كان من بين أبرز نجوم المنتخب الوطني في سنوات السبعينيات، وأيضا أهم صانعي أمجاد مولودية الجزائر في تلك الفترة، ويكفي أنه كان حاسما في إهداء العميد كأسه الإفريقية الوحيدة لحد الآن..الحديث هو عن عمر بطروني الذي انتظر سنوات طويلة جدا قبل أن يرى حلمه في رد الإعتبار إليه من خلال تنظيم مباراته الإعتزالية في طريق التجسيد خلال الأسابيع القليلة القادمة..عن هذا الموعد الكبير وأمور أخرى تخص المنتخب الوطني والكرة الجزائرية عموما، يتحدث من كان يعرف برجل الدقائق الأخيرة إلى "الشباك" بصراحته المعهودة. ما جديد تحضيراتك للمقابلة الإعتزالية التي يتم تنظيمها خلال الأسابيع القليلة القادمة؟ كل شيء يسير على ما يرام باعتبار أن برنامج الدورة قد تم ضبطه، حيث يتضمن مقابلتين، تجمع الأولى بين الفريق الحالي لمولودية الجزائر والنادي الإفريقي التونسي، فيما تضم الثانية قدماء فريق المولودية الذي أحرز كأس إفريقيا للأندية عام 1976 وتشكيلة من قدامى لاعبي المنتخبات المغاربية، ما يعني أن العرس سيكون كبيرا وذو نكهة مغاربية. ألا تظن بأن مشروع مباراتك الإعتزالية قد استغرق وقتا طويلا قبل أن يجد طريقه إلى التجسيد؟ هذا صحيح، فلقد انتظرت تجسيد المشروع لعدة سنوات..كان من المفروض أن يقام هذا العرس الموسم الماضي على أقصى تقديره، لقد راهنت آنذاك على مجيئ نادي مرسيليا وشرعت في الإتصالات الأولية مع من يهمه الأمر، ولكن لظروف متعددة تم تأجيل الدورة إلى الموسم الجاري، أتمنى أن تقام مباراتي الإعتزالية هذه المرة في موعدها المحدد..لقد تم ضبط كل الترتيبات، وأنا أتوق شغفا لإقامة هذه الدورة، أظن أن ذلك هو أقل شيء أستحقه بعد كل الخدمات التي قدمتها لمولودية الجزائر، إتحاد العاصمة والمنتخب الوطني. متى هو موعد الدورة بالضبط؟ في الحقيقة لم يضبط التاريخ بعد لأن ذلك متعلق بإقامة نهائي كأس الجمهورية حتى يتسنى لنا استغلال ملعب 5 جويلية بعد ذلك النهائي، لأن الدورة التي أريد تنظيمها مكانها الطبيعي في الملعب الأولمبي. كنت من بين نجوم المنتخب الوطني في سنوات السبعينيات، ولعل الجيل الحالي لا يعرف بأنك كنت تلقب برجل الدقائق الأخيرة، على غرار ما فعلت أمام فرنسا في نهائي الألعاب المتوسطية في 1975، كيف تنظر إلى الصحوة الحالية للمنتخب الجزائري؟ بطبيعة الحال، أنا سعيد جدا لعودة المنتخب الوطني إلى الواجهة، لكن لا يجب أن نكذب على أنفسنا لأن ما قام به ''الخضر'' لا يعكس في واقع الحال الصورة الحقيقية للكرة الجزائرية، فالجميع يدرك بأن التشكيلة الوطنية الحالية هي نتاج المدرسة الفرنسية، وما دمنا لا نكوّن المواهب الشابة فسنبقى في تبعية دائما لما تنجبه الأندية الفرنسية. كلامك ربما تؤكده عملية التنقيب التي يقوم بها المدرب الوطني ومساعدوه في أوروبا بهدف العثور على العصافير النادرة التي يمكنها تدعيم المنتخب الوطني تحسبا للمونديال... لنكن صرحاء فيما بيننا، فاللاعبون محل المعاينة كلهم يلعبون لأندية أوروبية صغيرة، فشخصيا لا أعتقد بأن اللاعبين الكبار يفضلون تقمص الألوان الجزائرية على حساب المنتخب الفرنسي.. ثم أن معظم العناصر التي تتهافت على اللعب للمنتخب الجزائري فقدت كل أمل في اللعب لفرنسا.. إنه فعلا أمر مؤسف حقا أن تعيش الكرة الجزائرية على فتات نظيرتها الفرنسية، واسمحوا لي على هذه العبارة، ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها. تبدو متشائما كثيرا بخصوص مستقبل الكرة الجزائرية؟ كيف لا وواقع الحال يؤكد حقيقة أننا لم نعد نهتم بالتكوين منذ سنوات طويلة، لقد تغيرت الأمور كثيرا مقارنة بما كنا نقوم به في السابق، أي عندما كان المنتخب الجزائري يتشكل في معظمه من لاعبين تكونوا كلهم في المدارس الكروية الجزائرية، أتذكر آنذاك أننا لم نكن نعاني على الإطلاق أزمة في تعداد الخضر لأن الكثير من اللاعبين كانوا قادرين على تقمص الزي الوطني، بل أننا كنا نعرف من يخلفنا حتى قبل أن نضع حدا لمشوارنا الكروي، وهو ما حدث لي مثلا مع ماجر حيث كان الجميع يرى فيه خير خليفة لي في المنتخب الوطني عندما اقتربت من وضع حد لمشواري الكروي، فشجعته كثيرا وكانت النتيجة أنه عوضني بكيفية جيدة للغاية، حتى أن لا أحد شعر بمغادرتي للمنتخب الوطني.. مثل هذه الأمور لم تعد تحدث في الكرة الجزائرية، رغم أني شخصيا كنت أتوسم خيرا في اللاعب الحالي لإتحاد العاصمة حسين آشيو الذي رشحته لأن يكون خليفة لماجر، ولكنه لم يكن في مستوى التطلعات. على ضوء كلامك نفهم بأنك لا تنتظر الكثير من المشاركة القادمة للمنتخب الجزائري في المونديال؟ يجب أن نعترف أنه بالنظر إلى مستوى الخضر، فإن مهمتهم ستكون صعبة جدا في المونديال، فلدينا الآن صورة ولو بسيطة عما سيكون عليه الحال في ملاعب جنوب إفريقيا بعد الدرس الذي لقننا إياه منتخب صربيا. على كل حال، أملي كبير في أن يؤدي المنتخب الجزائري مشوارا طيبا ومشرفا، فحتى وإن كانت مهمته صعبة في مجموعة قوية، فإن الأهم هو الظهور بوجه مشرف من خلال تجنب الهزائم المذلة، وفي اعتقادي أن كل شيء سيلعب في المقابلة الأولى أمام سلوفينيا لأننا إذا تمكنا من تحقيق نتيجة جيدة في هذه المباراة، فإن ذلك سيساعد اللاعبين كثيرا من الناحية المعنوية في بقية المشوار. وما الذي ينقص التشكيلة الحالية لأداء مونديال مشرف؟ أظن أن الجميع يدرك بأن نقطة ضعف المنتخب الجزائري هي خط هجومه، حيث أنه أبان عن نقائص كثيرة سيما خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة..على المدرب الوطني أن يركز عمله على هذا الجانب، ولو أنني شخصيا أخشى أن لا يكون ذلك كافيا لأن التشكيلة الوطنية تفتقر إلى مهاجمين من الطراز العالي، أتمنى أن تساهم عودة جبور إلى الخضر، ولو نسبيا في فك العقدة، أقول ذلك وأنا متيقن من أن الحل بين أيدي الأندية، فلا بد من العودة إلى التكوين لأنه وحده الكفيل بإعادة الاعتبار للاعب المحلي، ولكن لا يجب أن يفهم من كلامي أنني ضد اللاعبين المغتربين لأنهم جزائريون يحق لهم أيضا الدفاع عن الألوان الوطنية، وما أطالب به شخصيا هو عدم توجيه الدعوة لكل من هب ودب، فشبان من أمثال بلفوضيل وطافر اللذان يلعبان في أولمبيك ليون من واجب الجزائر عمل كل شيء من أجل إقناعهما باللعب للجزائر لأنني متأكد من أنهما لن يفلتا من قبضة المنتخب الفرنسي في حالة ما إذا بقينا مكتوفي الأيدي. في الأخير، هل من كلمة عن المشوار القوي لفريقك المفضل المولودية هذا الموسم؟ أنا سعيد جدا بعودة المولودية إلى مصاف الفرق الفاعلة في الكرة الجزائرية، ولم يتم ذلك إلا بعد العودة إلى سياسة التشبيب. أتذكر أنني كنت أراهن كثيرا على هذه الساسية عندما أشرفت على الفئات الشابة للنادي في بداية العشرية الحالية، لكنني وللأسف الشديد لم تمنح لي الفرصة كي أذهب بمشروعي إلى مداه..أتمنى فقط أن تتزامن فرحتي بمقابلتي الاعتزالية مع تتويج المولودية بلقب البطولة الوطنية حتى تكون الفرحة مزدوجة