ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال زيدان.. نجم المنتخب الجزائري سابقا
نشر في الشباك يوم 25 - 02 - 2010


صاحب الهدف الوحيد للجزائر في مونديال 1986
يتعذب في صمت قصة حياته أشبه بقصص ألف ليلة وليلة، ما إن تنتهي من قصة حتى تجد نفسك تسبح في قصة جديدة، وبين كل قصة وقصة، تسافر بعيدا بعيدا، وما إن تعود إلى مكانك تجد نفسك تقول "ما أصعب أيام الدهر"، خاصة الأيام التي تحسب لها حساب، فليتصور كل واحد منا أن يجد نفسه وحيدا، "لا دار ولا دوار" وأنت الذي كنت تحمل فوق الرؤوس وعلى الأكتاف، وأنت الذي تغنى باسمك كبار الفنانين والمطربين، كيف سيكون إحساسك، أكيد أنك ستصاب بدوار شديد، بل قد تفقد "عقلك" فلا غرابة إذا تم نقلك على جناح السرعة إلى إحدى المصحات العقلية. ذلكم هو مدخل لمسيرة وحياة صاحب الهدف الوحيد للمنتخب الوطني في مونديال المكسيك عام 1986، جمال زيدان، الذي تناساه حتى من يملكون القرار، وذلك هو المرض الذي ابتلاه اللّه به العديد من أصحاب "السلطة".
لعل الكثير من الجزائريين يحفظون عن ظهر قلب قائمة اللاعبين الذين مثلوا الجزائر في مونديال الأندلس عام 1982 ومونديال المكسيك 1986، بل كلنا نعرف التشكيلة الأساسية التي زلزلت الأرض تحت أقدام الألمان، والمتشكلة من الحارس مهدي سرباح ومنصوري ومرزقان وقريشي وڤندوز وبعدهم نجد دحلب وفرڤاني وبلومي وعلى الجناحين ماجر وعصاد، لكن من هو اللاعب الذي لعب كرأس حربة في الخط الهجومي، أكيد أنكم تعرفونه، إنه جمال زيدان، المهاجم الذي لقبه الألمان بالثعلب الماكر، وأين هو الآن؟، ولماذا لا يذكر اسمه إلا نادرا؟، وقبل أن تجيبنا الأيام عن سر "الإجحاف" الذي تعرض له هذا اللاعب دعونا نغوص في أعماق مسيرة جمال زيدان، وكيف بدأ مداعبة الكرة؟.
ذكريات الثورة والاستقلال.. أحزان الطفولة وأفراحها ولد جمال زيدان في الثامن والعشرين سبتمبر من عام 1955، وكان مولد زيدان بحي الأبيار الشعبي، عرف منذ نعومة أظافره بحبه وولعه الشديد للجزائر، فكان من بين البراعم الذين شاركوا في الثورة التحريرية، إذ عرف بذكائه الخارق وكرهه للفرنسيين، الأمر الذي استعان به المجاهدون البواسل في العام الأخير من الثورة التحريرية بنقل الرسائل، فكان من البديهي أن يخرج زيدان وعلى غرار أبناء الشعب الجزائري في الخامس من شهر جويلية عام 1962 إلى شوارع العاصمة حاملا الراية الوطنية ويغني "الجزائر حرة مستقلة".
أول إجازة رسمية كانت مع اتحاد العاصمة بعد بلوغه سن الثانية عشر من العمر، أمضى زيدان على أول إجازة رسمية كانت مع فريق اتحاد العاصمة، وهو الفريق الذي كانت عائلة زيدان تناصره، الأمر الذي جعل الإبن جمال ينشأ في بيئة جميع أفراد عائلتها "ايسميست"، وبما أن جمال زيدان عرف بمهارته الفائقة في لعبة كرة القدم قبل بلوغه سن العاشرة، فقد كان لوحده يهزم فرق أحياء منطقته، كونه يجيد المراوغات والقذفات الصاروخية التي كثيرا ما أفقدت وعي حراس المرمى. انتقاله إلى اتحاد العاصمة شكل بداية حقيقية في مجرى حياة ومسيرة جمال زيدان، حيث امتزج حبه لاتحاد العاصمة بحبه لكرة القدم، فولّد جمالا في لعبة الكرة فوق المستطيل الذي لم يكن أخضرا آنذاك، كون جميع ملاعبنا كانت ترابية، لكن زيدان كان لا يبالي بالغبار الذي يتصاعد من أرضية الميدان، فلقطة واحدة كانت تلهب الجماهير من فوق المدرجات.
