مصطفي براف.. الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائرية بتأثر شديد، يتحدث الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى براف، عن شهادته الحية حول فقيد الجزائر العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني الجزائري، الذي اغتالته أيادي الغدر أمس بمكتبه، حيث كشف العديد من خصال الرجل التي يجهلها الكثير، فهو من الرعيل الأول الذي أسهم في استرجاع الجزائر لسيادتها، كما واصل في خدمة الوطن بانضمامه إلى الجيش الوطني الشعبي، حيث تقلد عدة مسؤوليات بجهاز الاستعلامات حتى وصل إلى رتبة عقيد، التي تقاعد بها قبل أن يتحول إلى سلك الأمن الوطني، ليواصل خدمته للجزائر من خلال قيادته الحكيمة للجهاز في معركته ضد الإرهاب والأخطار التي كانت تحدق بالبلاد. كنت من الذين عرفوا الفقيد علي تونسي عن قرب، هل لك أن تعطينا شهادة حية عن خصال الرجل؟ هو مجاهد من الرعيل الأول الذين حاربوا فرنسا وأخرجوها، ومن المجاهدين الذين دخلوا الجزائر حاملين الراية الوطنية، ولقد مر في حياته بعدد من المراحل الصعبة، كما كان يحب الجزائر والجزائريين كثيرا وكان الحق بالنسبة إليه هو كل شيء ومن مبادئه التي دافع عنها طيلة حياته بشجاعة كبيرة، لأنه كان رجلا شجاعا جدا ومقدام في كل المهام التي أوكلت إليه. قلت أنه كان شديد الحب للجزائر وللحق، إذن كيف كان ينظر إلى دوره في خدمة مصالح البلاد، لاسيما وأنه خدم الوطن في شبابه وشيبه؟ ليكن في علمك أنه كان من الأوائل في الدفاع عن الوطن ومحاربة كل الآفات والمخاطر التي كانت تهدد سلامة وأمن البلاد، وأتقدم إلى كل المنتسبين إلى سلك الشرطة الجزائرية بالتعازي الخالصة ونطلب منهم التحلي بالشجاعة وأن يكونوا خير خلف وإكمال المسيرة التي بدأها المرحوم. كيف تصف لنا العلاقة التي كانت تربطك بالفقيد؟ كان بالنسبة لي بمثابة الأخ، حيث كان لا يمل من سرد المغامرات التي مرت عليه مع المجاهدين أثناء الثورة التحريرية، وكان ينوي تأليف كتاب حول التجارب التي مر بها مع رفاقه المجاهدين في الجبال. ما هي آخر مرة التقيت فيها بالشهيد علي تونسي؟ لقد كان ذلك الأسبوع الماضي فقط، وقد قال لي وهو يشير إلى إحدى الصور التي كانت تجمعه برفقاء الجبل، أنه لم يبقى على قيد الحياة من هؤلاء سوى اثنان، وأشار إلى نفسه ومسؤول منظمة المجاهدين بولاية بلعباس. من المعروف عن الفقيد شغفه بالرياضة، فأي من الرياضات كانت تستهويه أكثر؟ على كل حال كان الفقيد محبا كثيرا للرياضة بكل أنواعها، كما كان يكن حبا شديدا للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي أعاد اللحمة بين الجزائريين، وأذكر أن أول مرة عرفت الفقيد فيها كانت بمناسبة البطولة العسكرية العالمية لكرة السلة، التي احتضنتها الجزائر في عقد ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان يشغل منصب مدير الرياضة العسكرية في وزارة الدفاع الوطني، وأنا كنت لاعبا في المنتخب الوطني العسكري لكرة السلة آنذاك. تفيد المعطيات التي بحوزتنا أن الفقيد سبق له وأن أشرف على تسيير اتحادية التنس، فهل كان ذلك مجرد صدفة أم ضمن اهتمامه الكبير بالرياضة؟ ما يمكن قوله في هذا الإطار هو أن شدة ولعه بالرياضة جعلته لم يتردد في دخول مغامرة أخرى بعد تقاعده من خدمة الجيش الوطني الشعبي، حيث ترأس الإتحادية الجزائرية للتنس، وهو مولع أيضا بهذه الرياضة التي مارسها وبقي يمارسها يوميا إلى غاية الآن رفقة أصدقائه رغم تقدمه في السن. هل من كلمة أخيرة تضيفها عن فقيد الجزائر؟ "خدعونا فيه" وراح ضحية نيته وإخلاصه لعمله، تصور أنه وُجد مقتولا وهو مرتديا قميصه فقط، فقد تخلى عن سلاحه بمجرد أن باشر عمله، وربما للمصادفة أيضا أنه قال لي الأسبوع الماضي "سأستقبل خلال هذا الأسبوع كل واحد يطلب مقابلتي" بل وردد الكلمة بقوله بأنه يجب أن يستقبل الجميع لا سيما المسؤولين منهم، فقد كان يكره أن يأتيه زائر ويماطل عليه، لأنه يكره أيضا التعطيل في رؤية المسؤولين كي لا يبقى في أنفسهم أي حرج تجاهه فهذه هي خصاله التي عرفتها عليه.