمي وألفارو موراتا. وسجل موراتا هدف الفوز 1-0 على المنتخب الأوكراني الجمعة في تصفيات يورو2016 وهو الفوز الذي أبقى المنتخب الإسباني في المركز الثاني بالمجموعة الثالثة في التصفيات. ولدى سؤاله عن صفارات الإستهجان التي وجهت من المشجعين تجاه الفريق خلال الشوط الثاني الهزيل في المباراة أمام أوكرانيا بمدينة إشبيليا، قال ديل بوسكي: "ليس سهلًا أن تعيد بناء فريق أنجز الكثير.. أتفهم انزعاج المشجعين.. هذا هو رد الفعل المنطقي على ما حدث بالمونديال البرازيلي". واستطرد: "قبل هذه البطولة كانوا يمدحوننا ولكنّهم يركزون الآن على ما هو سيئ أكثر من تركيزهم على ما هو جيد". وأضاف: "كل شيء يبدو أسوأ حاليًا.. ولكن الوضع ليس كذلك.. نؤدي بشكل جيد وأحيانًا بشكل رائع.. لسنا على مسافة بعيدة للغاية مما كنا عليه من قبل". وما زال ديل بوسكي مصرًا على الإستعانة بصانع اللعب المخضرم أندريس إنييستا رغم تراجع مستوى اللاعب مع برشلونة. ولكن الخطة البديلة لديل بوسكي تشير إلى رغبته في إعادة بناء خط وسط قوي للفريق حول النجم الشاب إيسكو لاعب ريال مدريد. وقال ديل بوسكي: "إيسكو من أفضل اللاعبين في جيله وهذا هو السبب وراء استدعائه لصفوف الفريق.. حجز لنفسه مكانًا في صفوف ريال مدريد وهو ليس بالأمر السهل.. لدينا ثقة بالغة في إيسكو مثل ثقتنا تمامًا في جميع اللاعبين الشبان الذين استدعيناهم.. نحاول الإستعانة باللاعبين الذين نراهم الأفضل وهؤلاء الذين يمكنهم مساعدتنا". ونفى ديل بوسكي أن يكون سعيه في مباراة الثلاثاء للثأر من المنتخب الهولندي بعد الهزيمة الثقيلة 5-1 أمام الفريق نفسه في المونديال البرازيلي ولكنّه أكّد أنّ المباراة ستكون "مهمة للغاية". وأضاف: "ستكون مباراة صعبة للغاية.. الناس سيراقبوننا بتركيز شديد للتعرف على مدى وجود تطور في الفريق". وأكّد ديل بوسكي مجددًا على رحيله من تدريب الفريق بعد يورو2016 بفرنسا. وقال: "تأثير وحماس المشجعين تجاه الفريق يمكن استعادته من خلال الإنتصارات والعروض الجيدة.. أشعر بالتفاؤل.. هدفنا الأول هو التأهل ليورو2016 .. أتمنى أن نحقق هذا الهدف". وأضاف: "فريقنا هو حامل اللقب الأوروبي ونأمل في بلوغ النهائيات بفرنسا للدفاع عن اللقب.. سنشارك في البطولة بفريق متماسك يستطيع المنافسة".