شهرة جمال زيدان سبقته قبل أن تتم ترقيته إلى فئة الأكابر، فطريقة لعبه كما سبق الذكر فرضت على مسيري اتحاد العاصمة ترقيته إلى الأكابر، حيث لعب أول مباراة رسمية إلى جانب الرئيس الحالي لاتحاد العاصمة، سعيد عليق، وعمره لا يتعدى الثامنة عشرة، ورغم صغر سنه إلا أنه استطاع أن يفرض مكانته في فريق كان من الصعب جدا أن يضم لاعبا وهو لا يتجاوز الثامنة عشرة أساسيا في منصب قلب هجوم. تسع سنوات في فريق سوسطارة إمتدت مسيرة جمال زيدان في فريق اتحاد العاصمة لمدة تسع سنوات، من عام 1967 إلى عام 1976، سجل فيها أهدافا لا تعد ولا تحصى، لكن جميع أهدافه خاصة مع صنف الأكابر الذي لعب له ثلاث مواسم جانبت حلاوة التتويج، حيث لم يحالف الصغير جمال زيدان الحظ في معانقة ولو مرة واحدة كأس الجزائر؛ لعب جمال زيدان لأكابر اتحاد العاصمة ثلاث مواسم من 1972/1973 إلى غاية 1975/1976، سجل فيها ما مجموعه 28 هدفا، ففي موسمه الأول في صنف أكابر والذي تزامن مع نزول الفريق إلى الدرجة الثانية سجل سبعة أهداف، وقد ساهم بأهدافه هذه بعودة الاتحاد إلى القسم الأول، وفي الموسم الموالي ارتفع عدد أهدافه إلى تسعة أهداف، الأمر الذي جعله ينال رضى المدرب الوطني آنذاك رشيد مخلوفي، حيث وجه له الدعوة للمشاركة في دورة الصداقة العربية بالجماهيرية الليبية، وبعد أن تأقلم جمال زيدان مع بطولة القسم الوطني الأول، كان من البديهي أن ترتفع أهدافه، حيث سجل في الموسم الثالث اثني عشر هدف، الأمر الذي جعله محل إعجاب الكثير من رؤساء النوادي آنذاك، لكن فضّل الشاب زيدان الذي كان يبلغ من العمر 21 سنة الهجرة إلى فرنسا.
زيدان في فرنسا بعد أن أرعب جمال زيدان المدافعين والحراس حمل حقيبته في سرية تامة متجها إلى ديار الغربة فرنسا، ولم يخبر والديه إلا بعد أن أمضى على إجازة لنادي كورياي الفرنسي، المنتمي إلى الدرجة الثالثة، وهو الفريق الذي لم يتأقلم معه حيث اعترضته الكثير من العوائق والمشاكل، بسبب العنصرية التي كان ينتهجها مدرب الفريق المسمى جورج أيلي، وهو من مواليد مدينة خنشلة، حيث حرم جمال زيدان من التألق والبروز بسبب إبقائه على دكة الاحتياط، حيث كانت له اتجاهات عنصرية، فحتى وإن لم يكن يظهرها للعيان إلا أن في داخله كان يتسم بالعدوانية، الأمر الذي عرقل مسيرة جمال زيدان. الأمر الذي دفع بجمال زيدان في نهاية الموسم الكروي 1976/1977، إلى مغادرة ليس مغادرة نادي كورياي فحسب بل مغادرة الأراضي الفرنسية والانتقال إلى الجارة بلجيكا، حيث أمضى زيدان على إجازة لنادي نيكلاس.
