يستحضر الجزائريون المخضرمون بكثير من الحنين والإكبار، مآثر النجم الدولي السابق التاج بن ساولة الذي صنع الفارق في أصعب مواجهتين للجزائر ضمن تصفيات مونديال 1986، والمثير أنّ الخصم في صيف 1985 كان زامبيا زمن “كالوشا بواليا”، وها هي الرصاصات النحاسية ذاتها تعود كعقبة في طريق الجزائري المونديالي زوال هذا السبت بلوزاكا وليلة الثلاثاء القادم في حديقة حملاوي، ومعها يمنّي الجزائريون أنفسهم بظهور بن ساولة جديد، يتولى صعق الزامبيين مجددا. الهدّاف الجزائري الفذّ بن ساولة (مواليد الفاتح ديسمبر 1954 بمدينة حمام بوحجر في ولاية عين تيموشنت) بزغ نجمه باكرا، حيث افتكّ مكانة أساسية في نادي مولودية وهران وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة (موسم 1972 – 1973)، وبرع “الغزال” مثلما ظلّ يكنّى، في إحراز الأهداف، ما سمح للصغير الذي توسط الراحل عبد القادر فريحة والمحرّك سيد أحمد بلكدروسي. وانفتحت شهية بن ساولة (62 عاما) أمام التتويجات منذ موسمه الأول، حيث حلّ وصيفا لبطل المغرب العربي (1973) ثمّ كأس الجزائر (1975)، ليلتحق بالخضر مع رعيل عصاد، بلومي، ماجر، أين دافع عن الألوان الوطنية في خمسين مباراة شهدت توقيعه ل 25 هدفا (1978 – 1986)، علما أنّ التاج خاض مواجهات كثيرة كبديل تماما مثل الفنان حسين ياحي، لكنه كان يصنع الفوارق بكعبه العالي. وكان بن ساولة حاسما في خرجاته مع الخضر، حيث أسهم في إحراز الجزائري لبرونزية ألعاب المتوسط 1979 بسبليت، ثمّ بلوغ المحاربين لنهائي كأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا، كما لعب دورا مؤثرا في تأهل الأفناك إلى مونديالي 1982 و1986. وبرسم تصفيات المونديال المكسيكي، مرّ منتخب الجزائر بظروف صعبة للغاية، فبعد الإصابة الخطيرة للنجم لخضر بلومي (15 مارس 1985)، كادت السفينة الخضراء أن تغرق في المستنقع الأنغولي، لولا بن ساولة الذي أمضى هدفا على الطائر، قبل أن يصطدم الجزائريونبزامبيا القوية بنجومها وعلى رأسهم “كالوشا بواليا”، لكن الوصفة كانت بيد “التاج” الذي صنع الفارق ذهابا بإمضائه هدفا وصنعه آخر (13 جويلية 1985 ب5 جويلية)، وفي مواجهة الإياب (28 جويلية) ووسط أجواء هستيرية بلوزاكا، لم تشكّل عائقا أمام أصيل حمام بوحجر الذي دخل بديلا (75) وعبث ب “شارل ميزوندا” نجم “أندرلخت” البلجيكي آنذاك بتسجيله هدفا جميلا بعد توغل من وسط الميدان إثر نسج ثنائي مع ياحي (77). بن ساولة الذي لعب ل “لوهافر” الفرنسي (19 هدفا في 80 مباراة/ 1983 – 1986) قبل أن يعتزل عاما من بعد، لا يزال صاحب الهدف الأسرع في تاريخ منتخب الجزائر، حيث أمضى هدفا رائعا بطريقة القبعة، مع المحاربين في الثانية ال12 ضدّ مصر وحارسها أحمد الشحات إكرامي (6 جانفي 1984/ تصفيات أولمبياد لوس أنجلس)، وهو رقم لا يزال صامدا منذ 33 سنة