صدر مؤخرا عن دار ''ميم للنشر'' لصاحبتها الكاتبة والمترجمة الجزائرية آسيا علي موساي كتاب جديد للقاص والكاتب الشاعر خالد ساحلي بعنوان ''الحكاية الزائدة عن الليلة الألف''، هذه المجموعة القصصية تأتي بعد إصداره في العام الماضي لمجموعة ''لوحات واشية'' عن نفس الدار، الإصدار الذي حصد فيه تجربته في القصة القصيرة جدا. الحكاية الزائدة عن الليلة الألف''، مجموعة قصصية تحاول أن تقدم نموذجا حديثا للكتابة في حقول القصة، وقد جاء الكتاب في 140 صفحة تحمل عناوين قصصه مقاربات لوعي الإنسان بقضايا عصره، منها ما يأتي كي يفصح عن تجربة العودة إلى الذات مثل قصة ''زمن الحرام''، ومنها ما يجسد إشكاليات المثقف في مواجهة زمن لا يستطيع مجابهته مثل حكاية ''الرجل الذي رهن عقله''. أيضا نجد الكاتب خالد ساحلي يبرهن عن وجوده في فن القص حينما يقرع باب الوصف والخيال في قصة ترتكز على بنية فنية تستقطب عوالم ألف ليلة وليلة وهي القصة التي جاءت عنوانا للكتاب ''الحكاية الزائدة عن الليلة الألف''، ذلك الحوار الكاشف بين الخليفة والناصح الأمين حيث توازيها قصة أخرى جاءت تحت عنوان ''مملكة الظل'' تجد هناك نوعا من التكامل بين الحكاية والخيال المؤسس والسحر الأدبي في الحكاية الزائدة عن الليلة الألف والخيال الجامح المرتحل بين أسرار الأنفس والأهواء في ''مملكة الظل''، وتأتي بعض القصص لترسم علاقة الإنسان بغير وطنه، وهو يحاول أن يقرر معالم الهجرة إلى مواطن أخرى مثل قصته ''الفأر المهاجر''، والقصة التي تحكي عن حوار الحضارات تلك التي رسمها تحت ظل ''اللاجئ السياسي''، تظهر حوارا يجري بين هذا اللاجئ السياسي وزوجته الأجنبية ذلك الذي يفضح فيه سياسية معينة تستند على ركائز القهر والتهميش للإنسان. كما توجد قصص ممتلئة بالقصص الفني والرؤى النقدية التي تتصف بها أغلب القصص، وقد قدم للكتاب الدكتور والناقد الجزائري سفيان زدادقة، حيث نقرأ على ظهر الغلاف ما جاء في مقدمته '' فالقصة الجيدة في نظري ونصوص خالد ساحلي التي أقدمها في هذا المقام تمثل نموذجا حيا لها تنطق بالغائب والمحرم والمخيف والمجهول والمسكوت عنه واللامفكر فيه، تنطق بالمزعج والغريب والمر والمستحيل، إنها فن يؤكد دوما على الإنسان الآخر فينا، أن نقول أنفسنا من خلال الآخرين، أنا لا أنا كما قال درويش، هي نص الآخر، نص المختلف والمغاير، حيث تجلي النحن والأنت والهُم أكبر بكثير من تجلي الأنا، هي نص يستهدف اكتشاف وتملك أرض الغرباء، قطع مساحة الفراغ التي تفصل بيننا، إنها ليست اعترافا أو سيرة ذاتية بالضرورة، ولكنها بالضبط تعني لكاتبها أحد مظاهر تجاوزه المعجز للعالم وحدوده الضيقة، وقدرته على تحويل الواقع إلى أشكال وصور شعرية من محض اختياره النسبي.