زيدان في بلجيكا بعد أن حط رحاله بالأراضي البلجيكية قرر جمال زيدان الانضمام إلى إحدى النوادي الهاوية واسمه إيكلو KFC Eeklo، ونظرا لمستوى لاعبيه ومستوى البطولة التي كان ينتمي إليها هذا الفريق، استطاع زيدان أن يسجل في موسم واحد 32 هدفا، إلى درجة أنه سجل في لقاء واحد ضد نادي أرمين سبعة أهداف كاملة، رغم أنه دخل في الدقيقة الواحدة والثلاثين من المرحلة الأولى. كان بإمكان زيدان رفع حصيلته من الأهداف أكثر من واحد وثلاثين هدفا لولا إقالة المدرب أولد إيماندوسويغ، وكان خليفته روبير مار، فرنسي الجنسية، وراء المشاكل التي تعرض لها زيدان، الأمر الذي جعله يغادر النادي، بالرغم من صعوده إلى الدرجة الثالثة، حيث انتقل في الموسم الرياضي 1978/1979 إلى نادي سانت إيكلاس وهو من الدرجة الثانية، فبعد بداية صعبة عانى فيها إبن فريق اتحاد العاصمة الأمرين، سرعان ما تأقلم في منافسة بطولة الدرجة الثانية، حيث سجل لوحده خلال مرحلة العودة 12 هدفا، يضاف إليهم الهدفين الذين سجلهما في مرحلة الذهاب، ما دفع بإدارة النادي إلى التراجع عن قرارها السابق بالتخلي عن زيدان، حيث تم الاحتفاظ به، كيف لا وهو الذي أنهى ترتيب الهدافين في الفريق في المرتبة الثانية وبفارق هدف واحد عن بون انربوخ، الألماني الجنسية. الموسم الموالي سجل زيدان سبع عشر هدفا، وتوج بلقب هداف الفريق، الأمر الذي دفع بمسيري نادي كورتري المنتمي إلى الدرجة الأولى إلى شراء عقده قبل سنة من إتمامه، وكان يعد نادي كورتري آنذاك من بين أقوى النوادي البلجيكية وكان شبح النوادي الكبيرة كألاندرلخت ونادي بروج وستندار لياج، ودام بقاء زيدان في نادي كورتري أربع مواسم كاملة إلى غاية موسم 1983/1984، حيث غادره إلى نادي واتر شاي من الدرجة الأولى. سجل جمال زيدان في أول موسم له مع نادي كورتري ثلاثة عشر هدفا، وفي الموسم الموالي تدنى مستواه بسبب إصابة كان قد تعرض لها في إحدى الحصص التدريبية، الأمر الذي جعل حصيلة أهدافه لا تتعدى السبعة، لكن بعد الوجه الرائع الذي قدمه في مونديال إسبانيا مع المنتخب الوطني، كرر عدد الأهداف التي وقعها في أول موسم له مع ناديه، حيث سجل ثلاثة عشرة هدفا أيضا، وكان بإمكانه رفع العدد إلى أربعة عشر هدفا لولا إخفاقه في تسجيل ضربة الجزاء التي أهدرها في آخر لقاء من عمر البطولة البلجيكية أمام نادي بروج الذي انتهى بدون أهداف.
وبعد تألقه اللافت للانتباه في مونديال 1982 وصلته عدة عروض من أندية أوروبية كبيرة لضمه إلى صفوفها، لكن مسؤولي ناديه البلجيكي كورتري رفضوا التفريط فيه، ليحرم من اللعب لإحدى النوادي الأوروربية الكبيرة، على غرار انتر ميلانو الإيطالي وكولون الألماني وتوتنهام الانجليزي. حرمانه من اللعب لفريق كبير أثر إلى حد كبير على معنويات جمال زيدان، ولم يحالفه الحظ في آخر موسم له مع فريق "الثلج" الإسم الذي كان يشتهر به نادي كورتري للون لباسه الناصع البياض، حيث لم يسجل إلا ستة أهداف، الأمر الذي جعله يقرر الرحيل من نادي كورتري تاركا وراءه سجلا حافلا من الأهداف، ليلعب لنادي واترشاي من الدرجة الأولى، سجل له سبعة عشر هدف، سبعة أهداف الموسم الأول 1984/1985 وستة أهداف في الموسم الموالي وأربعة في الموسم الثالث والأخير، لينتقل بعدها إلى نادي ساك الهاوي إلى غاية اعتزاله لعبة كرة القدم عام 1990 ليدخل بعدها عالم "البزنسة" ويفتقد ما حققه من ثروة مالية طائلة، ووجد نفسه بعدها وكأنه لم يحترف اللعبة إطلاقا.
