الحمد لله كل شيء على ما يرام، خصوصا بعد الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني بتأهله إلى الدور الثاني، والذي اعتبره في حد ذاته انجازا كبيرا بالنظر إلى كل ما حدث قبل المباراة الأخيرة، خاصة بعد الإخفاق الذي تعرض له منتخبنا الوطني في أول مباراة والذي كاد أن يخرجنا من سباق المنافسة على ورقة التأهل إلى دور الربع نهائي. مادمت أشرت إلى المباراة الأخيرة سنبدأ من هذه النقطة، كيف عشت تلك المواجهة؟ قبل أن أكون لاعب كرة قدم أنا جزائري أحب بلدي حتى النخاع، لذا لا أخف عليك إني عشت المباراة على أعصابي خاصة وأنها مواجهة مصرية من أجل الحسم في قضية المنتخب المتأهل إلى الدور الثاني، وما زاد من قلقي هو الوجه الذي ظهر به منتخبنا الوطني في الشوط الثاني، لأنه مخالف تماما لما سار عليه سابقه أين فرضت التشكيلة الوطنية ضغطا رهيبا على العناصر الأنغولية التي بدت مرتبكة من الاستفاقة الكبيرة لعناصرنا الوطنية التي كان بإمكانها أن تصل إلى شباك الخصم في عديد المرات لكن الحظ لم يكن إلى جانب المتألق مطمور، لكن الأمور اختلفت في شوطها الثاني أين ظهر منتخبنا بوجه مغاير تماما وهنا أريد الإشارة إلى بعض الأمور. ما هي هذه الأمور؟ صحيح أن كرة القدم العصرية أصبحت تعتمد كثيرا على لغة الحسابات، لكن ليس إلى حد المغامرة واللعب على مشاعر كل الشعب الجزائري وأنا واحد منهم، حيث أؤكد أن كل محبي المنتخب كانت تتجه أنظارهم إلى المباراة الثانية التي جمعت المنتخب المالي أمام منتخب مالاوي، وهذا بعد إدراكنا أن نتيجة مباراتنا أمام أنغولا لن تتغير بفضل المستوى الذي ظهر به المنتخبين ومحاولتهما الحفاظ على النتيجة باعتبارها تؤهلهما سويا إلى المونديال. نفهم من كلامك أن المنتخب الوطني أخطأ في محاولته تسيير مباراته أمام أنغولا؟ لا لم أقل أن المنتخب أو الناخب الوطني رابح سعدان قد أخطأ في محاولة تسيريه للمباراة في شوطها الثاني، لكن ما أردت الإشارة إليه هو من منطلق أني مناصر جزائري ومن حق كل مناصر أن يستمتع بلعب منتخبه خاصة وأننا نمتلك فريقا كبيرا يلعب كرة نضيفه وبإمكانه أن يمتع كل محبيه من جهة، فضلا من تفادي زرع القلق الزائد في نفوس الأنصار الذين عاشوا المباراة على أعصابهم في الوقت الذي كان بإمكان أشبال الناخب الوطني إنهاء اللقاء في صالحهم والتأهل إلى الدور الثاني دون انتظار المباراة الثانية. ألا ترى أن منتخبنا الوطني حاول التأهل دون بذل جهد مضاعف، خاصة وأن الخضر لعبوا مباراة كبيرة أمام المالي؟ صحيح أن منتخبنا الوطني خلال المواجهة الأخيرة حاول التأهل إلى الدور الثاني بأقل الأضرار، وهذا حق مشروع باعتبار أنهم مقبلين على لعب مباراة قوية في الدور الربع نهائي ومن حقهم التفكير مسبقا فيها لكن هذا لا يمنع أن نلعب بطريقة ذكية تمكننا من الفوز وادخار الجهد إلى ما هو قادم، لكن الحمد لله على كل شيء منتخبنا اليوم تأهل إلى الدور الثاني وأداؤه تحسن كثيرا مقارنة مع المباراة الأولى التي كانت كابوس وانزاح غمه. تقصد أن أنصار المنتخب الوطني لم يتقبلوا الهزيمة وكانت ردود فعلهم قوية؟ أمر طبيعي أن يكون رد فعل أنصار أي منتخب متأهل إلى المونديال ينهزم أمام منتخب متواضع مع احترامي الكبير لمنتخب مالاوي الذي ظهر بوجه طيب يعكس التطور الكبير الذي وصلت إليه الكرة المالاوية، لكن يجب أن نمسك العصا من الوسط فمن جهة لا يوجد منتخب لا يهزم ومن جهة أخرى الهزيمة بثلاثة أهداف دون مقابل ثقيلة حتى لا أقول كلاما أخرا، وكان يجدر بالخضر إعادة الاعتبار لأنفسهم في مواجهة مالي وهذا ماحدث بالضبط يجب أن تكون لدى أنصارنا ثقافة تقبل الهزيمة، وأريد أن أضيف أمرا مهما لو سمحت. تفضل؟ في الحقيقة المنتخب الوطني ظهر بوجهين مغايرين إلى درجة أننا كدنا لا نتعرف على الخضر في المواجهة الأولى أمام مالاوي التي ظهر فيها الخضر بوجه شاحب عكس كل التوقعات، ولكننا قدرنا الظروف وتقبلنا الهزيمة ولحسن الحظ أن منتخبنا الوطني عرف كيف يخرج من الدوامة وفترة الفراغ التي مر بها بسلام، بعد العودة القوية في المباراة الثانية أمام المنتحب المالي الذي اعتبره من أقوى المنتخبات في القارة السمراء لما يمتلكه في جعبته من كبار نجوم الأندية الأوروبية على غرار كايتا ، سيسوكو وديارا، لكن كل هذه العوامل لم تؤثر على منتخبنا الوطني الذي عرف كيف ينهي المواجهة لصالحه والخروج بثلاث نقاط ثمينة إعادة الخضر إلى الطريق الصحيح. لكن فيما يكمن سر العودة القوية للخضر في المبارتين الأخيرتين؟ المنتخب الجزائري عودنا عبر السنين أنه فريق كبير ويحسن التعامل مع المنتخبات الكبيرة، فبعد الهزيمة التي تعرض لها أمام مالاوي والتي أسالت الكثير من الحبر، وراح كل واحد يجد تفسيرات حسب مفهومه وحسب نضرته إلى مجال كرة القدم، عرف الخضر كيف يتعاملون مع الوضع وأخرجوا الفريق من عنق الزجاجة ، وهنا يكمن السر في الإرادة العزيمة والروح العالية التي تتمتع بها جل عناصرنا الوطنية التي أثبتت للكل أنها منتخب كبير وواجب على كل الفرق أن تحسب له ألف حساب، ويمكن اختصار كل ما سبق في القول أن جزائر الإرادة والعزيمة والروح العالية بإمكانها أن تطيح بأي منتخب مهما كانت قوته. أتقصد أن الروح، الإرادة والعزيمة كافية للإطاحة بالمنتخب الإفواري في الدور الربع نهائي؟ بطبيعة الحال، المنتخب الذي يتوفر لاعبوه على الصفات السابقة الذكر بإمكانه أن يطيح بأي منتخب مهما كانت قوته، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالصفات السابقة لأنني بصدد التكلم عن المنتخب الوطني الذي يمتلك في تعداده مجموعة قوية ومتماسكة، بالإضافة إلى الفرديات اللامعة التي يتمتع بها أشبال الناخب الوطني رابح سعدان، وهنا يصبح أمر امتلاك الروح العالية والعزيمة من أجل جلب الفوز يقف في وجه أي فريق مهما كان يمتلك في صفوفه من لاعبين ذوي مستوى عالي. إذن أنت متفائل بإمكانية الخضر في تخطي عقبة منتخب دروقبا؟ إن لم أكن متفائل وواثق في نفس الوقت من إمكانيات المنتخب الوطني فعليا أن لا أناصره، لقد مررت من نفس الطريق الذي تسير فيه العناصر الوطنية اليوم، وأنا أؤمن بإمكانية منتخبنا الوطني في تخطي كل العقبات وتذليل كل الصعاب مهما كانت درجة صعوبتها. العديد من الأخصائيين أكدوا أن مهمة الخضر لن تكون سهلة بالنظر إلى احترافية العناصر الإفوارية التي بإمكانها التعامل مع كل الأوضاع وامتصاص حرارة عناصرنا الوطنية، ما هو رأيك؟ صحيح أن المنتخب الإفواري فريق كبير وهذا الأمر لا غبار عليه، و أنه يمتلك في صفوفه كبار نجوم الأندية الأوروبية على غرار دروقبا، كالو و يايا توري لكن هذا لا يعني أنه فريق لا يهزم كيف لا وهو الذي انهزم برباعية في الدورة السابقة وأمام من أمام المنتخب المصري ... يجب علينا الوثوق في إمكانيات العناصر الوطنية التي هي الأخرى لا تقل أهمية عن سابقتها باعتبار أن جل اللاعبين الجزائريين ينشطون في البطولات الأوروبية واحتكاكهم مع كبار نجوم العالم مستمر، الأمر الذي يبعث بالتفاؤل قبل المواجهة المرتقبة أمام منتخب الفيلة. ألا ترى أن الوضع يختلف عن مباراتهم أمام مصر في القاهرة، أين عرفت البعثة الإفوارية عدة عراقيل أثرت سلبا على مردودهم فوق أرضية الميدان؟ صحيح أن الوضع مختلف مع ذلك الذي عاشه المنتخب الإفواري في مصر، لكن هذا لا يعني أن ينهزم برباعية كاملة، نحن كذلك تعرضنا إلى ما هو أسوء لكننا لم ننهزم بذات النتيجة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن مهما كانت قوة المنتخب الإفواري الذي احترمه كثيرا لديه بعض نقاط الضعف التي يجب على اللاعبين والطاقم الفني استغلالها من أجل الإطاحة به. على ذكر نقاط ضعف منتخب الفيلة، فيما تتلخص هذه النقاط؟ صراحة هذا الأمر يتعلق بالناخب الوطني الذي هو أقرب من المنافسة الإفريقية ويكون قد عاين المنتخب الإفواري ووقف عند كل صغيرة وكبيرة تتعلق به، وهو على دراية كاملة بنقاط قوة المنتخب ونقاط ضعفه، لكن حسب تجربتي القصيرة في مجال الكرة وعلى ضوء المبارتين السابقتين للمنتخب الإفواري فإن أهم نقاط ضعفه تكمن في ثقل محور دفاعه وهو ما يمكن استغلاله بالنظر إلى السرعة التي يتمتع بها مهاجمي الفريق الوطني على غرار مطمور وغزال اللذان من شأنهما أن يقلقوا الدفاع الإفواري ولما لا مباغتته بأهداف. نبتعد قليلا عن مباراة الربع نهائي، ما هو رأيك في التصريحات الأخيرة لروراوة أين أكد أن لعب أربع مباريات في الكان تضمن التحضير الجيد للمونديال؟ أرجوك أعفني من الجواب على هذا السؤال ... لأن الأمر يخص الإتحادية الجزائرية لكرة القدم والممثلة في شخص الحاج محمد روراوة الذي احترمه واحترم كل قراراته لأنها صائبة في مجملها، وأنا متأكد أن ما أراد قوله هو أن الجزائر حققت الهدف الأول وهي الآن تركز على المباراة الرابعة ، وفي نفس الوقت هذه المباريات تساعد اللاعبين على الانسجام أكثر. من بين المنتخبات المتأهلة إلى الدور الربع نهائي من هما المنتخبين اللذان ترشحها لبلوغ النهائي؟ صعب التكهن في هذا الأمر لأن جل الفرق المتأهلة إلى الدور الربع نهائي قوية، وإلى حد الآن لم تتضح الرؤى جيدا ففي البداية كنا نتوقع هيمنة الفرق المتأهلة للمونديال، ولكننا شهدنا مفاجآت من العيار الثقيل فمن كان يتصور أن ترغم بوركينافاسو منتخب كوت ديفوار على التعادل فضلا عن المنتخب للكاميرون الذي انهزم في أول مباراة وكذا هزيمة الخضر أمام مالاوي وهو ما يجعل الأمور أصعب في تكهن من سيتأهل إلى الدور القادم وإلى الدور الذي يليه، لكن الأمر المفروغ منه هو أن الفريق الذي يحسن التعامل فوق الميدان ويعرف كيف يحافظ على كامل تركيزه هو الذي يخرج فائزا في النهاية لأن مباريات الدور الثاني تلعب على أدق التفاصيل وخطأ واحد قد يعجل برحيلك من أنغولا. من فضلكم كلمة أخيرة؟ أشكر جريدتكم على هذه الالتفاتة الطيبة والتي أتاحت لنا فرصة التحدث عن منتخبنا الوطني بكل شفافية ... وأقول لكل الشعب الجزائري أنه حان الوقت المناسب من أجل أن نلتف حول منتخبنا الذي أظهر أنه كبير وانه يسعى دائما إلى إدخال البسمة إلى قلوبنا .. وفقهم الله في مسعاهم وبإذن الله الجزائر ستعلق النجمة الثانية.