هي صور ثلاث، شدت انتباهي واسترعت اهتمام المشجعين والمشاهدين مساء أمس، في لقاءين اثنين من ثمن نهائي كأس الجزائر.. أما الصورة الأولى فهي للمخضرم دزيري بلال وهو يهمّ بمغادرة أرضية ميدان ملعب خمسة جويلية بسبب الطرد الذي تعرض له من طرف حكم اللقاء بعد تلقيه البطاقة الحمراء.. بلالو، وهو يمغادر زملاءه رمى بشارة القائد على الأرض، قبل أن يلتقطها زميله في الفريق.. تلك الشارة لونها أخضر وأبيض، وبلال كان يرتدي قميصا لونه أحمر.. المفارقة العجيبة هو أنني كنت أمدح بلال قبل لقطة طرده بقليل، وهو نفس تصرف الآلاف مثلي من الأنصار، لكن دزيري فضّل نهاية مغايرة لتلك التي أردناها له.. الصورة الثانية هي للاعب وسط ميدان وفاق سطيف خالد لموشية، الذي غادر ميدان ملعب الشهيد العقيد لطفي متأثرا من الاستقبال الغريب الذي حظي به هناك من طرف أنصار وداد تلمسان، الذين كانوا يرددون جملة أغضبته بزاف بزاف، وذلك كلما لامست رجله الكرة.. هي الجملة التي كانت كفيلة بإخراج هذا اللاعب الهادئ عن صمته، حيث قال في نهاية المباراة كلاما مؤثرا بزاف بزاف: لم أندم على ما قدمته للخضر.. أرفض أن يسبني الناس أو أن يشكك أحدهم في وطنيتي دون سبب.. لست أنا من يجب شتمه.. دمي سال في القاهرة من اأجل الخضر.. ربي يسامحهم.. المشكل هو أن لموشية، ابن وادي سوف، كان قبل اليوم بطلا قوميا بكل المعايير، حتى أن الناس كانوا يتناطحون لأجل أخذ صور معه.. الصورة الثالثة هي لفوزي شاوشي وهو يتألق مع فريقه وفاق سطيف في نفس مباراة وداد تلمسان.. كان هذا الحارس الشاب ينال هتافات ومساندة أنصار ملعب العقيد لطفي كلما قفز مع الكرة أو ارتمى عليها أو احتضنها.. 18 ألف حنجرة في المدرجات، من الفريق الخصم وبملعبه، كانت تهتف باسم ابن برج منايل.. وقبل هذا التاريخ كان هذا الشاب المتألق عنوانا لكل الأوصاف القبيحة، عندما فعل ما فعل في مباراة مصر في أنغولا، حيث طاح عليه الجميع ونسوا كل ما فعله للجزائر من قبل.. المهم في كل هذا هو أن الأنصار سلاح قاتل، قد يكونون لك أوعليك.. وللحديث بقية.