زيدان وقصته مع "الخضر" قصة ابن اتحاد العاصمة مع الفريق الوطني، بدأت قبل أن يحترف بفرنسا وبلجيكا، حيث استدعاه المدرب رشيد مخلوفي في اللقاء الودي الذي خاضه منتخبنا الوطني أمام المنتخب الألباني يوم 8 جانفي 1975، وانتهى لمصلحة الفريق الوطني الجزائري بنتيجة عريضة أربع أهداف دون رد، وكان حينها جمال زيدان يبلغ من العمر 21 سنة وثمانية أشهر. بعدها توقفت مسيرة جمال زيدان مع الفريق الوطني، إلى أن تم تعيين المدرب الروسي روغوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب، خلفا لخالف محي الدين، وذلك للمشاركة في اللقاء الهام الذي خاضه زملاء بلومي في العاصمة النيجيرية لاغوس، برسم ذهاب الدور الأخير من إقصائيات مونديال إسبانيا.
على عكس المرات السابقة، كان زيدان فأل خير على "الخضر"، حيث تمكن المنتخب الوطني من العودة بفوز تاريخي من نيجيريا بقهره النسور الخضراء بهدفين نظيفين، سجل منها زيدان الهدف الأول في حين سجل الهدف الثاني لخضر بلومي. لقاء العودة الذي لعب بملعب قسنطينة ال17 جوان، شهد فوز المنتخب الجزائري بهدفين دون رد، فحتى وإن لم يسجل زيدان أي هدف إلا أنه كان من صانعي الفوز والتأهل إلى المونديال الأندلسي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية.
زيدان... أحزان في ليبيا وفرحة في اسبانيا كان جمال زيدان ضمن قائمة اللاعبين المشاركين في كأس أمم إفريقيا، حيث تم اختياره من طرف المدرب محي الدين خالف، لكن إدارة ناديه كورتري رفضت تسريحه، وبعد تدخل جهات عليا استجاب رئيس فريقه موريس بارتر لمطلب مسؤولي منتخبنا الوطني؛ زيدان لم يفرح الجزائريين في دورة ليبيا بعد إخفاق المنتخب في لقاء الدور نصف النهائي أمام المنتخب الغاني الذي انتهى لمصلحة هذا الأخير ب3/2 بعد الوقت الإضافي، لتسيل دموع زيدان كما سالت دموع الكثير من الجزائريين لضياع الكأس الإفريقية التي كانت بين أيدي لاعبينا. لكن آلام التحسر والخيبة في انتزاع كأس أمم إفريقيا بليبيا عوضها زيدان بدموع الفرح، خاصة في اللقاء الأول أمام ألمانيا، حيث لعبه زيدان أساسيا، وحتى وإن لم يهز شباك الحارس شوماخر، إلا أنه أقلق الدفاع الألماني بقيادة كالتز، ويرجع له الفضل في الهدف الأول الذي سجله رابح ماجر، حيث مرر كرة عن طيق من ذهب إلى بلومي الذي كان بإمكانه هز شباك شوماخر، لولا ارتطام الكرة بصدر هذا الأخير قبل أن تجد قدم ماجر الذي أسكنها الشباك بطريقة فنية رائعة. زيدان لعب اللقاء الموالي أمام النمسا، لكن لم يقدم ما كان منتظرا منه مما اضطر الطاقم الفني إلى تعويضه خلال اللقاء الأخير أمام الشيلي بلاعب مولودية وهران آنذاك التاج بن سحاولة. بعد مونديال الأندلس، واصل جمال زيدان مسيرته مع "الخضر"، حيث امتدت إلى غاية مونديال المكسيك عام 1986. زيدان يخفق في مصر وينجح في المكسيك شارك زيدان في الكثير من المباريات الاقصائية لمونديال المكسيك، الأمر الذي جعله ينال ثقة المدرب رابح سعدان، الذي راهن عليه قبل المونديال في الدورة الخامسة عشرة من كأس أمم إفريقيا التي جرت ربيع عام 1986 بمصر، لكن ورغم مشاركة زيدان وألمع لاعبينا المحترفين آنذاك يتقدمهم ماجر، إلا أن المنتخب أقصي في الدور الأول، ولم يسجل زيدان أي هدف، لكن في المونديال المكسيكي، كان لزيدان شرف تسجيل الهدف الوحيد لمنتخبنا الوطني، إثر مخالفة مباشرة على بعد 22 مترا من الحارس الإيرلندي أسكنها شباكه بطريقة بديعة أفرح بها الجماهير الجزائري بتعديله للنتيجة، لكن زيدان لم يستطع تكرار ما فعله لا في اللقاء الموالي أمام البرازيل ولا في اللقاء الثالث أمام إسبانيا، ففي كلا اللقائين خسرهما المنتخب الجزائري على التوالي 1/0 و3/0، ليخرج المنتخب الوطني من الدورة بنقطة واحدة كانت من صنع زيدان، وبذلك ودع هذا الأخير الألوان الوطنية إلى الأبد، تاركا وراءه ذكريات جميلة، ما أجملنا أن نستعيدها في زمن افتقدنا فيه إلى الأفراح والانتصارات. الإعتزال، البزنسة، المرض والنسيان..
عوامل اجتمعت ضده بعد انتهاء الموسم الرياضي 1989/1990، كان جمال زيدان قد بلغ من العمر 35 سنة، ليقرر اعتزاله اللعبة نهائيا، بعد أن لعب المواسم الثلاثة الأخيرة في نادي ساك الهاوي، ليدخل بعدها كما سبق الذكر عالم "البزنسة". زيدان اللاعب الذي أدخل الفرحة إلى بيوت الجزائريين في أمسية رمضانية من عام 1986، بتسجيله الهدف الوحيد في شباك منتخب إيرلندا الشمالية، تعرض إلى داء مزمن، ولم ينفع معه لا طبيب ولا طالب، ليدخل مع مرور السنوات عالم النسيان، وكل من شاهد صاحب الشعر الكثيف في عز أيامه مع المنتخب الوطني يجزم أنه ذلك اللاعب الذي "زهّى" الجزائريين بأهدافه الرائعة. زيدان يعاني اليوم "يا سادة يا سامعين" مرضا خطيرا، ولكن للأسف لم يتلق أبسط مساعدة سواء من الدولة أو من الفريق الذي نشأ وترعرع فيه اتحاد العاصمة، زيدان لا تحزن ولا تبكي وعليك بالصبر إن الله مع الصابرين، فنحن معك بقلمنا بعد أن أعطى المسؤولين ظهرهم لك، وهم الذين استقبلوا زيدان الفرنسي استقبال الأبطال، رغم أنه فضل الدفاع عن الألوان الفرنسية بدل من الألوان الجزائرية، أليس من حق زيداننا أن يكرم كما كرم زيدان الفرنسي؟!.
البطاقة الفنية لجمال زيدان:
الاسم: جمال
اللقب: زيدان تاريخ الميلاد: 28/04/1955 بالجزائر العاصمة
المنصب: قلب هجوم
عدد المشاركات الدولية: 15 مقابلة.
أول مقابلة دولية: أمام مالطا جانفي 1975.
آخر مقابلة دولية: أمام إسبانيا جوان 1986.
الأندية التي لعب لها جمال زيدان: من 1967 إلى 1976 إتحاد الجزائر.
من 1976 إلى 1977 نادي كوراي الفرنسي من الدرجة الثالثة.
من 1977 إلى 1978 نادي إيكلو البلجيكي الدرجة الرابعة.
من 1978 إلى 1980 سانت نيكلاس البلجيكي من الدرجة الثانية.
من 1980 إلى 1984 نادي كورتري البلجيكي من الدرجة الممتازة.
من 1984 إلى 1987 واترشاي البلجيكي من الدرجة الممتازة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.